سياسيون مصريون يتساءلون: هل وجد البشير مصلحةً جديدةً دفعته لمهاجمة مصر؟
سياسيون مصريون يتساءلون: هل وجد البشير مصلحةً جديدةً دفعته لمهاجمة مصر؟سياسيون مصريون يتساءلون: هل وجد البشير مصلحةً جديدةً دفعته لمهاجمة مصر؟

سياسيون مصريون يتساءلون: هل وجد البشير مصلحةً جديدةً دفعته لمهاجمة مصر؟

غضب واسع في الأوساط السياسية والدبلوماسية المصرية، عقب اتهام الرئيس السوداني عمر البشير القاهرة، بدعم المتمردين في إقليم دارفور، قائلا إن قواته ضبطت عربات ومدرعات مصرية إثر المعارك الأخيرة هناك.

وفي الوقت الذي تحدثت فيه الخارجية المصرية عن احترامها لسيادة السودان، والعلاقات مع الخرطوم، قال مصدر مسؤول بديوان الخارجية المصرية، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز": إن القاهرة لن تتدخل أبدًا بالرد بالأسلوب نفسه، وإنها تعمل إلى أبعد مدى من جانبها، لعدم تهديد العلاقة الحساسة مع الخرطوم، وعبر قائلاً: "نشفق على النظام هناك فعلاً، وهذا ليس سخرية، ونتمنى أن يتجاوز مشاكله، ونحن على استعداد لتقديم يد العون، حفاظاً على العلاقة مع الشعب السوداني، الذي تجمعه بالمصريين قضايا وصلات قرابة ودم".

وقال أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الأفريقية التابع  لجامعة القاهرة، الدكتورأيمن شبانة إن "هذه التصريحات عندما تصدر من سفير من الممكن أن تمر، أما صدورها من جانب الرئيس البشير، فهنا يبدو أن النظام يتجه إلى الهاوية، ومن الواضح أن هناك مصلحة جديدة للسودان مع طرف ضد مصر، موضحًا أن القاهرة في أحرج أوقات التوتر لم تتصرف سلبيًا ضد الخرطوم، احترامًا للشعب السوداني، والدليل أن مصر رفضت توقيع عقوبات دولية على السودان، على الرغم من أن هناك شبهات تورط لنظام البشير في محاولة اغتيال حسني مبارك في أديس أبابا".

وأوضح شبانة في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "القاهرة لديها قوات تقاتل في دارفور مع قوات حفظ السلام، إذًا ما هي مصلحتنا في دعم المعارضة هناك، لا سيما أن التوتر هناك ينعكس بالسلب على ليبيا وتشاد ومصر، ومن مصلحتنا تسويته لصالح وحدة البلاد"، مشيرًا إلى أن مصر استضافت وفودًا من الحكومة والمعارضة في دارفور للتسوية.

وتابع: "تصريحات تحتاج ممن قالها إثباتها، وعلى النظام بدوره تقديم الدليل"، مشيرًا إلى أن "النظام السوداني يغازل قطر تحديدًا، وهذا التوجه زاد مع زيارة مسؤولين قطريين هناك، بعد أن تحول من التحالف الاستراتيجي مع إيران إلى الارتماء في أحضان قطر، ويعتقد الآن أن معاداة مصر ورقة رابحة".

وأردف: "عودنا نظام البشير على افتعال أزمات خارجية لتغطية ما يحدث بالداخل، فهو نظام اعتاد استخدام طريقة الهروب إلى الأمام".

بينما أكدت مديرة البرنامج الأفريقي، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتورة أماني الطويل، أن "هناك محاولةً دائمةً لصنع أزمات مع القاهرة دون أسباب موضوعية، من جانب نظام البشير، بافتعال مشاكل، مرة حول ملف حلايب وشلاتين، دون مناسبة، ثم اتهامات بتسليح المعارضة السودانية، وهذا خط أحمر لمصر لا تقبل به، وكان أولى احتضانها في القاهرة بدلاً من تسليحها هناك".

وأوضحت الطويل لـ"إرم نيوز"،  أن "الوصول إلى هذا الأمر مرتبط بخلق فجوة في العلاقات المصرية - السودانية في توقيت يتطلب وحدة المواقف بين دولتي المصب في أزمة سد النهضة، بغض النظر عن موقف النظم السياسية من بعضها البعض، لأن هذه الفجوة يتم افتعالها حتى يبرر الابتعاد من موقف موحد بسد النهضة في ظل قرب إصدار تقارير الشركة الاستشارية".

وأشارت الطويل، إلى أن "مصر لديها سياسة بأن تكون ردود أفعالها هناك محسوبةً بدقة، ومرتبطةً بالمصالح الاستراتيجية، لذلك لن يكون هناك تركيز أو رد، فالأمر والسبب مفهومان من جانب البشير".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com