هل بدأت تركيا تطبيع العلاقات مع مصر؟
هل بدأت تركيا تطبيع العلاقات مع مصر؟هل بدأت تركيا تطبيع العلاقات مع مصر؟

هل بدأت تركيا تطبيع العلاقات مع مصر؟

وصف مراقبون، إعلان السفارة التركية في القاهرة، اليوم الأربعاء، عن استئناف رحلاتها السياحية إلى مصر، بدءًا من 10 سبتمبر المقبل، بأنه خطوة إيجابية نحو السياسة، وإمكانية إجراء مصالحة بعد توتر العلاقات بين البلدين، منذ ثورة 30 يونيو.

وقالت السفارة التركية، إن الخطوط الجوية التركية ستستأنف رحلاتها بين إسطنبول وشرم الشيخ، اعتبارًا من 10 سبتمبر المقبل، وذلك بعد توقفها في 31 أكتوبر 2015، موضحة أن الخطوط الجوية التركية، ستكون أول شركة تستأنف فعالياتها من بين شركات الطيران التي أوقفت رحلاتها بعد 31 أكتوبر 2015، وستنظم الشركة 4 رحلات في الأسبوع، أيام السبت، الأحد، الثلاثاء والخميس.

وتعليقًا على هذا القرار، أكد محللون مصريون، أن عودة العلاقة لطبيعتها بين أنقرة والقاهرة، لا تقف أمامها عوائق كثيرة، مشيرين إلى أن الشرط الوحيد قد يتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية فقط، بغض النظر عما حدث خلال الفترة الماضية، أو اعتراف تركيا بثورة 30 يونيو من عدمه، خاصة أن الوضع القائم أصبح أقوى من أي اعتراف.

خطوة نحو التطبيع

وقال الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير السياسي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن استئناف تركيا لرحلاتها السياحية إلى مصر، تعد خطوة أولية نحو عودة العلاقات المصرية التركية، بعد حالة التوتر التي شهدتها عقب ثورة 30 يونيو، وموقف تركيا الداعم لجماعة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي.

وأرجع أستاذ العلاقات الدولية، تلك الخطوة إلى رغبة تركيا في التطبيع مع دول المنطقة خاصة مصر وإسرائيل، إلى جانب قيامها بتحسين العلاقات مع روسيا، بعد حالة التوتر التي تسود علاقة تركيا بدول الاتحاد الأوروبي مؤخرًا، منذ الانقلاب الفاشل هناك، واستغلاله في تشريد قرابة 70 ألف موظف من قيادات الدولة، وتنفيذ عقوبة الإعدام التي يرفضها الاتحاد الأوروبي.

ويرى "اللاوندي"، أن دلالات عودة السياحة التركية لمصر، تمثل رغبة من الجانب التركي في تحسن العلاقات، مشيرًا إلى أن الجانب المصري لن يفعل أي مصالحة إلا إذا أعلنت تركيا عدم تدخلها في الشأن الداخلي المصري، في ظل توتر آخر يسود علاقة تركيا بأمريكا، بسبب استضافة "عبدالله غولن"، أشد خصوم الرئيس التركي رجب أردوغان، والمتهم الأول بتدبير الانقلاب، وفقًا لوجهة نظر أنصار الرئيس التركي.

وعن إمكانية اشتراط مصر الاعتراف بثورة 30 يونيو كإجراء أولي للمصالحة، قال "اللاوندي"، إن هذا الأمر ربما لا يمثل أهمية حاليًا، بعد أن أصبحت مصر تتعامل مع كافة دول العالم وفقًا لشرعيتها، قائلًا "الشرط الأساس لمصر سيكون عدم التدخل أو التصريح في الشأن الداخلي".

وعن إمكانية تلويح مصر باستضافة "غولن" للرد على استضافة تركيا لقيادات إخوانية، قال "اللاوندي"، إن مصر ترفض الدخول في هذا المستنقع، وأنها حريصة على تحسن العلاقات مع كل الأطراف بما يضمن الحفاظ على مصالحها، وعدم دعم الجماعات المتطرفة التي تفسد البلاد الآن، وهناك تخوف من تحول اسطنبول والقاهرة لأماكن لجوء للمعارضين للأنظمة بين البلدين"، وفق تعبيره.

مصالحة مشروطة

ووصف خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إعلان تركيا لاستئناف رحلاتها بأنه "خطوة إيجابية للاقتصاد المصري"، في الوقت الذي شدد فيه على أن مصر استطاعت مواجهة الحرب الاقتصادية التي تدار ضدها من قبل كثيرين.

واستكمل الخبير الاقتصادي حديثه لـ"إرم نيوز"، بأن المصالح الاقتصادية أصبحت تطغو على المشهد السياسي في أغلب الأحيان، مرجحًا أن تكون تلك الخطوة بداية لمصالحة مشروطة بين البلدين، تقوم على احترام الشأن الداخلي وعدم التدخل فيه.

وأشار، إلى أن القرار سيحدث طفرة اقتصادية، في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، الذي وصفه بـ"الصعب والمخيف".

ورحب إلهامي الزيات، الخبير السياحي ورئيس الاتحاد العام للغرف السياحية سابقًا، ببيان السفارة التركية في القاهرة، واصفًا الأمر بأنه "مبشر للغاية ومكسب تجاري متبادل للطرفين، ويعطي أملًا جديدًا لقطاع السياحة، لكونه بداية لإنهاء توترات أخرى تتعلق بهذا الأمر، وإرسال رسالة طمأنينة للعالم بأسره باستقرار الأوضاع في مصر".

وقال الزيات، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن السياح الروس يفضلون مصر أكثر من الدول الأخرى، مشيرًا إلى أن إعلان رابطة منظمي السياحة الروسية أسعار الرحلات لمصر في فصل الشتاء، يعد أمرًا مبشرًا، وجاء نتيجة جهد كبير من الجانب المصري، على حد قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com