المرصد السوري: مقتل وإصابة 4 أشخاص باستهداف مسيرة لسيارة قرب جسر مصياف
وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، ظهرت تقارير عن وجود شبكة سرية لتهريب الأسلحة في المنطقة، ما أثار المخاوف بشأن احتمال نشوب صراع جديد في الضفة الغربية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فقد شاركت القوات المدعومة من إيران، إلى جانب حلفائها، بنشاط في تهريب الأسلحة، باستخدام شبكة تمتد عبر عدة حدود ومئات الأميال.
أسلحة منتجة محلياً
وأثار هذا الوضع، الذي يهدد بتفاقم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر، قلقًا في الأردن المجاور، وهو حليف رئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، إذ يواجه الأردن مشكلة تدفق الأسلحة والمخدرات غير المشروعة إلى أراضيه.
وأضاف التقرير أن الهدف الأساسي لشبكة التهريب هذه، التي تديرها إيران وحلفاؤها، هو تعزيز القدرات العسكرية للجماعات الفلسطينية خارج حماس، وتوسيع نطاق نفوذها.
وقد أصبحت الضفة الغربية نقطة محورية لهذه الجهود، خاصة في دعم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي منظمة متحالفة بشكل وثيق مع حماس.
وفي السنوات الأخيرة، زودت إيران حماس بالموارد المالية والتدريب العسكري، ولكن القيود المتصاعدة على طرق التهريب عبر شبه جزيرة سيناء في مصر أدت إلى اعتماد حماس بشكل متزايد على الأسلحة المنتجة محلياً، خاصة الصواريخ.
ونتيجة لذلك، تحول تركيز إيران نحو تعزيز القدرة العسكرية للجماعات في الضفة الغربية.
ولأكثر من عقد من الزمن، استغلت إيران عدم الاستقرار السياسي في المنطقة لإنشاء ممر بري عبر العراق وسوريا ولبنان والأردن، ما عزز نفوذها بشكل كبير في بلاد الشام.
وبحسب التقرير، فإن موقع الأردن الاستراتيجي مع حدود يسهل اختراقها مع سوريا، التي مزقتها الصراعات، وإمكانية الوصول إلى الضفة الغربية، جعله عرضة لتهريب الأسلحة والمخدرات.
علاوة على ذلك، استخدمت إيران تكتيكات أخرى، بما في ذلك استخدام الرحلات الجوية التجارية ”ظاهريًا“ لنقل الأسلحة، إذ ثبت تورط شركة الطيران ماهان، التي كانت الولايات المتحدة قد فرضت عليها عقوبات سابقًا لنقل المسلحين والأسلحة، في عمليات نقل سرية للأسلحة.
وأفادت السلطات الإسرائيلية بزيادة كبيرة في محاولات التهريب المُحبطة، بما في ذلك مصادرة أكثر من 800 قطعة سلاح من الأردن خلال عام واحد.
الصراع على السلطة
وأضاف التقرير أن الجماعات الفلسطينية في الضفة الغربية قامت بتخزين الأسلحة، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى شن هجوم كبير في يوليو/تموز، إذ استهدفت القوات الإسرائيلية حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وحماس المتحالفتين مع إيران، وصادرت حوالي 1000 قطعة سلاح ومتفجرات، وتفكيك منشآت لصنع القنابل.
ومما يزيد الوضع تعقيداً في الضفة الغربية وجود فصائل السلطة الفلسطينية المتنافسة، خاصة فتح، التي تعارض كلاً من حماس والجهاد الإسلامي. وقد ضعفت قبضة السلطة الفلسطينية على الأمن، مع تزايد أعمال العنف وظهور جماعات مسلحة جديدة.
هذه العوامل، جنباً إلى جنب مع غياب خليفة، قادر على الاستمرار، لمحمود عباس المسن، أدت إلى خلق وضع متفجر في الضفة الغربية. ومع تزايد تسليح السكان والصراع على السلطة بين المرشحين المحتملين، يظل احتمال حدوث دائرة من العنف مصدر قلق كبير.
وبهذا، يشكل وقف تدفق الأسلحة إلى الأردن تحدياً معقداً، نظراً لجغرافية البلاد، مع وجود حدود شمالية غير خاضعة للحراسة إلى حد كبير مع سوريا، والحد الأدنى من السياج على طول الحدود مع إسرائيل. وقد تزايدت جهود الأردن للحد من تهريب الأسلحة، لكن الوضع لا يزال محفوفا بالمخاطر.
المصدر: صحيفة وول ستريت جورنال