ضربت 80 قرية.. كارثة بيئية خطيرة تهدد حياة آلاف المصريين
ضربت 80 قرية.. كارثة بيئية خطيرة تهدد حياة آلاف المصريينضربت 80 قرية.. كارثة بيئية خطيرة تهدد حياة آلاف المصريين

ضربت 80 قرية.. كارثة بيئية خطيرة تهدد حياة آلاف المصريين

ضربت كارثة بيئية محققة 80 قرية مصرية، بعدما عمدت تلك القرى لاستخدام مياه الصرف الصحي في ري الأراضي الزراعية، ما أدى لانتشار أمراض خطيرة، كالفشل الكلوي، بالإضافة إلى القضاء على الثروة السمكية.

وتقدم النائب ممدوح الحسيني بطلب إحاطة عاجلة لمواجهة الكارثة للبرلمان، اليوم الإثنين، محملاً وزيريْ البيئة والإسكان ورئيس الوزراء المسؤولية الكاملة عن الكارثة.

يأتي ذلك فيما قرر البنك الدولي التدخل في القضية وتخصيص أكثر من 2 مليار جنيه لحل الأزمة التي تواجه عشرات القرى المصرية الواقعة بمحافظة الفيوم، غير أنه لا توجد أية ضوابط لتنفيذ المشروع.

الإنذار الذي رفعه البرلماني المصري في وجه المسؤولين الحكوميين، جاء في أعقاب إعلان عدد من الدول، حظر استيراد المنتجات المصرية، بسبب طرق الري الخاطئة التي تسبب أمراضًا لمتناولي تلك المنتجات، وهو ما بدا بمثابة القشة التي قصمت ظهر الاقتصاد المصري المتهالك.

أسباب الأزمة

الخبير في مجال المياه مغاوري شحاتة، اعتبر أن الأزمة ترجع لسببين، الأول هو غياب الثقافة لدى المزارعين الذي يجهلون بمخاطر الري بمياه الصرف، أو المواطنين الذي لا يعون خطورة الصرف، أما السبب الثاني فيتمثل في التقاعس الحكومي في علاج كارثة بيئية وإنسانية محققة تنتظر قرى المحافظة.

وبرر مغاوري في تصريحات لـ "إرم نيوز" تلك الكارثة قائلاً: "المزارعون مضطرون لاستخدام مياه الصرف الصحي غير المعالجة لري أراضيهم، لأن مياه النيل أصبحت شحيحة جدًا، ومحطات معالجة مياه الصرف في مصر لا تعمل بشكل جيد".

وأكد أن الحكومة مطالبة بإجراءات عاجلة لإنقاذ سكان المحافظة من خطر كارثي، واتخاذ إجراءات لوقف الصرف في مياه الري، وإلا ستواجه كوارث كبرى في المستقبل.

مخاطر صحية

من جهته، حذر الخبير في علم السموم محمود عمرو من خطورة الأمر، معتبرًا أن حياة مواطني 80 قرية بمحافظة الفيوم، وأمثالهم بمحافظات أخرى، معرضة لخطر كارثي، إذ أن مياه الصرف الصحي غير المعالجة مليئة بالمواد الضارة، واستخدامها في ري الخضراوات والفواكه، يتسبب في مخاطر صحية وخيمة قد تؤدي للوفاة.

وربط عمرو، في تصريحاته لـ"إرم نيوز"، بين ارتفاع عدد حالات الفشل الكلوي وسرطان الكبد وأمراض الجهاز التنفسي في مصر، واستخدام مياه غير نظيفة لري الخضراوات، مشيرًا إلى إمكانية معالجة مياه الصرف الصحي للاستخدام الزراعي، لكنه استدرك بقوله إن الأمر مكلف للغاية، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلد.

وأشار عمرو إلى أن الكارثة الحالية تتفاقم بالنظر إلى الأزمة التي تواجهها مصر، بشأن توافر الأدوية، لاسيما المتعلقة بالغسيل الكلوي، حيث باتت عدة مستشفيات وبما تحتويه من وحدات للغسيل الكلوي مهددة بالإغلاق، بسبب أزمة الأدوية التي أوقفت الحكومة المصرية استيرادها مؤخرًا، ما يجعل الموقف أكثر تأزمًا ويعرض حياة الآلاف للخطر.

شبكة متهالكة

وتواجه شبكة الصرف الصحي في مصر مشكلات جمة، ما يضطر المواطنين إلى تفريغ مياه الصرف الصحي في بحيرات وترع المياه العذبة التي تروي المحاصيل الزراعية، ما يسبب أمراضًا خطيرة للمواطنين، كما يلجأ البعض إلى الري مباشرة من مياه الصرف الصحي نتيجة شحّ مياه النيل، وفي كلتا الحالتين يحصد المواطنين الموت بطواعية.

وتحول الزيادة السريعة في عدد السكان مصر إلى بلد فقير مائيًا، ما يؤثر بشدة على الزراعة، ونتيجة لذلك، يستخدم المزيد من المزارعين الآن مضخات لضخ آلاف الأمتار المكعبة من مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى مزارعهم، من أجل الحفاظ على نمو المحاصيل، وينتهي الحال بالخضراوات والفاكهة في أسواق بعيدة مثل القاهرة، وأخرى قريبة مثل كفر صقر، وهو أمر خطير للغاية، كما يقول خبراء الصحة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com