مصر.. لماذا عادت العمليات المسلحة من جديد في يوم الجمعة؟
مصر.. لماذا عادت العمليات المسلحة من جديد في يوم الجمعة؟مصر.. لماذا عادت العمليات المسلحة من جديد في يوم الجمعة؟

مصر.. لماذا عادت العمليات المسلحة من جديد في يوم الجمعة؟

جاء تواصل العمليات المسلحة التي تستهدف رجال الجيش والشرطة في مصر، واختيار يوم الجمعة لتنفيذها، ليطرح الكثير من التساؤلات عن توقيت عودة تنفيذ هذه العمليات في هذا اليوم بالذات بعد توقفها لفترة.

حيث شهدت الأعوام الماضية تنفيذ العمليات صباح أو مساء الجمعة من بينها تفجير كمين الهرم في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وغيره من العمليات المسلحة التي جاءت في يوم عادة ما يصادف إجازة.

وبينما شهدنا صباح الجمعة الماضي، هجوم رفح الذي استهدف العشرات من رجال الجيش المصري و بعده أيضا استهداف ضابط بالأمن الوطني في نفس اليوم، جاء اليوم الجمعة  ليحمل هجوما مسلحا على كمين أمني للشرطة بالقرب من منطقة سقارة الأثرية غرب القاهرة، وخاصة في مركز البدرشين، لتعود تفجيرات الجمعة من جديد، سواء كان تنفيذها في وقت  الصباح أو المساء.

وتعليقا على عودة العمليات وتوقيت تنفيذها، قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية سابقاً"إن الجماعات المتشددة  تختار يوم الجمعة لضمان انسياب الحركة المرورية ومن ثم التمكن من الهروب حال ارتكاب الجريمة، خاصة إذا استخدم المتشددون  الدراجات النارية، أو سيارات لتنفيذ هجومهم".

وأوضح اللواء نور الدين في حديثه لـ"إرم نيوز""أن تنفيذ العمليات المسلحة يرتبط أكثر بالموعد الأفضل والأنسب لنجاح العملية بغض النظر عن اليوم نفسه، إلا أنه في النهاية تكون الغالبية في يوم الجمعة إما في الصباح الباكر أو المساء، لاستغلال حالة الاسترخاء الأمني في بعض الأماكن، نتيجة العمل من مساء اليوم السابق حتى صباح اليوم التالي".

وانتقد اللواء نور الدين، ما وصفه بـ"ضعف التفتيش الشرطي" على تلك الأكمنة وغياب التأكد من وعي وإدراك بعض العناصرالأمنية للمخاطر التي تحيط بهم، ومدى جاهزيتهم لصد أي هجوم على الفور قائلاً "لا شك أن الداخلية تبذل الكثير من الجهود، وتحبط أضعاف العمليات التي تنفذ، لكن حادث كمين سقارة أو البدرشين اليوم استفزني بشكل كبير".

وبدوره، قال الخبير الأمني ورئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية ،العميد سمير راغب، إن اختيار يوم الجمعة بشكل مكثف لتنفيذ العمليات يؤكد الصلة القوية لجماعة الإخوان التي تصنفها الحكومة المصرية بـ"الإرهابية" بتنفيذ العمليات، مشيراً إلى أن "حركة حسم تتبنى غالبية العمليات، وهي الذراع العسكري لجماعة الإخوان".

وأضاف راغب في تصريحاته لـ"إرم نيوز"، بأن "جماعة الإخوان اعتادت تعكير صفو المصريين في يوم الجمعة منذ الدعوة للخروج للمظاهرات في أيام الجمع بمسميات مختلفة"، مؤكداً أن حركة حسم ما هي إلا "حركة لتنفيذ عمليات الإخوان ضد رجال الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة".

وبين راغب، أن الجماعات تستغل يوم الجمعة نظراً لإجازة الطلاب والموظفين وما يوفره من انسيابية حركة المرور خاصة في العاصمة والمحافظات الكبرى للتمكن من الهرب، إلى جانب بعض حالات الاسترخاء الأمني في الصباح والمساء وأوقات التسليم، لأن الأمور تسير بسلام في تلك الأوقات، وغالباً ما يتم تنفيذ العمليات قبل أن تشهد الطرق حركة مرورية كثيفة.

توقيت العملية مرهون بنسبة نجاحها

ويرى رئيس مركز دراسات الإسلام السياسي، مصطفى حمزة، ، أن اختيار يوم الجمعة "لا علاقة له باقتناع منفذي العمليات بصعود أرواحه للسماء في مثل هذا اليوم حال القضاء عليهم، لأنهم لا يريدون الموت"، في إشارة منه  إلى أعضاء حركة حسم، بخلاف أعضاء تنظيم داعش الذين يفجرون أنفسهم لنيل الشهادة، وفقاً لاعتقادهم.

ويقول حمزة في تصريحاته لـ"إرم نيوز"، إن "اختيار التوقيت المناسب لتنفيذ العملية مرهون بنسبة النجاح، ومراقبة الكمين الأمني لاختيار الوقت المناسب للتنفيذ  لتحقيق أكبر قدر من الخسائر في صفوف رجال الجيش والشرطة، ومن ثم يتم تحديد العملية".

وطالب حمزة، الحكومة بتغيير سياسة الأكمنة الثابتة، أو عمل ما أسماه "الأكمنة البديلة"، وإنشائها بالقرب من الأكمنة الأساسية لتكون بمثابة ردع وملاحقة لأي عناصر تنفذ أي هجوم، مشيرا إلى أن تطبيق هذا الأمر يحتاج إلى قوة شرطية كبيرة، بحسب قوله.

وأضاف، أن اختيار تنفيذ العمليات صباحاً أو مساءً يعتمد على ضعف الحركة البشرية في المناطق المستهدفة، وعدم إدراك أفراد الأمن في بعض الأحيان لخطورة دورهم وإمكانية استهدافهم من قبل الجماعات المتشددة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com