الأردن: نرفض أي حديث عن إدارة غزة ما بعد الحرب عبر قوات عربية
شدد وزير الخارجية الأردني وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، على أن الأردن يرفض أي حديث أو سيناريوهات يتحدث بها البعض عن مرحلة ما بعد غزة وانتهاء الحرب عليها.
معتبرًا أن ما يُطرح من سيناريوهات في هذا السياق "غير واقعي، ومرفوض، ولا يتعامل معها الأردن".
وبين الصفدي، اليوم الأربعاء، خلال لقائه عددًا واسعًا من الصحفيين والكُتَّاب في ندوة استضافها صالون أمانة عمّان أن "الأردن يرفض أي سيناريو يتناول قضية غزة لوحدها، وهذا سيكرس هدف إسرائيل بفصل غزة عن الضفة الغربية، ويأخذنا إلى مسارات خطيرة لا تصب بصالح الشعب الفلسطيني وقضيته".
وقال الصفدي وفقًا لوكالة الأنباء الأردنية "بترا"، إن ما يدعو إليه الأردن ويصر عليه هو "التعامل مع القضية الفلسطينية بسياقها الكامل، فلا حلَّ مجزَّأ، إنما بحل سياسي وسلام شامل وعادل يضمن الحقوق الفلسطينية وإقامة دولتهم المستقلة على كل الأرض الفلسطينية المحتلة، ويحاكي ويعالج جذور الصراع منذ بداياته قبل عقود".
وأضاف الصفدي: "المشكلة الأساس، وسبب تجدد العنف والحروب، وعدم الاستقرار، هو الاحتلال الإسرائيلي وعدم إنهائه بحل سياسي عادل للشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية".
وبيّن الصفدي أن أي حديث استباقي يروّج له البعض عن سيناريوهات ما بعد غزة "هو قفز في الهواء"، موضحًا "أن كل ذلك لن يناقش إلا بعد وقف الحرب والقتل، كما أن المستقبل يحمل تغييرًا للحكومة الإسرائيلية الحالية بلا شك، ناهيك عن أن السلطة الفلسطينية لن تذهب إلى غزة على ظهور دبابات الاحتلال".
وفيما يتعلق بترويج إسرائيل وغيرها للقضاء على "حماس" وما بعدها، قال: "حماس فكرة، والفكرة لا تنتهي، من يريد وضعًا مغايرًا عليه أن يلبي حاجات وحقوق الشعب الفلسطيني، وبالسلام الشامل.
مضيفًا: "إذا لم يذهب المجتمع الدولي بهذا الاتجاه، وبخطة تحقق السلام والدولة الفلسطينية، وحقوق شعبها، فإننا سنعود للحرب كل 5 أو 6 سنوات، ولن يشهد أحدٌ الاستقرار والأمن الذي يطالب به كل العالم".
وحول موضوع التهجير جدد "الصفدي" التأكيد على موقف الأردن من أن أي تهجير للشعب الفلسطيني من أرضه باتجاه الأردن هو بمثابة إعلان حرب على الأردن، "سنتصدّى له بكل قوة"، وأوضح أن خيار التهجير الذي طرحته إسرائيل بداية حرب غزة "فشل ولم يجد قبولاً ليس فقط من مصر، والأردن، والشعب الفلسطيني، بل من كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة".