لماذا أعطى خطاب السيسي في الأمم المتحدة انطباعًا بوجود "صفقة كبرى" في الملف الفلسطيني؟
لماذا أعطى خطاب السيسي في الأمم المتحدة انطباعًا بوجود "صفقة كبرى" في الملف الفلسطيني؟لماذا أعطى خطاب السيسي في الأمم المتحدة انطباعًا بوجود "صفقة كبرى" في الملف الفلسطيني؟

لماذا أعطى خطاب السيسي في الأمم المتحدة انطباعًا بوجود "صفقة كبرى" في الملف الفلسطيني؟

خرج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن النص المكتوب (وهذه ثاني مرة من نوعها)، وهو يلقي خطابه في الاجتماع السنوي الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس الثلاثاء، معطياً بذلك انطباعاً بأن "رسالة مصر" للعالم هذه المرة تتضمن مستجدات تستحق التركيز.

ويبدو أن هذه "اللفتة" وصلت لمختلف الجهات المعنية، فتفاوتت القراءات والتحليلات لما تضمّنه الخطاب وتحديداً موضوع الملف الفلسطيني، حيث جاءت فيه دعوة للفلسطينيين بأن "يستعدوا للتعايش مع اسرائيل"، ومثلها دعوة للإسرائيليين بأن يحسموا إرادتهم بالعودة لاستئناف المفاوضات على قاعدة حل الدولتين، بعد توقف دام 3 سنوات، وأنه لم يعد الآن مبرراً.

سلسلة مستجدات سبقت الرسالة المصرية

وصف الرئيس المصري خطابه في الأمم المتحد بأنه "رسالة مصر" التي تتحمل مسؤولية القيادة الدبلوماسية في إقليم مضطرب من كافة حدودها الجغرافية. وكان في ذلك يستحضر بشكل غير مباشر، سلسلة من المستجدات في مختلف الملفات التي نشطت بها الدبلوماسية المصرية خلال الأشهر الماضية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

فقبل ساعات من خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أشاع انطباعات عن "شيء ما" جديد يستدعي الإحاطة والتركيب، كان السيسي التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ثم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأعقب ذلك بلقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. الأمر الذي عزّز بحث المراقبين عن "نقطة التقاطع" الجديدة في كل هذه اللقاءات، وهي التي وصفها الرئيس المصري بأنها "الجدية المفترضة الآن في العودة إلى طاولة المفاوضات السلمية".

لقاء علني لأول مرة مع نتنياهو

وزاد في اتساع دائرة التكهنات عن "نقطة التقاطع أو الالتقاء" الجديدة في "رسالة مصر" هذه المرة، أن اللقاء العلني الأول بين السيسي ونتنياهو، جاء بعد يومين من نجاح تاريخي حققته الوساطة بين حركتي حماس وفتح، حيث أعلنت حماس بموجبها حل اللجنة الإدارية لقطاع غزة، ودعوة السلطة الفلسطينية للعودة لاستلام إدارة القطاع الذي انفصل سياسياً وإدارياً عن الضفة الغربية منذ العام 2007.

العلاقات العربية الإسرائيلية

وقبل ذلك ببضعة أيام أيضاً، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن أن العلاقة مع الدول العربية المجاورة تشهد تحسناً كبيراً وتعاوناً في مختلف المجالات. فكان ذلك الحديث، الأول من نوعه من طرف نتنياهو، والذي منحه أمام متشددي حكومته فرصة أو مرونة للدخول في أية ترتيبات جديدة أكثر من الوساطات الدولية والإقليمية مؤخراً.

ترامب متفائل

وكان ملفتاً، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورغم كل البيانات والتحليلات المتشائمة التي شاعت بعد الجولة الأخيرة لموفدي الإدارة الأمريكية إلى الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية، قد قال إنه مقتنع بأن هناك حلاً فلسطينياً يلوح في الأفق.

أوراق قوة مصرية جديدة

الوفد الصحفي الكبير الذي رافق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مشاركته بدورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، عمم مساء أمس رسالة شبه موحدة أفاضت قناة "أُون تي في" بعرضها من زاوية أن مصر استعادت ثقلها ووظيفتها الأساسية في قيادة المبادرات الإقليمية.

الإعلامي عمرو أديب في قناة "أُون تي في" وصف اجتماع السيسي ونتنياهو بأنه يأتي هذه المرة في "ظروف مفتاحها بيد مصر". وكان في ذلك يعرض لأهمية ما حققته وساطة المخابرات المصرية بين حركتي حماس وفتح، وكيف أنها نزعت من يد نتنياهو حجته التقليدية بعدم وجود شريك فلسطيني يمكن التفاوض معه. ثم جاءت رسالة السيسي في خطاب الأمم المتحدة المتضمنة دعوة "غير مسبوقة" للفلسطينيين والإسرائيليين أن يستعدا للتعايش على قاعدة الشرعية الدولية، بمثابة نقلة نوعية في "إقليم مأزوم تؤمن مصر أن القضية الفلسطينية هي أساس مشاكله".

ثم ماذا؟

اتفقت أوساط المتابعة هنا في نيويورك، على أن كل هذه المعطيات تمنح "رسالة السيسي" هذه المرة أهمية مضاعفة، تترك المجال مفتوحاً للتكهن بما يمكن أن يترتب على المستجدات التي يفترض أن تتعاقب سريعاً بعد عودة عباس لغزة، وما يفترض أيضاً أن يتصل بذلك من سيناريوهات يفضل العقل العربي أن يسميها صفقات ... حتى لو لم تكن كذلك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com