السعودية.. "تدويل الحرمين" يثير دعوات لتدخل عسكري في قطر
السعودية.. "تدويل الحرمين" يثير دعوات لتدخل عسكري في قطرالسعودية.. "تدويل الحرمين" يثير دعوات لتدخل عسكري في قطر

السعودية.. "تدويل الحرمين" يثير دعوات لتدخل عسكري في قطر

وصلت موجة غضب سعودية يوم الاثنين عقب دعوة قطرية لإدارة دولية مشتركة للحرمين الشريفين بدل الإدارة السعودية، إلى حد التنبؤ بإقدام الرياض على اجتياح الدوحة كتنفيذ لتهديدات رسمية سابقة برد قاس على أي دعوة لتدويل الحرمين.

وحرص عدد كبير من السعوديين تتصدرهم نخب المملكة الدينية والثقافية من كتاب وإعلاميين ودعاة ورجال دين ومشاهير على التنديد بالدعوة القطرية لتدويل الحرمين التي صدرت عن هيئة دولية مزعومة روجت لها قطر خلال الأسابيع الماضية.

وتجاوز عدد من الكتاب والمحللين السياسيين السعوديين، انتقاد الدوحة على ترويجها لتدويل الحرمين رغم تحذيرات المملكة على دعوة سابقة للدوحة في الشأن ذاته، متنبئين بعمل عسكري سعودي خاطف يستهدف تسليم الحكم في البلد الخليجي لأفراد من الأسرة الحاكمة موالون لجيرانهم الخليجيين.

وقال المحلل السياسي والعسكري السعودي إبراهيم آل مرعي معلقاً على الدعوة القطرية الجديدة "ماذا بقي لم تفعله قطر؟ كافة معايير العداء تحققت، وجميع المعطيات تدفع باتجاه تدخل عسكري في قطر.الدول العظمى لها حساباتها، ولو أخذت هذه الحسابات بعين الاعتبار في البحرين لكانت المنامة محافظة ايرانية".‏

وأضاف آل مرعي في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي في موقع "تويتر" "وضع الدول العظمى أمام الأمر الواقع بتدخل عسكري في قطر (مع ضمانات بالحفاظ على مصالحها) يضمن إنهاء الأزمة القطرية واستعادة مجلس التعاون.‏ الهدف ليس احتلال قطر كما فعل صدام في الكويت وإنما تحرير قطر وشعبها وإعادة الحكم لعقلاء ال ثاني".‏

وأوضح آل مرعي "زوال نظام الحمدين أمر حتمي، والتأخر في تحقيق ذلك يحمل دول المقاطعة خسائر استراتيجية لا يمكن معالجتها حتى بعد زوال النظام الصهيوقطري الفارسي التركي في الدوحة".

وتابع "من وجهة نظري، وأقولها وبوضوح (التقييم الاستراتيجي الإقليمي والدولي، السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني والاجتماعي) ملائم لتنفيذ عملية عسكرية خاطفة لتحرير قطر.‏ هذا تقييمي فيما يخص معالجة الأزمة القطرية بعد دراسة شاملة ودقيقة استغرقت ٤ أشهر. (متمسك بهذا التقييم)".

وجاء كلام الباحث السعودي المعروف متفقاً مع تنبؤات وتوقعات وتهديدات في السياق ذاته، بينها تغريدة المستشار السعودي في الديوان الملكي، سعود القحطاني، الذي قال "خلايا عزمي وإعلام الظل للسلطة القطرية الغاشمة تروج بشدة لما تسميه بتدويل الحرمين! نصيحتي الشخصية كمواطن خليجي لخيال المآته: تراها إشارة من الكبار ومايحتاج جيش يتحرك ولا طيارات تحلق. 200 جيب ماتوقف إلا بالوجبه ويعلقونك مع رجولك. ماهو نافعك عزمي ولا غيره".

وبلهجة قوية أيضاً، كتب المحلل والباحث الأمني السعودي، الدكتور محمد الهدلاء قائلاً "قطر مستنقع الإرهاب الصغيرة جدا التي تلعب مجددًا على وتر #تدويل_الحرمين ارتكبت خطيئة لن تغتفر وتمثل إعلان حرب هي الخاسرة فيه.. ثم إن مطالبتها #تدويل_الحرمين لن تنجح في محاولاتها البائسة وسوف تفشل كما فشلت محاولاتها السابقة".

وأضاف الهدلاء "يكفي أن تعرف أن الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين المزعومة التي ترعاها قطر وخوفا من ردة الفعل السعودية تجاهها جعلت مكتبها في سنغافورة قد ضمت في عضويتها ثلاثي الشر قطر وإيران وتركيا حتى انك تغسل يدك من هذه الهيئة".

ويجمع الوسم "#الا_الحرمين_الشريفين" في موقع "تويتر" عدداً كبيراً من السعوديين الغاضبين من الدعوة القطرية، وبينهم الداعية السعودي البارز عائض القرني الذي انضم للوسم اليوم الثلاثاء قائلاً "إشراف السعودية وريادتها وخدمتها للحرمين مسألة محسومة وخط أحمر وهو حق شرعي وتاريخي وعرفي لا يمكن حتى مناقشته وماذا بعد الحق الا الضلال #الا_الحرمين_الشريفين".

وشارك رئيس اللوبي السعودي في الولايات المتحدة، سلمان الأنصاري، في التنديد بالدعوة القطرية قائلاً "تنظيم الدولة القطرية يعتقد بأنه قد تم تأمين كيانه الفاسد من قبل بعض القوى الإقليمية والعالمية؛ ولم يستوعب إلى الان ماذا تعني حرمة الحرمين الشريفين؛ ولم يعلم بأن المقدسات ليست فقط خط أحمر بل حجارة من سجيل تدمر كل من يمسها بسوء وعلى حين غره! وبلا أي مقدمات!".

كما انضم وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد العواد إلى الدفاع عن إدارة بلاده للحرمين الشريفين قائلاً "لا ينكر الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن والعناية بالحرمين الشريفين إلا من أعماه الغلّ عن رؤية الحقيقة فقادته الضغينة ودفعه الحقد إلى القيام بأعمال دنيئة للإساءة للمملكة وللمسلمين في كل مكان. #إلا_الحرمين_الشريفين".

واختار عدد كبير من المغردين السعوديين الرد على الدعوة القطرية بإعادة نشر مقطع فيديو لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير حول مطالب تدويل الحرمين، قال فيه "المملكة العربية السعودية تعتبر أن أي طلب لتدويل الأماكن المقدسة يعتبر بمثابة عمل عدواني ونعتبره بمثابة إعلان حرب على المملكة..".

وبدأت موجة الغضب السعودية بعد أن أصدرت "الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين" يوم الاثنين، ما أسمته تقريرها الشهري الأول عن شهر يناير/كانون الثاني 2018، والذي رصدت فيه ما زعمت أنه "أبرز انتهاكات السلطات السعودية ضد حق المسلمين في ممارسة عبادتهم بحرية ودون قيود وفشل السعودية في إدارة الأماكن الإسلامية المقدسة في المملكة".

وتضمن التقرير الذي روجت له وسائل الإعلام القطرية، قيام السعودية باعتقال معتمرين وطرد آخرين، وبيع مصاحف مزورة على بسطات في ساحات الحرمين الشريفين، مبينةً أنها تستقي معلوماتها من مراقبين تابعين لها على الأرض.

وأثار الإعلان عن الهيئة في وقت سابق من الشهر الماضي سخرية واسعة عندما نشرت عبر موقعها الإلكتروني بيانات ومصطلحات منشورة في وسائل الإعلام القطرية بشكل حرفي، لاسيما تبنيها لمصطلح "الحصار" في وصفها لمقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر.

وكان التنديد بالدعوة القطرية المتخفية خلف الهيئة المزعومة قد قوبلت بانتقاد مبكر من خارج السعودية، إذ شارك وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، ووزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد، في انتقاد الدوحة والإشادة بالإدارة السعودية للحرمين الشريفين.

وتحظى الإدارة السعودية للحرمين الشريفين بالفعل بإشادات دولية في العالم الإسلامي وخارجه، ويحمل الملك السعودي لقب خادم الحرمين الشريفين، إذ ترتبط خدمة الحجاج بتراث ضارب في القدم يعود لما قبل ظهور الدعوة الإسلامية، عندما كانت قبائل شبه الجزيرة العربية تتنافس في خدمة وحماية الحجاج.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com