نظرة من الداخل... قبائل قطر صدمها اعتراف النظام أنه جنّد أبناءها لـ "الإرهاب"
نظرة من الداخل... قبائل قطر صدمها اعتراف النظام أنه جنّد أبناءها لـ "الإرهاب"نظرة من الداخل... قبائل قطر صدمها اعتراف النظام أنه جنّد أبناءها لـ "الإرهاب"

نظرة من الداخل... قبائل قطر صدمها اعتراف النظام أنه جنّد أبناءها لـ "الإرهاب"

كانت صدمة مريرة أن يكتشف المواطن القطري العادي أن قبائل وعائلات كبرى تشكل ثلثي أهل قطر اعتدى عليها النظام وجنّد من أبنائها "إرهابيين"عملوا طوال السنوات الماضية على الإساءة المبرمجة لكل الاعتبارات الاجتماعية والدينية والقومية فضلًا عن هدره مليارات الدولارات في عبث سياسي ومخابراتي وإعلامي أوصل الشعب القطري إلى هذا الحال الذي لا يرضيهم ولا يرضي أشقاءهم في الخليج.

قراءات قبلية لما حدث

بهذه الرؤية الاجتماعية قرأت قيادات قبلية خليجية ما حصل يوم الخميس الماضي، عندما نشرت وزارة الداخلية القطرية، على استحياء وتواري من يقترف الجرم في الأعراف القبلية قائمة من أسماء مواطنين قطريين من كبريات القبائل والبيئات الاجتماعية الممتدة خليجيًا، اعترف النظام رسميًا ولأول مرة أنهم "إرهابيون".

يقول أستاذ للتاريخ الاجتماعي، تمنى تلافي حرج الأسماء، أن ما زاد في حدة المرارة والغضب الشعبي القطري أن الكل بدون استثناء يعرف أن الأسماء الشخصية للمواطنين وللكيانات المدرجة في هذه القائمة كانت تعمل مع العائلة الحاكمة والوزراء المكلفين بالأمن وبما يسمى بالعمل الخيري، بكل ما تضمنه من إيواء وتمويل للمنظمات "الإرهابية" في سوريا واليمن وليبيا وتونس ثم في سيناء.

كما يعرفون أن رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم كان اعترف بذلك من باب التباهي والاستعراض، وأن قناة "الجزيرة" كانت منصته، وما زالت في الضخ الإعلامي المكرس للتحريض والكراهية، وللدفاع عن أسماء وسياسات يأتي النظام الآن ليقر أنها كانت جرمية، وأن أبناء من كبريات القبائل الكريمة جرى توريطهم بذلك.

قبائل وامتدادات عائلية تشكل ثلثي قطر

يقول الأكاديمي الخليجي المتخصص في الأعراف والتركيبات القبلية في الخليج والجزيرة أن مجرد إيراد أسماء العائلات التي أدرج بيان الداخلية القطرية بعض أبنائها ضمن قائمة النبذ والإرهاب يعني الكثير الكثير، وهو ما يعرفه النظام القطري؛ ولذلك صدرت قائمة الإرهاب على موقع إخباري غير معروف من الناس وفي وقت ليلي متأخر، وكانت التعليمات واضحة للجزيرة والصحف القطرية بأن لا يشيروا له وأن يتجاهلوا تعميمه بين المواطنين القطريين.

فقد تضمنت القائمة الإرهابية أبناء عائلات وقبائل مثل النعيمي والكواري والكعبي والباكر والبوعينين والسويدي والعجي وأبوقبا، وهي حسب تقديره لتعدادها وامتداداتها وقوة حضورها الاجتماعي تشكل حوالي ثلثي المجتمع القطري.

يضاف إلى ذلك سبع هيئات مدنية وشركات، يعرف الجميع، حسب قوله، أنها كانت أذرع النظام القطري في بعثرة وهدر المليارات من الدولارات على منظمات الإخوان المسلمين والنصرة والقاعدة وداعش والحوثيين وصولًا إلى طالبان.هذا فضلًا عن التمويل غير المباشر بأسلوب الفدية للمنظمات الإرهابية الإيرانية والعاملة معهم في العراق وسوريا ولبنان، وبالشراكة مع المخابرات التركية في تفجيرات ليبيا وتونس وفي التوغل بوسط أفريقيا والقرن الافريقي .

أسئلة قطرية مستحقة على النظام

وفي تحليله لمكونات الصدمة الاجتماعية الداخلية التي أحدثها بيان الخميس من الداخلية القطرية، فقد جرى تسجيل أن النطام القطري بعد هذا البيان مطلوب منه أن يواجه شعبه ويقنعهم لماذا هاجم دول المقاطعة عندما أعلنت قوائم الإرهاب واليوم يعود لتأكيد حقيقة هذه القوائم؟

ولماذا يعترف النظام القطري بحقيقة مطالب دول المقاطعة في الخفاء ويمارس تضليله على الشعب القطري؟ فأبواق النظام القطري طالما مدحت وتغنت بشخصيات صنفتها الدوحة اليوم بأنها إرهابية مثل عبدالرحمن بن عمير النعيمي الذي كان يمثل النظام في مؤسسات أوروبية وهمية للدفاع عن حقوق الإنسان والبذخ في بعثرة الأموال.

ويقرأ الباحث الاجتماعي في القائمة ومحتوياتها، اكتشافًا يصدم القطريين العاديين بأن نظامهم دعم "إرهابيين" أجندتهم زعزعة استقرار وأمن دول الخليج العربي، وأنه يمارس التضليل على شعبه، لتصوير المقاطعة بأنها ضد قطر، فيما يعترف اليوم بأن الأشخاص الذين ضمتهم الدول الأربعة في قوائم الإرهاب هم إرهابيون فعلًا.

أثمان أضحت مستحقة

ويخلص الباحث الأكاديمي المتخصص بالتركيب الاجتماعي الخليجي، إلى أن النظام القطري يعرف تمامًا وقع الصدمة على شعبه جراء الاعتراف بما كان ينكره من تمويله للإرهاب وتجنيده أبناء القبائل لهذه المهمة وما يتصل بها من إثم ديني وغضاضة اجتماعية وتجريم سياسي.، فضلًا عن إقراره الآن بصواب إجراءات وموجبات المقاطعة العربية.

وبتقديره أن النظام القطري لم يخضع لهذا الإقرار إلا تحت قوة وثبات مواقف الرباعية العربية، وما حققته من حشد دولي معها لن يترك مجالًا واسعًا لنظام الدوحة في المكابرة وفي التهرب من الاستحقاقات الوطنية والقومية، لأن الاستمرار في معاندة الحقائق الاجتماعية والسياسية سيكبد الشعب القطري ما لا يريده ويوصل النطام إلى الحائط الذي لا يبدو بعيدًا، حسب تقديره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com