تقرير أمريكي: “الغزو” السعودي للدوحة.. قصة صنعتها مخابرات قطر وروجها ودفع ثمنها تيليرسون
تقرير أمريكي: “الغزو” السعودي للدوحة.. قصة صنعتها مخابرات قطر وروجها ودفع ثمنها تيليرسونتقرير أمريكي: “الغزو” السعودي للدوحة.. قصة صنعتها مخابرات قطر وروجها ودفع ثمنها تيليرسون

تقرير أمريكي: “الغزو” السعودي للدوحة.. قصة صنعتها مخابرات قطر وروجها ودفع ثمنها تيليرسون

كشف تقرير استقصائي معزّز بمعلومات استخبارية أمريكية، أن الحديث عن مخطط سعودي لغزو قطر، قيل إنه كان مقرراً صيف عام 2017، لم يكن أصلاً معلومات من المخابرات الأمريكية أو البريطانية، (كما روجّت له الدوحة)، وإنما هو "حركة" من المخابرات القطرية جرى "تصنيعها" مبكرًا لتشويه صورة الأمير محمد بن سلمان، ثم جرى استخدامها بعد قرار الرباعية العربية (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) مقاطعة قطر في الخامس من حزيران 2017.

علاقة المصالح القديمة بين تيليرسون وقطر

ونقلت نشرة "انترسبت" الاستقصائية عن مسؤولين في المخابرات والإدارة الأمريكية، سابقين وحاليين، أن قطر وظفت علاقات المصالح الكبرى مع وزير الخارجية المقال، ريكس تيليرسون، عندما كان مديراً عاماً لشركة اكسون موبيل التي ترتبط بمصالح ضخمة مع الدوحة، حيث تحوّل تيليرسون إلى ما يشبه ممثل قطر في الإدارة الأمريكية: روّج لنظرية المخابرات القطرية عن مخطط غزو الدوحة وتغيير النظام، كما روّج في الكونغرس للإخوان المسلمين، وعلى نحو وصفه التقرير بأنه كان مخالفاً للوقائع والحقائق التي عبّر عنها ترامب في أكثر من مناسبة، لجهة القناعة بأن قطر، وعلى مستوى القيادة، تمول الإرهاب وترعاه؛ ما جعل ترامب يقرر استغناءه عن تيليرسون مبكراً وقبل عدة أشهر من صدور قرار الإقالة، كما أشار التقرير.

تسلسل الأحداث

التقرير الذي نشر مساء أمس الأربعاء مستقصياً، من مصادر سياسية واستخبارية، كيف دفع تيليرسون ثمن إنحيازه لقطر وترويجه لتقرير مخابراتها عن مخطط سعودي لغزو قطر"، رصد تسلسل الأحداث في هذا الخصوص كالتالي:

• في وقت مبكر من عام 2017 (لم يحدده التقرير لكن حيثاته تتزامن مع الاستعدات لتعيين الامير محمد بن سلمان وليا للعهد، والاستعدادات لقمة الرياض الإسلامية التي انعقدت في الـ 20 من مايو)، أعدت المخابرات القطرية تقريراً قالت ان عملاءها في السعودية حصلوا على معلوماته، وبدأت تعممه سراً، عن مخطط مزعوم لغزو قطر وتغيير النظام، بدعوى الاستحواذ على أرصدتها وثرواتها.

• وينقل التقرير عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية تأكيدهم لحقيقة أن "موضوع الغزو" كان تقريراً مبكّراً للمخابرات القطرية، يتصور أن قوات سعودية مدعومة بقوات إماراتية ستتوغل مسافة 70 ميلاً داخل قطر.

وتحوطًا لأي تساؤل طبيعي سيطرحه من يستمع إلى هذه القصة، بخصوص دور قاعدة "العديد" الأمريكية الموجودة في الدوحة، فقد أشار تقرير المخابرات القطرية إلى أن القوات السعودية والإماراتية سوف "تتحايل circumvent" على قيادة قاعدة العديد الأمريكية أو تستغفلها.

ويضيف التقرير، أن السيناريو الذي عممته المخابرات القطرية يقول، إن القوات السعودية والإماراتية ستواصل تقدمها إلى أن تصل الدوحة وتسيطر عليها.

• ويربط تقرير انترسبت قصة المخابرات القطرية عن مخطط الغزو، بقناعة النظام في الدوحة بقرب تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً لعهد المملكة، وهو الذي تعرف قطر برنامجه وعزيمته. وبذلك يصبح الترويج لقصة الغزو المزعومة، جزءاً من حملة مبكّرة لتشويه صورة الإصلاحات والتغييرات التي سيطلقها الأمير محمد بن سلمان.

• ويشير التقرير إلى أن النظام القطري وجد في قرار الرباعية العربية لمقاطعة الدوحة على خلفية دعمها للإرهاب وتحالفها مع ايران، مناسبة لإحياء وترويج نظرية "غزو الدوحة" طمَعاً في أموالها. فقد جرى ،رسمياً، إبلاغ السفارة الأمريكية في الدوحة، كما جرى الاتصال مع تيليرسون وتصوير المقاطعة بأنها مقدمة للغزو.

• في العشرين من حزيران، كما يقول التقرير، كان تيليرسون أجرى أكثر من 20 اتصالاً هاتفياً ولقاء مع قيادات خليجية ودولية، يُروّج فيها لنظرية المخابرات القطرية عن الغزو المنتظر للدوحة. من تلك الاتصالات ثلاثة مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.

• وينقل التقرير عن ناطق بلسان الخارجية الأمريكية، الأسبوع الماضي، أن كل الأطراف المعنية التزمت بعدم اللجوء للعنف أو الإجراءات العسكرية. لكن كل التأكيدات لم توقف تيليرسون وقطر عن متابعة الترويج لسيناريو "الغزو المنتظر".

• وزير الدفاع الأمريكي جون ماتيس، لم يكن مقتنعاً كفاية بما يفعله تيليرسون في انحيازه لقطر وترويجه لنظرية "غزو الدوحة". في حديثه بهذا الخصوص تنقل عنه انترسبت قوله: القطريون كانوا مرعوبين، أو هكذا كانوا يتظاهرون أمامنا".

• في تلك الأثناء قام تيليرسون بحركة كشفت ارتباطه مع قطر وانحيازه لها. فقد بادر إلى طلب وزير الدفاع القطري ليوقعا على اتفاقية سرية "لمكافحة الإرهاب"، وذلك بهدف إظهار الدوحة بأنها ملتزمة بقرارات قمة الرياض الإسلامية.

• أما الرئيس دونالد ترامب فلم يكن مقتنعاً بكل تلك الضوضاء التي أطلقتها المخابرات القطرية وروج لها تيليرسون إلى حد أنه شهد أمام الكونغرس بأن النظام القطري ملتزم بمحاربة الإرهاب، وأن رعايته للإخوان المسلمين لا تتضمن أي شبهة إرهابية.

ويشير التقرير إلى أن غيظ الرئيس ترامب من انحياز تيليرسون لقطر، وتغليب ذلك على المصالح الأمريكية، جعلته (ترامب) ينشر سلسلة تغريدات لا تتضمن أي لبس أو مواربة بأن القيادة القطرية ضالعة في الإرهاب، وأنه يتوجب الضغط عليها، وأن ما يروج له تيليرسون مرفوض. عند الظهر كان تيليرسون يمتدح قطر وبعد ذلك بساعة كان ترامب يغرّد ضده، مؤكدًا أن إرهاب قطر يتم على مستوى القيادة العليا

• وينقل التقرير عن مسؤولين في المخابرات والإدارة، وعن دبلوماسين بريطانيين، قناعتهم بأن تيليرسون دفع من كرامته ومنصبه ثمناً لانحيازه للدوحة، وأن قرار إقالته كان متخذاً قبل أشهر من تبليغه به (مارس 2018)، وأن طرد تيليرسون تم قبل أيام من وصول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، في رسالة تفسر نفسها، كما يقول التقرير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com