الصراع الإقليمي على العراق يضعف التأثير الأمريكي
الصراع الإقليمي على العراق يضعف التأثير الأمريكيالصراع الإقليمي على العراق يضعف التأثير الأمريكي

الصراع الإقليمي على العراق يضعف التأثير الأمريكي

تُحاول الولايات المتحدة الأمريكية ترتيب الأوراق وإدارة مصالحها الإستراتيجية في العراق في ظل زخم الصراع الإقليمي (التركي- الإيراني- السعودي) على بسط النفوذ وإيجاد عمق للولاء السياسي في إطار مذهبي.

ويرى متابعون للشأن السياسي أن السعودية وإيران يمثلان اللاعب الرئيسي بالمشهد العراقي، من خلال إمساك الأخيرة بمفاصل السلطة "الشيعية" ودعم الرياض للمعارضين "السنة".

زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي، كشف أن تركيا تريد دعم جزء من السنة في العراق، كما أن إيران تريد دعم جزء من الشيعة، فيما أشار إلى أن أمريكا تفقد بوصلة الاتجاهات في العراق.

وأوضح علاوي في مقابلة صحفية نشرت، الاثنين، أن "هناك تدخلاً تركياً في الشأن العراقي لن نقبل به، رغم احترامنا لأنقرة التي لنا معها علاقات متميزة"، مشيرا إلى أن "الدولة العراقية هي من تحمي السنة والشيعة وليس تركيا وإيران".

وأضاف إذا "تركنا الباب مفتوحا أمام التدخلات الخارجية فهذا يعني أن القرار ستتم صناعته خارج الحدود، وهذا ما نرفضه رفضا قاطعا".

وكشف علاوي عن إبلاغه السفير التركي في بغداد أن التدخل في "الشأن الداخلي العراقي ليس صحيحاً وأنه سيفتح الأبواب لمن يريد التدخل في الشأن التركي أيضا"، مؤكدا بالقول: "مثلما نعيب على إيران تدخلها في الشأن العراقي نعيب على تركيا أيضا أي تدخل".

وأكد أن "تركيا تريد دعم جزء من السنة في العراق كما أن إيران تريد دعم جزء من الشيعة، ونحن ضد هذه التوجهات، لأن الجميع عراقيون لذا يتوجب علينا أن نجد حلولا لمشاكلنا في داخل العراق".

وعن علاقة العراق بالولايات المتحدة، أكد علاوي أن "واشنطن عاصمة صديقة، كنا نشترك معها بمساحات مهمة تتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية والحريات المدنية وسيادة واستقلال العراق، لكن هذه المساحات التي قالت الولايات المتحدة أنها تشترك بها معنا في فترة المعارضة يبدو لي أنها ابتعدت عنها بشكل كبير عندما وصلنا للسلطة".

وختم علاوي حديثه، بأن أمريكا "بدأت تفقد بوصلة توجهها السليم وهذا شيء مؤسف بسبب تورطها في بلدان عديدة كسوريا وأفغانستان وأخيرا أوكرانيا".

ويرى مراقبون أن الانفتاح الجديد للولايات المتحدة نحو الحكومة الإيرانية أيقظ المخاوف السعودية من دور إقليمي لإيران معترف به أمريكياً في العراق وسوريا، بالإضافة إلى توقيع الاتفاق التاريخي بين طهران ودول 5+1 بشأن الملف النووي ما يعني خروج هذا الملف من التجاذب بين الطرفين وتفرغ طهران لبناء دور إقليمي حقيقي بمعطيات جديدة في المنطقة.

وعلى ضوء هذا الشأن الإقليمي المتداخل الحلقات، يؤكد المراقبون أنهُ لا حلحلة للأزمة العراقية بلا حلوللا تسبقها لأزمة المشروع النووى الإيراني.

واشنطن تحاول إعادة الثقة لدورها بالعراق عبر ترطيب الأجواء بين بغداد وكردستان

وفي ظل تصاعد الخلاف بين بغداد وكردستان حول تصدير الإقليم النفط عبر تركيا من دون موافقة الحكومة المركزية، دفع بالولايات المتحدة إلى إرسال وفد أمريكي يرأسه نائب مساعد الوزير الخارجية الأمريكي بريت ماكويرك، لحل النزاع بين الطرفين.

وأعلن النائب عن التحالف الكردستاني قاسم محمد، عن وصول وفد أمريكي ، الاثنين، لمحافظة أربيل، يحمل مقترحا من أجل حل الخلاف النفطي بين بغداد وأربيل"، مبينا أن "المقترح نص على أن يودع واردات بيع نفط الإقليم في صندوق خاص ويحصل الإقليم حصته البالغة 17% منه فيما تذهب المبالغ الباقية إلى الخزينة الاتحادية في بغداد".

وأضاف محمد أن "المقترح نص أيضا على أن يقوم الإقليم بتصدير النفط للخارج وتحت إشراف الحكومة الاتحادية وشركة سومو لمعرفة تفاصيل الصادرات"، مشيرا إلى أن "موافقة بغداد على المقترح الأمريكي سوف يعجل بحل الخلاف النفطي بين بغداد وأربيل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com