التحالف السعودي الإماراتي الوثيق يحبط المتربصين
التحالف السعودي الإماراتي الوثيق يحبط المتربصينالتحالف السعودي الإماراتي الوثيق يحبط المتربصين

التحالف السعودي الإماراتي الوثيق يحبط المتربصين

بعد نجاح السعودية والإمارات في تجاوز حملة إعلامية واسعة، استهدفت زرع بذور خلاف بين البلدين اللذين يرتبطان بتحالف وثيق في عدة أطر، بينها مجلس التعاون الخليجي والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، شهد، اليوم الجمعة، ما يشبه الاحتفال الشعبي في الدولتين الجارتين.

واتخذ هذا الاحتفال من وسائل الإعلام السعودية والإماراتية ومواقع التواصل الاجتماعي ساحة له، ومن فرض تهدئة بين الفرقاء اليمنيين في مدينة عدن الجنوبية موضوعًا، حيث كان مطلقو الحملة يعولون على استمرار مواجهات عسكرية في عاصمة اليمن المؤقتة؛ لزرع بذور خلاف بين البلدين الخليجيين، عبر ادّعاء تضارب في رؤيتهما لإنهاء الأزمة في اليمن.

وكان مسؤولون عسكريون سعوديون وإماراتيون، يعملون تحت مظلة التحالف العربي في اليمن، قد وصلوا معًا إلى مدينة عدن اليمنية أمس الأول، في ضربة جديدة لحملة إعلامية قادتها وسائل إعلام قطرية وإخوانية ممولة من الدوحة، زعمت وجود خلاف بين الرياض وأبوظبي حول أحداث عدن، التي شهدت مواجهات مسلحة محدودة بين قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والحرس الرئاسي، الذي منع متظاهرين من الاحتجاج على حكومة أحمد عبيد بن دغر.

احتفال افتراضي

اختار العدد الأكبر من السعوديين والإماراتيين التعبير عن علاقة بلديهما الوثيقة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحوّلت لساحة افتراضية جذبت المدونين من مختلف الشرائح والتصنيفات، وفي مقدمتهم النخب الثقافية والكتّاب والإعلاميون والمشاهير في البلدين.

وفي موقع "تويتر" الذي يجمع العدد الأكبر من المدونين السعوديين والإماراتيين، تحوّل الوسم "#السعودية_الإمارات_بلد_واحد" لعنوان حملة افتراضية؛ للتعبير عن علاقة البلدين المترابطة في شتى المجالات، وتوثيقها بالصور والفيديوهات وتواريخ الأحداث التي ظهرت فيها المملكة والإمارات كبلد واحد.

وتسابق المغردون من البلدين بالفعل في التجاوب مع الوسم، بنشر صور وفيديوهات لقادة ومسؤولي البلدين من مختلف المستويات وهم معًا خلال الزيارات المتبادلة والمتواصلة بينهم، بما فيها لقطات ومواقف عفوية تعبّر عن العلاقة التي تربطهم بشكل شخصي، إلى جانب العلاقة الرسمية القائمة على تحالف وثيق.

خطاب إعلامي موحد

كما بدت وسائل الإعلام والصحف الصادرة في البلدين المتجاورين، يوم الجمعة، بعد التفاعل الشعبي في مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنها متفقة على تبني نشر خطاب إعلامي موحد يشرح عمق علاقة البلدين، إذ عمدت كبريات صحف المملكة والإمارات وباقي وسائل إعلامهما إلى إبراز ذلك في صدر صفحاتها الأولى.

ونشرت صحيفة "الرياض"، كبرى صحف الداخل السعودي، في موقعها الإلكتروني، مقالًا تحت عنوان "علاقات راسخة تشد عضد الأمة وتحقق الأمن والاستقرار .. المملكة والإمارات أخوة وتعاضد ومصير مشترك"، شرح كاتبه الدكتور علي القحيص عمق علاقة البلدين التي تتعدد جوانبها في المجالات كافة.

واختارت صحيفة "الاتحاد "الإماراتية نشر أبيات شعر في واجهة موقعها الإلكتروني، وهي أبيات كتبها ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم على حسابه في "إنستغرام"، وأهداها للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وقال فيها "تعيش دار الملوك فـ هيبة العاهل اللي ماهي تجهل الدنيا مواقيفة.. الشعب من نهر جوده دايمٍ ناهل ..وإلاّ خصومه يكفيها كرم سيفه".

قرار واحد في دولتين

توجت السعودية والإمارات علاقتهما الوثيقة، التي تمتد لعقود طويلة إبان حكم مؤسس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وملوك السعودية الراحلين، بتأسيس مجلس تنسيقي مشترك عام 2016، يوصف بأنه عنوان لمرحلة جديدة في مسار العلاقات الثنائية.

وبدا البلدان بالفعل بعد تأسيس المجلس التنسيقي كما لو أنهما يتبعان سياسة موحدة في الملفات الإقليمية، وبقي كل ما يثار من وجود خلافات بينهما بعد ذلك التاريخ مدفوعًا بحملات مناهضة للتقارب السعودي الإماراتي، الذي تقف خلفه عدة دول برزت بينها قطر بشكل علني، بعد اندلاع الأزمة الخليجية في حزيران/ يونيو الماضي.

ويقول مراقبون: إن المجلس التنسيقي أضفى طابعًا مؤسسيًا على العلاقات بين الدولتين، وساعدهما على تحقيق المزيد من تنسيق المواقف الثنائية، من خلال الاتصال المباشر والمستمر بينهما، واتخاذ القرارات اللازمة؛ للتعامل مع القضايا الإستراتيجية الملحة بشكل آني وسريع وفعّال، ووفق أسس وقواعد مدروسة ومحددة مسبقًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com