شاهد بالصور توافد "نازحي أقباط سيناء" إلى الإسماعيلية
شاهد بالصور توافد "نازحي أقباط سيناء" إلى الإسماعيليةشاهد بالصور توافد "نازحي أقباط سيناء" إلى الإسماعيلية

شاهد بالصور توافد "نازحي أقباط سيناء" إلى الإسماعيلية

على بعد أمتار عدة من مقر محافظة الإسماعيلية المصرية بجوار المستشفى العام في مواجهة البحر، يقع بيت الشباب الدولي، المقر الرئيسي لاستقبال الأسر المسيحية النازحة من سيناء قبل تسكينهم في شقق بالمحافظة.

حيث أعاد الأهالي النازحون مشاهد التهجير التي سبق أن مر بها سكان مدن القناة بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، والنوبيون الذين تبعهم السيناوية.

حقائب مهلهلة

ففي داخل المركز وعند المدخل، انتشرت حقائب سفر لعدد كبير من الأسر تمتلئ بالملابس، فلم تستطع تلك الأسر وهي تهرب لمصيرها المجهول أن تحضر معها سوى حاجياتها الشخصية، وكان التفكير السائد لدى غالبيتهم الهروب من الذبح على يد تنظيم داعش حاملين فقط ما يرتدونه.

واستقرت الأسر الهاربة من فقدان أمل  الحياة بالعريش والعودة لبيوتهم في حديقة مركز الشباب وجلست في محاولة تدبير أمورها ما بين حساب المبالغ المتبقية معها، وترتيب البطاقات الطبية التي خصصتها وزارة الصحة المصرية لهم لتلقي العلاج بالمجان في أي مستشفيات المحافظة.

ارتباك ومصير مجهول

وتعيش هذه الأسر حالة من الارتباك، بعد أن ترك ربُّ كل أسرة عمله دون أن يعمل حسابًا لمثل هذه الكارثة، حيث وصلت إلى الإسماعيلية، وفقًا لمصادر مديرية الصحة، 381 أسرة، تم تسكين بعضها وجارٍ العمل على البقية.

وفي كل مرة تشرع إحدى السيدات النازحات بالبكاء على أبناء لها ما زالوا عالقين في سيناء، أو أخرى فقدت زوجها أو ابنها، يهرع المسعفون وفرق مطرانية الإسماعيلية لاستقبال أسرة جديدة يسيطر الشحوب على وجوه جميع أفرادها مما رأوه، حتى وصلوا لما وصفوه بطوق النجاة.

وعن أمل العودة لبلدهم، رفضت غالبية الأسر النازحة ذلك في الوقت الحالي، متمنين فقط أن يعود ذووهم وألا يستفيقوا على منشور جديد يوزعه تنظيم داعش، يطلق إشارة البدء لحملة جديدة من ذبح الأبرياء.

قوافل طبية

انتشرت القوافل الطبية لتقديم الرعاية والدواء لكافة الأسر وفي الخارج، بعد أن وصل للمركز 6 أسر جديدة دفعة واحدة، وقال أحد المسؤولين:"استكفينا"، وسيتوزع البقية على بورسعيد والسويس.

أهالي الإسماعيلية كانوا حاضرين لمواساة كل أسرة مسيحية ولتقديم يد العون من قبل المقتدرين منهم، ولعرض السكن على الأسر التي لديها عدد كبير من الأطفال وتقديم الوجبات والملابس أيضًا.

دموع محبوسة في عيون الأطفال

دمعة محبوسة في عيون الأطفال، وآخرون حالمون يلعبون بألعابهم الكرتونية، هكذا بدا جانب من مشاهد المعايشة داخل بيوت النازحين الأقباط.

طفلة تتستر بأمها من العالم الآخر وتحتمي من مصير مجهول، وطفل بدت عليه ملامح الشقاء يعبث بألعابه على الورق دون أن يدرك لماذا ترك بيته.

 أطفال يلعبون في الرمال لا يدركون ما يحدث لهم، وكبار سن يستطيعون بالكاد الحراك، كانوا الغالبية بين الأسر التي وصلت إلى الإسماعيلية، في انتظار قدوم أبنائهم الذين يتواصلون معهم بشكل مستمر كلما سمحت شبكة الاتصال بذلك في ظل تشديدات أمنية مكثفة في العريش فرضتها قوات الأمن المصرية، منعت الأهالي من العودة بشكل قاطع سواء للاطمئنان على من تبقى لهم، أو لمحاولة الحصول على رواتبهم على أقل تقدير.

حلم شبابي

وبعيدًا عن عيون الكاميرات، استقرت مجموعتان من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 22 عامًا يرفضون الحديث، وتعتلي وجوههم نظرات غاضبة وتائهة لا تعلم مصيرها وأين سيتجه بهم المستقبل.

وفي الجانب الشمالي من باب المقر الرئيسي لاستقبال الأسر النازحة تجلس أسرة مكونة من 5 أفراد وعلامات المجهول مرسومة على وجوههم ينتظرون دورهم في التسكين، ويصف الابن الأكبر مينا بطرس حنا ما يدور في أذهانهم بأنه "تفكير في المجهول".

مينا متحسر ومتحير

وبعدما تنهد متحسرًا على الوضع الذي وصل إليه، يرمي مينا نظرة إلى بقية الأسرة قائلًا: "لا يعلم أحد إذا كان سيعود إلى منزله سالمًا أم لا، ولا ندري كيف سنعيش هنا".

وفي الناحية الجنوبية للمقر، يهرول النازحون للحصول على كوبونات العلاج المجاني الذي وفّرته وزارة الصحة، في حين تبدأ العيادات المتنقلة بالتجول في المكان وتبدأ سيارات شحن الأدوية إمداد المقر بكميات من الأدوية الأساسية لسد الحاجة خلال الفترة القليلة المقبلة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com