"رأس شيطان".. جنة مصرية راحت ضحية "الإرهاب" (صور)
"رأس شيطان".. جنة مصرية راحت ضحية "الإرهاب" (صور)"رأس شيطان".. جنة مصرية راحت ضحية "الإرهاب" (صور)

"رأس شيطان".. جنة مصرية راحت ضحية "الإرهاب" (صور)

الهروب من ضوضاء القاهرة إلى جنة الطبيعة" شعار يرفعه قاصدو "رأس شيطان، وهي مدينة مصرية في محافظة جنوب سيناء تمتاز بطقس ممتمع ونادر في المنطقة بالإضافة إلى مناظرها الطبيعية الخلابة.

تبدأ رحلة الاستجمام والهدوء والتأمل في مشاهد طبيعية جبلية منذ مغادرة أسوار العاصمة وبداية الطريق إلى سيناء "طريق النخيل"، تبدأ عيناك في رؤية جبال تمتاز بلونها الوردي الغامق والبني والأسود وكأنك داخل لوحة فنية.

بعد انتهاء طريق النخيل والمرور على منفذ طابا تقفز إلى ذهنك ذكريات تلك القطعة الفاتنة من سيناء خاصة وادي فيورد الذي انطلقت منه عملية تفجير ميناء إيلات.

وحينما تصل وادي "فيورد" تشعر بنسمات الهواء النقية تلمس وجهك وكأن رئتيك اتسعتا لكي يتم تنقيتهما من الهواء الملوث الذي يفسدهما في القاهرة، فلا هواء أنقى من هواء سيناء، ويقع خليج "فيورد" على بعد 15 كم جنوب طابا، وهو عبارة عن بقعة غطس مذهلة يحتضنها ويحميها خليج طبيعي خلاب من الشعاب المرجانية في مشهد لا ينسى.

ويناسب الخليج هواة الغطس ومحترفيه، حيث تجذب منطقة الحفرة أو الهول محترفي الغوص والتي يمكن الوصول إلى مدخلها عن طريق مجموعة ضخمة من الشعاب المرجانية على عمق 16 مترًا، لتبدأ الرحلة داخل الحفرة حتى عمق 24 مترًا يشهد خلالها الغواصون مشاهد نادرة للحياة البحرية تتضمن رؤية أسماك البحر المفتوح وهي تتغذى على أسماك الزجاج الصغيرة والسمك الفضي، أما لهواة الغوص الأقل خبرة فالبديل هو منطقة الموزة وهي عبارة عن بقعة ضحلة من الشعاب المرجانية التي تشبه في الشكل فاكهة الموز والتي يصل عمقها بحد أقصى إلى 12 مترًا وتؤوي مجموعة متنوعة من الأسماك والشعاب.

وبعدها تذهب لمنطقة "رأس شيطان" تلك المحمية الطبيعية التي ترك الكثيرون عملهم في القاهرة من أجلها وسميت بهذا الاسم لوجود صخرة على شكل رأس الشيطان، تمتاز بسحرها وبساطتها ووجود مخيمات "خوش" بها، فلا وجود للأبنية الخرسانية بهذه المنطقة إلا 3 فنادق بناها بعض رجال الأعمال ولم يستكملوها حتى الآن ويرفض السياح النزول فيها.

واليهود هم من أطلقوا على هذه المنطقة كلمة "رأس شيطان" أثناء احتلالهم سيناء عام 1967 حيث أسسوا بها المخيمات وهي عبارة عن خوش من القش أمامها البحر وخلفها الجبل ورغم سحر هذه المنطقة التي تمتاز بطبيعتها إلا أنها تعاني الآن من انخفاض أعداد السياح داخلها.

وقال إبراهيم عياد صاحب أحد المخيمات، وهو بدوي يبلغ من العمر 40 عامًا، لـ "إرم نيوز"، إن منطقة "رأس شيطان" تمتاز عن باقي مناطق جنوب سيناء بكونها مكانًا طبيعيًا يريح الأعصاب ويعطي الزائر فرصة للتأمل في خلق الله الذي أبدع صورة هذه المنطقة".

وأضاف عياد أن المخيمات تعاني من ضعف السياح الآن بسبب الهجمات "الإرهابية" وتفزع الناس من الذهاب لجنوب سيناء، مطالبًا الحكومة بمواجهة الشائعات التي يروجها البعض عن المناطق السياحية في جنوب سيناء التي تشهد انخفاضًا كبيرًا ولا وجود للسياحة الأوروبية.

وأضاف أنه منذ تفجيرات طابا عام 2004، انخفضت السياحة في سيناء لأن الناس أصبحت تخشى الذهاب هناك، متابعًا: "نريد من الدولة المساعدة بإعطائنا قروضًا من البنوك لكي نقوم بإعادة صيانة المخيمات لإحياء المنطقة".

وأكد عياد أن جنوب سيناء باتت في مأمن وأجهزة الأمن أحكمت السيطرة على الطرق، مشيرًا إلى أن السياح الموجودين حاليًا مصريون، لافتًا إلى أن السياح القادمين يبحثون عن الشمس والبحر والجبال والمناظر الطبيعية ولا يريدون العيش في فنادق.

من جانبه، قال أحمد أبوالسعود صاحب مخيم دايرة بمنطقة رأس شيطان لـ "إرم نيوز"، إن المخيم مكان يوفر للسياح سبل الحياة البدائية، ولكن يتم توفير بعض التسهيلات للسياح داخله لكي يحصلوا على الراحة، منوهًا إلى أن المنطقة كلها في "رأس شيطان" مخيمات وهي بمثابة أماكن للتأمل ولا مكان للمباني الخرسانية فالمخيمات بمثابة أماكن للراحة والاسترخاء.

وأضاف أبوالسعود أنه ترك حياته في القاهرة كمدير لأحد فروع شركات المحمول، لكي يبدأ من الصفر في جنوب سيناء خاصة في ظل تراجع نسبة السياح بمصر، مؤكدًا أن هدفه تطوير المنطقة.

من جانبه قال اللواء شوقى رشوان، رئيس جهاز تنمية سيناء لـ "إرم نيوز"، إن الحكومة المصرية وضعت مخطط لتنمية والاهتمام بمنطقة "رأس شيطان" باعتبارها مزارًا سياحيًا عالميًا وهامًا وسيتم تنفيذه خلال الفترة القليلة المقبلة.

وأضاف رشوان أن الغياب السياحي عن المنطقة غير مرتبط بالإرهاب، بالنظر إلى أن المنطقة آمنة تمامًا، وأن جنوب سيناء تختلف في درجة آمنها عن شمال سيناء، لكنّ لركود الذي ضرب القطاع بشكل عام طال "رأس شيطان".

وأشار إلى إلى أن تحذيرات السفر الأجنبية إلى بعض المناطق التي لا تفرق بين الشمال والجنوب وتعتبر شبه جزيرة سيناء كتلة واحدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com