وزير مصري يكشف لـ"إرم" تفاصيل الصفقة "القذرة" في عهد مبارك
وزير مصري يكشف لـ"إرم" تفاصيل الصفقة "القذرة" في عهد مباركوزير مصري يكشف لـ"إرم" تفاصيل الصفقة "القذرة" في عهد مبارك

وزير مصري يكشف لـ"إرم" تفاصيل الصفقة "القذرة" في عهد مبارك

كشف وزير البيئة المصري، الدكتور خالد فهمي، عن أسرار صفقة وصفها بـ"القذرة" نُفذت في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتتعلق بدفن نفايات سامة في أراضي البلاد.

وقال فهمي –وهو أحد الخبراء الدوليين في مجال البيئة، وحاصل على الدكتوراه من ألمانيا في التخلص من المخلفات الصلبة- إن "عهد مبارك شهد دخول نفايات سامة منذ 17 عامًا"، مؤكدًا أن "إحدى الشركات المحلية حصلت على مبالغ كبيرة لتمرير الصفقة القذرة ودفنها في أحد الموانئ المصرية، لكن البعض تصدى لهذا المخطط وظلت النفايات في حاويات على الميناء".

وفي عهد الرئيس الحالي، عبدالفتاح السيسي، تخلصت مصر من هذه النفايات.. ولمعرفة التفاصيل كان لـ"إرم نيوز" لقاء مع حنفي، كشف فيه خبايا هذه الصفقة.. وتاليًا نص الحوار:

* كيف وصلت القضية إلى السيسي؟

- عندما توليت الوزارة، قدمت الملف للنائب العام للتحقيق، وكان ذلك في عهد الإخوان، وشعرت أن هناك محاولة لإغلاق الموضوع، فخاطبت منظمة البيئة العالمية والبنك الدولي، لأنها كارثة لها أبعاد دولية، وعندما جاء السيسي عرضت الأمر بدقة فأمر باتخاذ كافة الإجراءات للتخلص من النفايات بعيدًا عن مصر.

* كيف تمّ التخلص من النفايات؟

- اتفقنا مع شركة دولية متخصصة في التخلص من النفايات الخطرة، وخاطبنا البنك الدولي الفيدرالي على تمويل عملية الدفن في مدافن متخصصة في سويسرا، واجتمعت مع السفير السويسري ماركوس لايتنر على تنفيذ عملية النقل وفق المعايير الدولية، وهذه أول عملية من نوعها، وفي نفس الوقت هناك تحقيق نيابي لمعرفة الأطراف المتورطة في الصفقة.

* هل توصلت الوزارة لحلول لمشكلة القمامة في مصر؟

- نحن بصدد تنفيذ منظومة كاملة لأن مصر تنتج أكبر كمية من الأطنان في المنطقة، وهي ثروة، لكننا نحتاج لاستثمارات ضخمة، لذلك ندرس دخول الشركات الاستثمارية لإنشاء مصانع تدوير القمامة، وفي القريب سنعلن عن افتتاح عشرة مصانع بمشاركة القطاع الخاص، ومن الطرائف أن هناك مستثمرًا طلب من الوزارة السماح باستيراد قمامة من لبنان أثناء مظاهرات بيروت، لكننا رفضنا وقلنا له لدينا من قمامتنا ما يكفينا ويفيض.

* هل يوجد تنسيق مصري عربي في مجال البيئة؟

- نعم من خلال الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، وأستطيع القول إنه لم يحدث تنسيق بين مصر والأشقاء العرب مثلما يحدث الآن، نحن ننسق مع معظم الدول العربية في مجال البيئة ونرسل الخبراء وننسق معًا من خلال قمة الأرض ومؤتمرات المناخ العالمي.

وهناك دول عربية قطعت أشواطًا جيدة في اشتراطات البيئة مثل الإمارات، ونحن أيضًا نتعاون مع الدول الأفريقية، والقاهرة تتولى الآن رئاسة وزراء البيئة الأفارقة خصوصًا في مجال محاربة الشركات الدولية المشبوهة في ملف دفن النفايات.

وللأسف أفريقيا قارة منكوبة بالفساد في هذا المجال، وهناك دول تستقبل مخلفات الدول الصناعية ونفاياتها عبر سماسرة، وللأسف منظومة الفساد تشجع هؤلاء وتخرب البيئة المحلية.

* النفايات الطبية مشكلة في العالم خصوصًا المنطقة العربية.. هل هناك حلول للتخلص منها بأمان؟

- هذه قضية خطيرة ومصر تنتج سنويا 40 ألف طن نفايات طبية خطرة، لذلك وضعنا الكود العالمي وطبقناه على المؤسسات الطبية، ولدينا مراقبون منحناهم الضبطية القضائية ويفتشون على المستشفيات والمراكز بصورة دورية.

* هل ستغرق دلتا مصر بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري؟

- الدراسات تقول إن ربع الكرة الأرضية مهدد بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، وهذه أزمة صنعتها الدول الصناعية وضحيتها الدول النامية والدول المطلة على الماء، والدراسات تقول إن ذوبان القطب الشمالي بسبب هذه الظاهرة سيؤدي إلى زيادة منسوب البحر المتوسط مما يهدد دلتا مصر، لذلك أقمنا مصدات خرسانية على شاطئ المتوسط ، والعلماء يرون أن غرق الدلتا إذا حدث سيكون خلال 50 أو 100 عام.

* في الأخير ماذا تقول للحكومات العربية؟

- الحفاظ على البيئة لم يعد طرفًا أو رفاهية بل حق للأجيال، وهو حق من حقوق الإنسان، والقاعدة الذهبية هي أن الوقاية خير من العلاج، ويمكن أن نوفر المليارات، عبر اعتماد اشتراطات البيئة النظيفة والصحية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com