هل تنجح زيارة بابا الفاتيكان في طمأنة أقباط مصر؟
هل تنجح زيارة بابا الفاتيكان في طمأنة أقباط مصر؟هل تنجح زيارة بابا الفاتيكان في طمأنة أقباط مصر؟

هل تنجح زيارة بابا الفاتيكان في طمأنة أقباط مصر؟

يجري البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، زيارة إلى مصر تستمر يومين تحت شعار "بابا السلام في مصر السلام"، تلبية لدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وتعد هذه الزيارة هي الثانية من نوعها في تاريخ العلاقات بين مصر والفاتيكان في العصر الحديث، حيث كانت الزيارة الأولى عام 2000 وقام بها بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني.

ورغم أن زيارة البابا فرنسيس تأتي بعد تفجيرين دمويين لكنيستين يوم أحد السعف، وما تبعهما من اعتداء على دير سانت كاترين الأثري، إلا أن البابا بدا مصرًا على الزيارة، حتى أنه أكد عدم استخدامه سيارة مصفحة للتجول في الشوارع مواصلًا نهج الباباوات الآخرين في البقاء على مقربة من الناس، ومؤكدًا أنه يزور مصر كحاجٍ للسلام.

رسالة طمأنة

واعتبر نشطاء أقباط أن زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر في هذا التوقيت، بمثابة رسالة طمأنة للشعب المصري وخاصة الأقباط، وهو ما بات واضحًا من مسمى الزيارة "بابا السلام في مصر السلام".

ويرى الدكتور رفعت فكري، نائب رئيس سنودس النيل الإنجيلي، أن زيارة بابا الفاتيكان لمصر في ظل الظروف الحالية مهمة لعدة أسباب، أهمها "أنه يعد من أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم وذلك لشخصه الكريم، وما يعرف عنه بأنه ذو شخصية عقلانية متفتحة، معروفة بمحبتها للإنسانية ونبذ العنف وتقبله  للطرف الآخر ودعمه للسلام ومن أكثر الشخصيات في العالم التي تسعى لتحقيقه".

وأضاف فكري في تصريحات لـ"إرم نيوز"، "أن أهمية الزيارة تعود أيضًا إلى كونها لدولة بحجم مصر والتي تعد من أكثر الدول المؤثرة في العالم بإقليمها المميز وتعداد سكانها الذي يفوق عدد سكان معظم الدول العربية المحيطة، كما أنها تضم أكبر عدد من مسيحيي الشرق الأوسط وبالتالي رسالة السلام تصل إلى أكبر عدد ممكن من الأقباط".

وأشار إلى أن الزيارة ستشهد عددًا من اللقاءات لبابا الفاتيكان بعدة مسؤولين في الأزهر الشريف ولقاء مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتوقيع بروتوكولات خطاب المحبة والسلام، والتي تؤثر على العلاقات المسيحية المسلمة إيجابيًا، وعلى العلاقات المسيحية والطوائف المسيحية الأخرى ككل.

واعتبر نائب رئيس سنودس النيل الإنجيلي، أن زيارة بابا الفاتيكان لمصر في هذا التوقيت تعتبر رسالة طمأنة وصبر للأقباط  في مصر، خاصة بعد أحداث الأحد الدامي، قائلًا: "أقباط مصر مش خايفين، ونحن معتادين على الاستشهاد وكله في سبيل أن تحيا مصر".

من جانبه، أكد رسمي عبدالمالك، رئيس اللجنة التعليمية ببيت العائلة المصرية، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "زيارة بابا الفاتيكان في هذا التوقيت رسالة قوية للعالم أجمع، مفادها أن مصر أرض السلام والمحبة رغم مرورها بظروف صعبة ومؤلمة".

وأضاف، "أن إقامة بابا الفاتيكان القداس للأقباط خلال برنامج زيارته رسالة يؤكد من خلالها أن شعب مصر مبارك مثلما كتب في الكتاب المقدس، وأن الرسالة والحكمة تنفذ بشكل جزئي لا نظري فقط، في إشارة إلى تقارب الطوائف المسيحية المختلفة".

وأوضح عبدالمالك أن الزيارة ليست للأقباط  فقط وإنما تلبية لدعوة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، مشددًا على أن الزيارة تمثل رسالة سلام للشعب المصري بجميع طوائفه وليس الأقباط فقط، اتساقًا مع رسالة السيد المسيح عليه السلام، ومع رسالة الإسلام بأن "مصر أرض السلام ولا يليق بها ولا بأهلها إلا السلام".

دعم الأقباط

من جانبه، قال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة بابا الفاتيكان مهمة نظرًا لتبنيه موقفًا من الإسلام يختلف عن البابا السابق وبالتالي طرق التفاهم مفتوحة، موضحًا أن زيارته تهدف للتضامن مع الأقباط المصريين الذين تعرضوا لعمليات إرهابية بشعة في الفترة الأخيرة.

وأشار نافعة في تصريحات لـ "إرم نيوز" إلى وجود مشكلة تتعلق بالمسيحيين في منطقة الشرق الأوسط كلها لأن عدداً كبيراً من العمليات الإرهابية تستهدف تنظيف المنطقة من الأقباط وبالتالي تهدف الزيارة لدعم تواجد الأقباط الذي هو مطلب إسلامي، مردفًا أن دعم الحوار مستمر بين المسيحية والإسلام وربما كل الأديان من أجل القضاء على الظاهرة.

وأوضح أن زيارة البابا لمصر في هذه المرحلة  تحمل دلالات سياسية وتؤكد أن مصر مستقرة لحد كبير ورسالة لتشجيع السياحة والاستثمار ودعم الشعب المصري في محاربته للإرهاب ومطالبه للتنمية.

وفي السياق ذاته، أكد قدري إسماعيل وهو خبير سياسي، أن العلاقات المصرية مع بابا الفاتيكان شهدت تطوراً إيجابياً في الآونة الأخيرة في الجزئية المتعلقة بالفكر المعتدل بين الإسلام والمسيحية.

ولفت إلى أن الأزهر والكنيسة يدعوان إلى الاعتدال في مجال الأديان ضد التطرف الموجود على مستوى العالم، موضحًا أن بابا الفاتيكان أدرك أن مضمون الرسالة الدينية التي يحملها تتطابق إلى حد كبير مع مضمون الرسالة التي يحملها الأزهر ومن ثم فلابد من التقارب بينهما.

وتابع: "هناك نوع من التعاون بين الأزهر والفاتيكان في مجال محاربة الإرهاب بالفكر ولكن ليس عن طريق السلاح والذخيرة"، موضحا أن حديث بابا الفاتيكان مبشر إلى حد كبير لإيجاد نوع من التعايش السلمي بين الأديان وللتأكيد على أن الفكر الديني يدعو للسلم والسلام وليس فكراً إرهابياً.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com