مصادر إسرائيلية: القتيلة في عملية بئر السبع مجندة في حرس الحدود الإسرائيلي

logo
العالم العربي

من الاشتباك إلى الإنهاك.. هل غيرت إسرائيل خططها تجاه حزب الله؟

من الاشتباك إلى الإنهاك.. هل غيرت إسرائيل خططها تجاه حزب الله؟
عناصر تابعة لميليشيا حزب اللهالمصدر: رويترز
31 أغسطس 2024، 12:29 م

قال خبراء بالشأن اللبناني إن إسرائيل نجحت في تغيير خطتها في التعامل مع وجود حزب الله من عملية اشتباك إلى رغبة في إنهاك التنظيم، وسط إقرار نوعي من جانب الميليشيا بمدى التطور التكنولوجي الإسرائيلي على المستوى العسكري.

وأوضح الخبراء في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن عملية الإنهاك التي استهدفتها إسرائيل تجاه حزب الله جاءت تدريجيًا عبر ضربات تل أبيب التي وضعت شروطها بالقوة من خلال التهديد العسكري، وتنفيذ القصف وعمليات الاغتيال، وضرب طرق الإمداد، وبالتالي تهجير المواطنين؛ ما أدى إلى إنهاك الحزب بشكل واضح.

وتوقع الخبراء أن إسرائيل لن تتوقف نهائيًا عن خطتها بتدمير ترسانة حزب الله، وأن يكون وجود التنظيم أمنيًا داخليًا على الأكثر في لبنان، وألا يمتلك سلاحًا عسكريًا، حتى لا يكون لديه مقومات "المشاغبة" أمام ما تستهدفه تل أبيب من منطقة مطمئنة لمصالحها، وتكون مهيأة لارتباطات اقتصادية تعد لها مع قوى دولية.

أخبار ذات علاقة

بمساعدة إيران وروسيا.. حزب الله "يبني" منظومة دفاع جوي في لبنان

حزب الله منهك

ويقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية الدكتور خالد العزي، إن تغير خطط الاشتباك جاء بفضل ضربات إسرائيل التي وضعت شروطها بالقوة من خلال التهديد العسكري، وتنفيذ القصف والاغتيالات وضرب طرق الإمداد، وبالتالي تهجير المواطنين؛ ما أظهر إنهاك حزب الله بشكل واضح، مع ما ذكره الأمين العام حسن نصر الله مؤخرًا للنازحين في خطابه "عودوا إلى بيوتكم"، ما يعني أن الحرب بدأت تنتهي وتلوح في الأفق تسوية.

ويبين العزي في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن هذا الخطاب من نصر الله حمل إشارة إلى أن توسيع الحرب لن يكون في مصلحة الحزب، وهذا إقرار نوعي بأن التطور التكنولوجي الإسرائيلي غير طريقة الاشتباكات الحالية في الساحة اللبنانية أو غيرها، وأدى إلى إنهاك أحدثته هذه الحرب على مدار 9 أشهر.

وتابع أستاذ العلوم السياسية أن "حزب الله منهك، وهناك تدمير استهدفه واغتيالات لكوادر كبيرة، فضلًا عن خسائر في الجنوب وتدمير قرى ومناطق نزوح، في وقت يعاني فيه لبنان من انهيار اقتصادي".

ويفسر العزي بأن مضمون قراءة خطاب نصر الله الأخير، وأيضًا خطاب المرشد الإيراني علي خامنئي، يشير إلى أن هناك نوعًا من التغيير قد حدث في المواجهة، وذلك ضمن تسوية بين واشنطن وطهران، مشيرًا إلى أن خطاب نصر الله حمل إقرارًا بالتفوق الإسرائيلي، وهذا ما يمكن تأكيده في عملية تمديد فترة قوات "اليونيفيل" في لبنان لمدة سنة.

وأضاف العزي أن "الرئيس نبيه بري، الذي يفاوض، كان يتواصل من بعيد مع الكثير من الفرقاء الدوليين للموافقة على تجديد الطوارئ دون أي تعديل، وفي المقابل يلتزم لبنان بنشر اليونيفيل والجيش في منطقة 1701؛ ما يعني أن حزب الله قد تم إبعاده تلقائيًا عن منطقة شمال الليطاني".

فيما يؤكد المحلل السياسي اللبناني ناصر راغب أن إسرائيل لن تتوقف نهائيًا عن خطتها بتدمير ترسانة حزب الله، وأن يكون وجوده أمنيًا داخليًا على الأكثر في لبنان، وألا يمتلك سلاحًا عسكريًا، حتى لا يكون لديه مقومات المشاغبة أمام ما تستهدفه تل أبيب من منطقة "مطمئنة" حول مصالح اقتصادية تتشارك فيها قوى دولية، تستهدف مخزون الغاز على سواحل لبنان وإسرائيل وصولًا إلى غزة.

وأوضح راغب في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن إسرائيل فرضت خطتها للوصول إلى هذه المرحلة، وساعدها في ذلك التواجد الأمريكي الذي لم يحدث بهذا الحجم والقوة في منطقة الشرق الأوسط إلا في حرب الخليج وضرب العراق، لافتًا إلى أن تحجيم القوى العسكرية لحزب الله بما جاء من ضربات إسرائيلية حقق الإنهاك، وكان ضمن تنسيق بين أمريكا وإيران التي ينضوي تحت رايتها تنظيم حزب الله.

وأضاف المحلل السياسي أن الوصول إلى الإنهاك حدث بالفعل بالضربات والاستهداف للترسانة بشكل واضح، والتجهيز الجاري يهدف إلى أن تكون هذه المنطقة خالية من تهديد أي نشاط عسكري في المستقبل القريب، في ظل ما تحتويه سواحلها من مخزونات الغاز، وهناك شركات عالمية لها مصالح، وتجد التأمين من خلال إسرائيل للقيام بهذه المشروعات التي لا تستوي مع أي توترات.

أخبار ذات علاقة

بلومبيرغ: إسرائيل قادرة على ضرب وكلاء إيران دون خوض حرب شاملة

مرحلة عض الأصابع

فيما يعتقد الباحث السياسي اللبناني محمود فقيه أن ما حصل بين إسرائيل وحزب الله لم يتحول من الاشتباك إلى مرحلة الإنهاك بقدر ما أنها عملية "عض أصابع"، على حد قوله، في ظل اختلاف وتيرة المواجهة من فترة إلى أخرى بحسب نوعية العمليات وأهدافها وما ينتج عنها.

ويرى فقيه في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" أن إسرائيل لم تغير من نوع تعاطيها مع الجبهة اللبنانية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى اليوم، حيث تستهدف المدن، وترصد وتتعقب عناصر حزب الله، وتغتالهم بالطائرات المسيّرة، وتنفذ ما تريده في هذا الصدد.

ويظن الباحث السياسي أن جبهة المواجهة التي تقترب من مدة العام، جاءت بتوسعة قواعد الاشتباك بين الطرفين، ولم تأخذ طابع الحرب الموسعة، بل هي حرب غير معلنة محدودة الاشتباك، يتخللها هدوء نسبي بين فترة وأخرى.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC