logo
العالم العربي

وسط تحشيد ميليشيات مصراتة.. هل ينزلق غرب ليبيا لمعارك جديدة؟

وسط تحشيد ميليشيات مصراتة.. هل ينزلق غرب ليبيا لمعارك جديدة؟
عنصران من عناصر الشرطة الليبية وسط العاصمة طرابلسالمصدر: (د.ب.أ)
12 يونيو 2025، 2:26 م

أفادت تقارير محلية من ليبيا بأن ميليشيات تنتمي إلى مدينة مصراتة، ذات الثقل العسكري والاقتصادي الكبير، تحتشد في محاولة لدعم رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ما أثار تساؤلات جدية حول ما إذا كان غرب البلاد يتجه نحو مواجهات عسكرية جديدة.

وكانت العاصمة طرابلس شهدت، قبل أسابيع، اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل آمر جهاز دعم الاستقرار، عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، الأمر الذي زاد من حدة المخاوف بشأن اتساع رقعة التصعيد في البلاد التي لا تزال تتعثر فيها العملية السياسية.

الدبيبة على المحك

وتطغى الحسابات السياسية والعسكرية على مجريات الأحداث في غرب ليبيا، في وقت يسعى فيه الدبيبة إلى التمسك بمنصبه، رغم ما يواجهه من محاولات جادة لإبعاده عن السلطة.

وفي هذا السياق، علّق المحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش، على الوضع بالقول: "واقعيًا، الدبيبة انتهى، ولم يعد أمامه سوى خيارين لا ثالث لهما: إما المغادرة، أو الهروب إلى الأمام عبر ضخ المزيد من الأموال للمرتزقة والميليشيات من أجل إشعال فتيل الحرب في طرابلس، وهذان الخياران يسيران بخطين متوازيين، لكن وقتهما بدأ ينفد".

وأوضح المرعاش، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "تركيا، التي تُعد الداعم الأمني الأبرز للدبيبة، رفضت تقديم أي دعم إضافي له، فقد أبلغه رئيس المخابرات التركية، إبراهيم كالن، الذي زار طرابلس مؤخرًا، بأن أنقرة لن تدعم أي طرف في حال اندلاع صراع".

وأضاف: "بل حذّره كالن من إشعال القتال في العاصمة، ونصحه بمغادرة السلطة، مع تقديم ضمانات له بالإقامة في إسطنبول، هو وعائلته، كملاذ آمن".

وأشار المرعاش إلى أن "الدبيبة يواجه ضغطًا إضافيًا من البعثة الأممية والسفراء الغربيين، بعد أن أصبحت حكومته شبه مشلولة، في ظل استقالة أكثر من نصف أعضائها، وعدم قدرتها على تصريف شؤون الدولة".

وختم بالقول: "بتقديري، الأسبوعان المقبلان سيكونان حاسمين في تحديد مصير حكومة الدبيبة، ولا سيما في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة".

مفاوضات لاحتواء التوتر

وتأتي هذه التطورات في وقت تكثف فيه جهود محلية ودولية لتثبيت وقف إطلاق النار في غرب ليبيا، خصوصًا مع تصاعد التحذيرات من الانزلاق مجددًا نحو الفوضى.

ومن جانبه، صرّح نائب رئيس حزب الأمة الليبي، أحمد دوغة، بأن "حكومة الدبيبة بالفعل بدأت في تحشيد قوات موالية لها، بهدف فرض سيطرتها على الغرب الليبي، في حين توجد قوات أخرى ترفض هذا التحشيد، بعضها يتبع المجلس الرئاسي، وأخرى تابعة لمدن مختلفة مثل الزاوية وغيرها، ما يُنذر باحتمال نشوب مواجهة عسكرية بين الطرفين".

وأضاف دوغة، في تصريح لـ"إرم نيوز": "حتى اللحظة، تُجرى مفاوضات بهدف تهدئة الأوضاع، لكن لم يتم التوصل إلى هدنة دائمة أو اتفاق مستقر، ما يجعل الأيام المقبلة مفصلية في تحديد المسار الذي ستسلكه الأوضاع في غرب البلاد".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC