في الذكرى الثانية لافتتاحها.. ماذا قدمت قناة السويس الجديدة لمصر؟
بعد مرور عامين على افتتاح مصر لقناة السويس الجديدة، تساءل خبراء عما قدمت القناة الجديدة لمصر حتى الآن، وما المقترحات للاستفادة القصوى منها، خصوصا بعد إنشاء الحكومة المصرية من أجلها "قناة موازية" بهدف تحويل الممر الملاحي إلى مركز لوجستي عالمي للملاحة الدولية.
محطة تلفزيونية للترويج
يقول الخبير الاقتصادي عبدالرحمن طه إن مصر حافظت على دخلها القومي بإنشاء قناة السويس الجديدة كما قامت بزيادة العائد من القناة، بسبب ازدياد حجم التجارة والسفن المارة عبر القناة الجديدة، كما أن المكاسب تمثلت في مشروعات التنمية والتطوير التي يتم إنشاؤها في المناطق المحيطة بالقناة.
واقترح طه في تصريحات لـ"إرم نيوز" إنشاء قناة تلفزيونية وقناة تبث عبر "يوتيوب" للعمل على الترويج لقناة السويس الجديدة وتسويقها بشكل جيد.
أربعة مكاسب
وأوجز الخبير الاقتصادي، مختار الشريف، المكاسب التي حققتها القناة لمصر في أربع نقاط مهمة، تتمثل أولاها في إلغاء التوقعات السلبية العالمية لمساهمة قناة السويس في الملاحة العالمية التي قُدّرت قبل إنشاء القناة الجديدة من 10 إلى 20 % وتوقعت التقارير وقتها هبوطها إلى 2 % بحلول العام 2030 لكن إنشاء قناة السويس الجديدة حال دون الهبوط إلى تلك المؤشرات.
وأضاف الشريف لـ"إرم نيوز" أن المكسب الثاني يتمثل في أن مصر كانت تواجه نية إسرائيلية بإنشاء قناة ملاحية لمنافسة قناة السويس، لكن إنشاء القناة الجديدة منع إنشاءها، وهو ما اعتبره دليلاً على نجاح قناة السويس الجديدة وتحقيقها الأهداف المرجوة منها.
وأكّد الشريف أن المكسب الثالث للقناة يتمحور حول المكاسب المادية التي تضعها القناة الجديدة في رصيد الاقتصاد المصري، إذ ورغم انخفاض معدلات الملاحة العالمية إلا أن المساهمة المالية للقناة كبيرة حيث جلبت لمصر 2.7 مليار دولار ( في السنة المالية المنصرمة)، بينما رأى الشريف أن المكسب الرابع هو أنه وللمرة الأولى في تاريخ مصر تستفيد من القناة في أهداف استراتيجية وجلب استثمارات أجنبية بدلاً من كونها ممرًا ملاحيًا فقط.
آلية عمل قناة السويس
وأوضح الخبير الاقتصادي، تامر معتز، أن القناة الجديدة أدخلت تعديلات على آلية عمل قناة السويس وجعلها صالحة لمرور السفن الكبيرة، وهو ما يروج للممر الملاحي بشكل إيجابي، كما أن مصر أدركت النية الإسرائيلية بإنشاء قناة منافسة لقناة السويس ما جعلها تسرع بإنشاء القناة الجديدة.
كفاءة عالية
وتابع معتز في تصريحات لـ"إرم نيوز" "يوم 5/5/2016 عبرت حوالي 61 سفينة في قناة السويس دون ساعات انتظار والتي كانت تتراوح في السابق بين 8 إلى 10 ساعات وهذا يوضح كفاءة القناة الجديدة"، مشيراً إلى أن مشروع إنشاء القناة الجديدة ليس وليد اللحظة لكنه كان محل نقاش من قبل رئيسي جمهورية سابقين"، وبين أن المشروع قدم لمصر مكاسب مالية وساعد على إنشاء العديد من المشروعات القومية الهامة.
المحور اللوجيستي
وعن الآليات المقترحة لتطوير القناة والوصول لأقصى استفادة منها، رأى معتز أنه يجب العمل على تنمية وتطوير المنطقة المحيطة بالقناة، وفق المخطط المعلن سابقًا والذي تأخر في التنفيذ، إذ أن الفائدة المتمثلة في المنطقة المحيطة بالقناة هي الأهم لتصبح على غرار "المنطقة الحرة" مقترحًا التعاون مع هيئة موانئ دبي لصيانة السفن.
وأظهرت بيانات رسمية هبوط إيرادات مصر من قناة السويس إلى 427.2 مليون دولار في يونيو/حزيران مقارنة بـ 439.8 مليون في مايو/أيار.
وتختصر قناة السويس الجديدة، التي يبلغ طولها 192 كيلومترا ، زمن الرحلة بين آسيا وأوروبا بنحو 15 يوما في المتوسط، حيث تقول هيئة قناة السويس إن المشروع يهدف إلى تسيير السفن في الاتجاهين دون توقف في مناطق انتظار داخل القناة، وكذلك تقليل زمن العبور، ما يسهم في زيادة الإقبال على استخدام القناة ويرفع من درجة تصنيفها، كما تأمل في زيادة القدرة الاستيعابية لمرور السفن في القناة لمجابهة النمو المتوقع لحجم التجارة العالمية.
وفي العام 2016 تراجعت إيرادات قناة السويس 3.3% إلى 5.005 مليار دولار، مقابل 5.175 مليار في العام 2015، فيما تتوقع هيئة قناة السويس ارتفاع الإيرادات من مرور السفن إلى 13.2 مليار دولار سنويًا بحلول العام 2023.
