إسرائيل تعلن اعتراض خمسة صواريخ أُطلقت من لبنان
المواقف التي أعلنها الرئيس الأمريكي في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجسد بعض أبرز ما يميز المواقف الأمريكية التي "تكيل بمكالين" وحسب المصالح، وهو ما ظهر في الموقف الذي أعلنه بايدن بشأن ما يجري في السودان، وفي غزة.
ويرى مراقبون أن المواقف التي أعلنها بايدن بشأن السودان، مقابل مروره العرضي على ما يشهده قطاع غزة من دمار وقتل طال عشرات الآلاف، لا يعني في الواقع سوى أنه "يتباكى" على ما يجري في السودان، حسبما يقول المحلل السياسي غسان مرهج، لـ"إرم نيوز" ويضيف "أن اللافت في الخطاب أن بايدن توقف عند الملف السوداني الذي كان شبه منسي ولم يدخل ضمن اهتمامات إدارته طوال سنوات إقامته في البيت الأبيض، والتي شارفت على الانتهاء، وكأنه بذلك أراد حرف الأنظار عن التصعيد الدموي في لبنان ناهيك بالطبع عما يجري في غزة والضفة".
ومن المفارقات أنه "في حين يطالب بايدن بمفاوضات ويمتلك صبراً طويلاً حيال تعثر الجولات من أجل هدنة غزة، فإنه في الملف السوداني يطالب بوقف الحرب فوراً".
أما في بؤر التوتر الساخنة من غزة إلى جنوب لبنان، فإن واشنطن، حسب مرهج، "تتريث وتماطل وتجد الأعذار دون أن تمارس ضغوطا حقيقية على إسرائيل، ورغم كل ذلك نأمل أن تكون واشنطن جادة في إنهاء حرب السودان"
تفاوض في غزة
بايدن الذي طالب بالإنهاء الفوري للحرب في السودان، ووصفها بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مر بشكل عابر على الحرب في غزة، وحض إسرائيل وحماس على استكمال مقترح لوقف إطلاق النار طُرح قبل أشهر، وهو ما يعني إطالة أمد الحرب لأشهر قادمة على الأقل.
وحول ذلك يقول الصحفي السوري رامي يونس لـ"إرم نيوز" إن بايدن الذي يستطيع أن يرى أن هناك أزمة في السودان، بدا عاجزاً في خطابه عن رؤية ما يجري في غزة منذ نحو عام، وعداد الموت الذي يسجل أرقاماً ربما لم يشهد لها العالم مثيلاً، وبينما شدد في خطابه على "الإنهاء الفوري" لأزمة السودان، اكتفى بتذكير العالم بمقترح الاتفاق الذي سبق أن طرحه قبل أشهر وما زالت بنوده تخضع للجدل، بينما يتساقط الناس بالآلاف، وتدمر المنازل، في غزة.
ازدواجية المعايير تجلت في خطاب بايدن، بشكل واضح، وما أعلنه من مواقف حول السودان لا تعدو كونها "تباكياً"، حسب يونس، فإن لم تكن كذلك، كان على بايدن أن يظهر تلك الغيرة إزاء كل الأزمات لا أن يختار منها ما يريد، وخاصة أن العالم يوجه أصبع الاتهام لواشنطن، ليس فقط في أنها لا تفعل ما ينبغي لوقف الحرب في غزة، بل أساساً في أنها الداعم الرئيسي لما يجري فيها، من قتل وتشريد وجوع، وهو ما اختصرته عدة دول في عبارة "الإبادة الجماعية".