كاتبة بحرينية: قناة سلوى البحرية فكرة "جهنمية"

وصفت الإعلامية البحرينية سوسن الشاعر فكرة مشروع "قناة سلوي البحرية" بأنها "الأكثر جهنمية في التاريخ المعاصر" ويستحق صاحبها أن يحوز على جائزة الأوسكار.

ومن شأن مشروع القناة أن يلغي فعليًا الحدود البرية لقطر ويحولها إلى جزيرة.

وقالت الشاعر في مقال نشرته بصحيفة "الوطن" البحرينية، "بصراحة لم تخطر على بال أحد لكنها فكرة قابلة للتطبيق وتفتح الممر المائي للمملكة العربية السعودية وتمكنها من اتقاء شر ما يأتي من هذه الجزيرة".

وأضافت أن "فكرة بناء قاعدة عسكرية في الجزء السعودي المتبقي مما اتقطع فكرة جهنمية هي الأخرى ولكنها تجعل من أي أحلام طوباوية لأي دولة تريد أن تمتطي من جعل نفسه مطية كهذه الدولة، يجعلها تفكر مرتين من محاذاة قاعدة عسكرية سعودية".

ويطلق البعض على المشروع أيضا "قناة محمد بن زايد"، وهو مشروع سياحي سعودي متكامل، يتضمن شق قناة بحرية على طول الحدود مع قطر، يخطط له تحالف استثماري يضم 9 شركات وبتكلفة تقدر مبدئيًا بـ 2.8 مليار ريال سعودي.

ويبدأ شق القناة من سلوى إلى خور العديد، بحيث يكون امتداد الساحل الشرقي للسعودية كاملًا وغير منقطع، باعتبار أن الحدود مع قطر البالغة 60 كم هي الجزء البري الوحيد الذي يقطع هذا الامتداد، ما يعيق التجارة البينية، وخطط التطوير السياحي للمنطقة ذات الحيوية، كونها مركز ربط لدول الخليج العربية".

وسيتم الربط بحريًا بين سلوى وخور العديد بقناة عرضها 200م وعمقها 15-20 مترًا وطولها 60 كم، ما يجعلها قادرة على استقبال جميع أنواع السفن".

وستكون "القناة داخل الأراضي السعودية على بعد نحو كيلو متر واحد من خط الحدود الرسمي مع دولة قطر، وتترك المنطقة الملاصقة لخط الحدود منطقة عسكرية للحماية والرقابة".

وقالت الشاعر إن القناة ستحيل قطر "من دولة تقع على شبه جزيرة إلى دولة تقع على جزيرة وتقلص من حدودها المائية فلا تترك لها إلا منفذاً شمالياً، وتجعل ارتباطها بالبر كما كانت منذ نشأتها مرهوناً بموافقة المملكة العربية السعودية"، مضيفة "إنها فكرة تعزل قطر عن تاريخها وجغرافيتها السابقة".

وأوضحت أن هذه الفكرة "لم تخطر على بال القطريين أبداً"، و"أرادت المملكة العربية السعودية أن تذكر قطر بواقعها الجغرافي الذي تجاهلته، وبحدودها وحجمها السياسي قبل حجمها الجغرافي".

وأشارت في مقالها إلى أن "قطر كانت تناشد العالم بالضغط على دول التحالف لوقف المقاطعة"، متسائلة "فماذا ستفعل الآن؟ إنها اليوم ستناشد العالم لمنع السعودية من تنفيذ مشروعها".

وقالت إن قرار المقاطعة ومشروع القناة، حق تمارسه السعودية على سيادة أرضها وليس لأحد أن يمنعها.

وكان الإعلان السعودي عن المشروع قد حظي بتفاعل كبير من قبل نشطاء سعوديين وخليجيين على مواقع التواصل الاجتماعي، كونه سيلغي فعليًا الحدود البرية بين الدولتين، ويحوّل خط الحدود الرسمي إلى منطقة عسكرية.

ومع ذلك تساءل محللون ومتابعون بشأن ما إذا كانت فكرة القناة واقعية وذات جدوى اقتصادية تجعلها قابلة للتطبيق.