العمالة المصرية تستجير من الغلاء بالهجرة إلى "جحيم" ليبيا
العمالة المصرية تستجير من الغلاء بالهجرة إلى "جحيم" ليبياالعمالة المصرية تستجير من الغلاء بالهجرة إلى "جحيم" ليبيا

العمالة المصرية تستجير من الغلاء بالهجرة إلى "جحيم" ليبيا

تزايدت معدلات اختطاف وقتل العمال المصريين في ليبيا وسط محاولات حكومية لإثنائهم عن الهجرة غير الشرعية.

ويلجأ العمال المصريون إلى الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا، هربًا من الغلاء، وارتفاع معدلات البطالة، فضلًا عن عيوب بقانون العمل، ما يدفع بالشباب إلى المغامرة في دروب الصحراء للعمل في ليبيا بمقابل مادي مناسب.

وكشفت دراسة أجرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن "نصف الذين يسافرون إلى ليبيا يقومون بذلك معتقدين أنهم يستطيعون إيجاد وظائف لهم هناك، لكن ينتهي بهم المطاف بالفرار إلى أوروبا هربًا من انعدام الأمن والاستقرار وصعوبة الظروف الاقتصادية التي تهدد حياتهم، إضافة إلى الاستغلال وسوء المعاملة".

وخلال الساعات الماضية، احتجز 18 مصريًا من قبل عناصر مسلحين يعتقد أنهم تابعون لعصابة تهريب بشر في مدينة "أجدابيا" الليبية، وذلك بعد أيام من عثور دورية تابعة للجيش الليبي وفريق الهلال الأحمر فرع ليبيا، على 48 جثة من العمال المصريين في صحراء مدينة طبرق.

إجراءات حكومية

وإزاء ذلك، أكدت وزارة القوى العاملة أنها اتخذت جميع الإجراءات لمنع سفر العمالة المصرية لليبيا، بعدما أوقفت منح تأشيرات العمل لهم، كما تفرض السلطات المصرية رقابة قوية على الحدود المصرية الليبية، لمنع سفر أي عامل مصري لليبيا.

وقال محمد عبدالفتاح، مستشار وزير القوى العاملة، إن "الوزارة دائمًا ما تناشد وتحذر المصريين من السفر لليبيا، حيث أغلقت المكتب العمالي الخاص بالعمال المصريين بليبيا، منذ تزايد العمليات المسلحة هناك".

وأضاف مستشار وزير القوى العاملة، لـ"إرم نيوز" أن "الوزارة لا تمنح أي تصاريح عمل للمصريين الراغبين في السفر إلى ليبيا، وأن جميع المهاجرين يسافرون بالطرق غير الشرعية".

إجراءات صارمة

وطالب النائب محمد وهب الله، وكيل لجنة القوى العاملة في البرلمان المصري، بـ"ضرورة اتخاذ السلطات المصرية إجراءات صارمة لمنع سفر العمال المصريين حتى تستقر الأوضاع في ليبيا".

كما طالب بـ"إحكام المنافذ المصرية حتى يتم التضيق على العمال المسافرين لليبيا".

وأكد وهب الله في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "البرلمان بصدد إصدار قانون العمل الجديد الذي سيشجع الشباب على العمل في القطاع الخاص".

واعتبر أن هذا القانون "سيقضي على الشروط التعسفية التي كان يضعها أصحاب العمل أمام العمال، من أهمها انتهاء ما يسمى  بالاستمارة 6، وهي استمارة الفصل من العمل التي يوقع عليها العامل أثناء توقيعه لعقود العمل".

طرق ومنافذ صعبة

من جانبه، قال نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، مجدي البدوي، إن بلاده "تقوم بطفرة في الإنشاءات بالبنية التحتية والمدن الجديدة، التي تستوعب الكثير من العمالة التي تسافر لليبيا، لكن ما زالت رواتب العمالة في ليبيا مرتفعة عن نظيرتها في مصر ما يدفع الكثير من المصريين للسفر إلى الخارج".

فيما يقول أحمد إبراهيم أحد العمالة القادمة من ليبيا، إن "الظروف الاقتصادية الصعبة التي يتعرض إليها المصريون تعد أهم الأسباب التي تدفعهم للسفر إلى ليبيا وتعريض حياتهم للخطر، في ظل ارتفاع تكاليف السفر إلى باقي الدول العربية مثل الكويت والسعودية".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "ارتفاع حالات اختطاف المصريين في ليبيا يعود لتزايد الجماعات المرتزقة"، مشيرًا إلى أن "هناك جماعات مسلحة تأتي إلى سوق العمالة في ليبيا الذي يتواجد فيه مئات المصريين، وتطلب عمالًا فيذهب معهم العمال المصريون وبعد ذلك يتم اختطافهم وطلب فدية أو إجبارهم على العمل في أعمال شاقة دون أجر".

ويتخذ كثير من سماسرة الهجرة غير الشرعية، ليبيا، محطة عبور للمهاجرين عبر البحر المتوسط إلى السواحل الجنوبية لأوروبا، مستغلين حالة الفوضى الأمنية التي تعيشها ليبيا في الفترة الأخيرة، وقرب السواحل الليبية من سواحل إيطاليا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com