قطر تدفع 200 ألف دولار لشركة وكلها محامي ترامب "كوهين" في تحقيق مولر‎
قطر تدفع 200 ألف دولار لشركة وكلها محامي ترامب "كوهين" في تحقيق مولر‎قطر تدفع 200 ألف دولار لشركة وكلها محامي ترامب "كوهين" في تحقيق مولر‎

قطر تدفع 200 ألف دولار لشركة وكلها محامي ترامب "كوهين" في تحقيق مولر‎

كشفت وثائق حكومية جديدة أن قطر دفعت 200 ألف دولار أمريكي لشركة محاماة وكلها "مايكل كوهين" محامي الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب لتمثيله في تحقيق "روبرت مولر" في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية، من أجل الضغط على الحكومة الأمريكية.

ووفق ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عيّن "كوهين" المدعي العام السابق "ستيفن ريان" في يونيو 2017 لمساعدته في تحقيق "روبرت مولر" بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية، مضيفةً أنه بعد شهر واحد كلفت قطر  ريان وشركته  ماكديرموت ويل & إيميري  بالضغط على الحكومة الأمريكية.

وأظهرت الوثائق التي قدمتها شركة المحاماة لوزارة العدل الأمريكية توقيع الحكومة القطرية عقدًا قيمته 40 ألف دولار أمريكي شهريًا مع الشركة، وتكليف محامي "كوهين" وشريكين آخرين بالشركة ضمن فريق ضغط على الحكومة الأمريكية من أجل قطر.

وأكدت الشركة في الوثائق أنها تلقت200 ألف دولار أمريكي حتى ديسمبر من العام الماضي مقابل تقديم خدمات ضغط واستراتيجية إعلامية لصالح دولة قطر.

ونوهت الصحيفة إلى أن تلك الوثائق أثارت العديد من الأسئلة بشأن العلاقة بين الدولة الخليجية، ومحامي ترامب "كوهين"، وشركائه، وذلك بعدما كشفت الأسبوع الماضي عن طلب "كوهين" رشوة من مسئول قطري.

وكان رئيس إدارة الاستثمارات بصندوق الثروة السيادي القطري "أحمد الرميحي" ادعى أن "كوهين" طلب منه مليون دولار أمريكي أثناء اجتماع في ديسمبر/ كانون الأول 2016، ولكنه رفض ذلك، بينما نفى "كوهين" هذا الادعاء.

وأبرزت الصحيفة حضور "الرميحي" و"كوهين" بعد يومين اجتماعًا مع وزير الخارجية القطري ومستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي الجنرال "مايكل فلين" في برج ترامب.

وبحسب وثائق شركة "ماكديرموت"، فإن شريك "ريان" العضو السابق في الكونغرس الأمريكي "جيمس موران" ضغط أيضًا على عضو بالكونغرس وسناتور للقاء وزير الخارجية القطري في سبتمبر 2017 كجزء من خدمات الشركة لقطر.

وتضمنت خدمات شركة المحاماة "ماكديرموت" أيضًا مناقشات بشأن هدية قيمتها 30 مليون دولار أمريكي من قطر مقابل الاتفاق مع أربعة أعضاء من مجلس النواب الأمريكي.

وبين يوليو 2017 ويناير الماضي، ضغطت الشركة على 22 مسؤولًا وسياسيًا أمريكيًا منهم مسؤولون في مكتب السيناتور "ديان فاينشتاين"، والنائب "إليوت إنجل" العضو في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، والنائبة "دانا روهراباشر".

وتنص واحدة من الوثائق التي قُدمت لوزارة العدل يوم 27 يوليو 2017على ما يلي: "تخطط "ماكديرموت" لتقديم المشورة لدولة قطر فيما يتعلق بمصالحها مع فروع الحكومة التنفيذية والتشريعية، كما تخطط للدفاع عن دولة قطر أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي بشأن قضايا السياسة العامة التي تؤثر على مصالحها. وتخطط "ماكديرموت" للقاء أعضاء الكونغرس، وموظفيهم، وكذلك وزارتي الخارجية والدفاع للدفاع نيابة عن دولة قطر."

وقُدمت الوثائق إلى وزارة العدل بموجب متطلبات قانون تسجيل الوكلاء الأجانب والذي يجبر جماعات الضغط على الكشف عن أي عملاء أجانب، وتم تضمين نسخة من عقد الشركة مع قطر بتاريخ 30 يونيو 2017 مع أحد الإيداعات.

وينص العقد على أن ضغط الشركة سوف يتضمن تقديم المشورة والمساعدة لدولة قطر في تأسيس وإجراء اتصالات مع مسؤولي الفرع التنفيذي، وأعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ وموظفيهم المسؤولين في مجالات القانون والسياسة التي تؤثر على مصالح دولة قطر الاقتصادية، والأمنية، والسياسية."

وتقول العقود إن "ريان" و"موران" مسؤولان بشكل أساسي عن الخدمات المقدمة لدولة قطر. وتضمن عقد الضغط  اللوبي  اللقاء بمسؤولين، ومشرعين، ووكالات حكومية، فضلا عن مراسلتهم عبر الخطابات ورسائل البريد الإلكتروني.

وبحسب ما نقلته الصحيفة، وقّع على عقد الضغط ممثل السفارة القطرية في العاصمة واشنطن يوم 13 يوليو نيابة عن السفير القطري لدى الولايات المتحدة الأمريكية العضو بالعائلة المالكة القطرية الشيخ "مشعل بن حمد آل ثاني".

وتنص وثيقة أخرى قُدمت في سبتمبر على إنهاء "ريان" العلاقة مع قطر يوم 30 أغسطس/ آب 2017، رغم مواصلة شركته عقدها مع الدولة الخليجية. وواصل "كوهين" أيضًا لقاءاته بمسؤولين قطريين، وفقًا لما ذكرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

وكانت المجلة كشفت، الأسبوع الماضي، لقاء محامي ترامب بوزير الاقتصاد والتجارة القطري "أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني" في مؤتمر بولاية فلوريدا الأمريكية، الشهر الماضي.

وجاء الاجتماع قبل أيام من مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" منزل ومكتب "كوهين" كجزء من التحقيق في انتهاكات تتعلق بتمويل الحملة الانتخابية لترامب. وقال متحدث باسم الحكومة القطرية للمجلة إن "كوهين" طلب الاجتماع، ولكنه لم يؤكد ما إذا كان عُقد أم لا، موضحًا: "دولة قطر لم تكن قط عميلاً لدى كوهين".

وأبرزت "ديلي ميل" كشفها الأسبوع الماضي التقاط كاميرا C-SPAN صورًا لـ "آل ثاني" في اجتماع ديسمبر 2016 المثير للجدل في برج ترامب مع "كوهين" و"فلين"، والرميحي".

وعلى الرغم من مزاعم عروض الرشوة المحيطة بالاجتماع، إلا أن متحدثًا باسم الحكومة القطرية قال: "لم تتحدث قطر في أي وقت مع مسؤولين في الفريق الانتقالي بشأن الخدمات أو العقود التجارية الخاصة. وجميع المناقشات الاقتصادية مرتبطة بالعلاقة الثنائية".

يُذكر أن شركة "ماكديرموت" كانت واحدة من ست شركات ضغط في واشنطن تعاقدت معها قطر منذ أزمة المقاطعة.

وردًا على الأزمة الدبلوماسية، كثفت قطر جهودها في الإقناع السياسي بواشنطن حيث أنفقت ما لا يقل عن1.7 مليون دولار شهريًا على جماعات الضغط.

ودعم الرئيس الأمريكي "ترامب" المقاطعة بقيادة السعودية منذ مايو/ أيار الماضي، ولكنه غير موقفه في سبتمبر وليس واضحًا ما إذا كان ذلك بسبب جهود الضغط القطرية أم لا، وفق الصحيفة.

وحاولت صحيفة "ديلي ميل" الاتصال بشركة "ماكديرموت" و"ريان" للتعليق على الوثائق أمس السبت، ولكنهما لم يردا حتى وقت نشر هذا التقرير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com