المغازي: الحكومة المصرية أكبر تهديد لشعبية السيسي
المغازي: الحكومة المصرية أكبر تهديد لشعبية السيسيالمغازي: الحكومة المصرية أكبر تهديد لشعبية السيسي

المغازي: الحكومة المصرية أكبر تهديد لشعبية السيسي

اعتبر الدكتور عبدالله المغازي أستاذ القانون، والمتحدث الرسمي السابق باسم حملة ترشح الرئيس المصري لمنصبه، أن الحكومة المصرية تمثل تهديدًا لشعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

  وندد مساعد رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب سابقًا، بقراراتها الاقتصادية خاصة بعد توجهها لاقتراض 12 مليون دولار من صندوق النقد الدولي مؤخرًا .

 وشدد المغازي في حوار خاص بـ"إرم نيوز" على ضرورة الاستمرار بمشروع قناة السويس الجديدة وتطويره لجني أرباح تعود بالنفع على الاقتصاد المصري، وتاليا نص الحوار.

 بحكم قربك من الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال حملته الانتخابية، كيف ترى الآن الوضع في مصر بعد مرور أكثر من عامين على توليه الحكم ؟

بداية، أود أن أقول إنني بحكم قربي من الرئيس السيسي خلال الحملة الانتخابية، فقد اطلعت على كثير من الأمور، والمشروعات القومية الكبرى، مثل قناة السويس الجديدة، وشرق بورسعيد، والمليون ونصف فدان، وشبكة الطرق القومية، وأنا أؤيد تلك المشروعات بغض النظر عمن يتحدثون عن الأزمة الاقتصادية الحالية، إلا أن الفترة الأخيرة قد شهدت شعور المصريين بالخلل، سواء كان تجاه أداء الرئيس، أو الحكومة الحالية برئاسة الدكتور شريف إسماعيل.

أنت ترى أن الأيام الأخيرة شهدت غضباَ شعبياً، ما السبب الرئيسي في ذلك برأيك؟

السبب الرئيسي هو الأداء الباهت لحكومة الدكتور شريف إسماعيل، بعد أن أظهر الواقع أنها حكومة عجوز، كما أن شريف إسماعيل ليس لديه أي حس سياسي، ويفقتد للرؤية السياسية، خاصة في ظل ارتفاع أسعار السلع، بما فيها التي لا تتعلق بالدولار وارتفاع سعره بالسوق السوداء، وبعد مرور قرابة العام على توليها الإدارة، نستطيع القول إنها حكومة عاجزة وفاشلة، ونحن كشباب لا يزل لدينا علامات استفهام كثيرة حول الإصرار على بقائها، فقد كان شريف إسماعيل، وزيراً غير ناجح، إنها حكومة فاشلة بامتياز.

 ما مدى خطورة استمرار تلك الحكومة على شعبية الرئيس؟

بصراحة شديدة، بقاء هذه الحكومة بقيادة شريف إسماعيل تمثل أكبر خطر على شعبية السيسي، لأنه في النهاية سيتحمل تبعية اختياره، رغم أن كل التوقعات لم تكن كذلك، إلا أن المفاجأة كانت في تجديد الثقة به لعرض حكومته على البرلمان، فالأمر ممزوج بالخطورة، وقولاً واحدا "شريف إسماعيل أكبر تهديد للسيسي وشعبيته".

 هل ترى أن اختيارات شريف إسماعيل للوزراء لعبت دورًا في ذلك ؟

بالتأكيد، والإشكالية تكمن في أن الحكومة هي حكومة موظفين، حتى شريف إسماعيل نفسه كان أقصى طموح له أن يكون وكيلاً لوزارة، فكان اختياره وزيراً للبترول، ثم رئيساً للوزراء أكبر خطأ، حيث تسيطر عقلية الموظف على أدائه، و90 من أعضاء الحكومة هي حكومة موظفين، لأن رئيسها يفتقد العقل السياسي والحس الاقتصادي.

 الجميع يتحدث عن المشاكل، ما الحلول من وجهة نظرك تجاه الوضع الاقتصادي الحالي؟

الحلول كثيرة، من بينها حتمية دراسة السوق الإفريقي للتصدير له، خاصة في ظل اتفاقية "الكوميسا"، ومصر وقعت على اتفاقيات عديدة تسمح بالتبادل التجاري، وإفريقيا مستقبل واعد لمن يسعى لاستغلال دولها، كذلك الطرق الصحراوية، لا يجب الاكتفاء بعمل الطرق وتركها دون التفكير فيما هو على جانب الطريق من توسعات عمرانية، ومناطق صناعية، ودعنى أقول لك إنه حينما كنت في حملة الرئيس السيسي قمت بعمل دراسة مؤكدة حول المباني المخالفة وحتمية تقنين أوضاعها في ظل عدم الاستفادة منها زراعياً، بعد تحويلها لكتل خرسانية، وإصرار المواطنين على إعادة البناء في استغلال واضح لثغرات القانون.

 ماذا تقول الدراسة؟

الدراسة أكدت أنه من السهل جمع 564 مليار جنيه من المباني المخالفة في ثلاث محافظات فقط هي القاهرة والجيزة والقليوبية، بل يسعى أصحاب تلك العقارات لتقنينها، ولا يتم ذلك، إلى جانب أن المباني تستخدم مياهًا وكهرباء وصرفًا صحيًا مجانًا، لعدم تقنينها، هل يعقل أن يكون في يدي هذا المبلغ ثم ألجأ للاقتراض من صندوق النقد، لا أعرف لماذا لا يفكر رئيس الوزراء خارج الصندوق، ولا يتم التعامل مع هذا الملف.

 أعرف أن هناك مشروعات في مرسى مطروح تعاني من الروتين الحكومي رغم الجدوى الاقتصادية منها؟

هذا صحيح، هناك مجموعة من الشباب، في منطقة المغرة جنوب مدينة العلمين بمحافظة مرسى مطروح، وهؤلاء الشباب يزرعون نباتًا يعرف باسم"الجاجوبا"، ويستخدم زيوتًا ناتجة منه في صناعة وقود الطائرات والبرميل منه يقدر بـ3 آلاف دولار، في حين أن برميل البترول الآن لا يتجاوز 45 دولارًا، ومع ذلك يواجه هؤلاء تعنتًا شديدًا، يتعلق بوضع اليد على الأرض رغم نجاحهم، في حين أن 94% من أراضي مصر صحراء، هل هذا منطق من حكومة فاشلة يقودها الدكتور شريف إسماعيل؟

كيف تنظر لتوجه مصر للاقتراض من صندوق النقد الدولي؟

خلاصة القول في هذا الأمر، أقول لك إن هذا القرض يمثل كارثة كبرى، ولن يجنى ثماره سوى المواطن البسيط، الذي يتحمل أعباءه، ولا يوجد شيء اسمه "مفيش شروط"، تعديل برنامج الحكومة أو خطة سداد القرض وآلياته هي شروط، ولا يجب أن نظل دائماً أسرى القروض، فهو أسهل طريق لحكومة ترفض بعض المعاناة في البحث عن موارد جديدة، مصر بها إمكانيات كثيرة، لكن تحتاج عقلية وإدارة واعية ورئيس وزراء يمتلك حسًا سياسيًا واقتصاديًا، وليس أحدهما، وأحذر من ارتفاع نسبة التضخم وغلاء الأسعار خلال الفترة القادمة.

 بصفتك نائب برلماني سابق..أين دور البرلمان تجاه ما يحدث وموقفه تجاه الحكومة الحالية؟

باختصار شديد جداً، الحكومة الحالية تأمن البرلمان رغم فشلها، لأسباب كثيرة، ولن أقول أكثر من ذلك، برغم صلاحية البرلمان تجاه الحكومة وإقالتها وسحب الثقة منها.

 البعض يوجه انتقادات لمشروع قناة السويس الجديدة، وحجم الإنفاق عليه في ظل الظروف الحالية كيف ترى ذلك؟

لا أتفق معهم، فرغم كل شيء، كان لا بد لمشروع قناة السويس الجديدة أن يتم، لأن التسويق وإعادة تحديث القناة أمر مهم، في ظل وجود مخططات لطرح طرق بديلة من قبل بعض الدول لقتل القناة، من بينها مشروع قناة تمر بالبحر الميت، وقطار لنقل البضائع عبر الدول وغيره، إذًا مشروع القناة كان لابد منه، هو مشروع قومي عظيم من الصعب الاختلاف عليه.

 هناك من يرى أن عودة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق لمنصبه أصبح ضرورة حتمية؟

أنا أؤيد ذلك، وما يدعوني للتأييد، هو أن الرئيس السيسي نفسه أصبح يعتمد على المهندس محلب، في كثير من الأمور، مثل المشروعات القومية، وعودة أراضي الدولة، وظهوره بشكل مستمر بجانب الرئيس، وأنا أقترح عودة المهندس محلب رئيساً للوزراء، لمدة عام، لحين ظهور رئيس وزراء آخر يتمتع بحس ورؤية سياسية اقتصادية، ولايجب أن ننسى بأن سعر الصرف للدولار، خلال فترة المهندس محلب ظل ثابتاً على 7 جنيهات فقط.

ما هي رؤيتك للسياحة في مصر وتراجعها خلال الفترة الأخيرة وكيفية عودتها؟

أولاً، أصدر الرئيس السيسي مؤخراً قراراً بتشكيل المجلس الأعلى للسياحة لإنقاذ السياحة، وكانت المفاجأة أن تشكيل المجلس تضمن وزراء مسؤولين هم سبب رئيسي في تراجعها بشكل وبآخر، وكان يجب أن يتضمن التشكيل في غالبية أعضائه أصحاب الخبرة وأصحاب شركات القطاع الخاص، للوقوف على حقيقة الأمور ومعالجتها، وفقًا لما يعانيه القطاع على أرض الواقع، لكن التشكيل جاء ليضم أعضاء الحكومة ليصبح المجلس هو الحكومة، كيف يأتي الحل بهذا الشكل؟!.

 ما رأيك في الدعوة التي أطلقها الدكتور عصام حجي، مستشار رئيس الجمهورية السابق بشأن إعداد فريق رئاسي لخوض انتخابات الرئاسة القادمة؟

في هذا الأمرين لي ملاحظتان، الأولى أن الحديث عن هذا الأمر مبكر جداً، مع الاحتفاظ بالحق الكامل في التعبير عن الرأي أو الحق في الترشح لمن ينطبق عليه الشروط، لكن يتبقى عامان على الفترة الأولى لرئاسة السيسي، والملاحظة الثانية أنه لا يجب أن تنطلق مثل هذه الدعوات من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إقامة الدكتور عصام حجي، هذا أمر غير مقبول، وسجال عقيم في الوقت الحالي.

 لو أنك بجانب الرئيس السيسي الآن كما كنت، بماذا تهمس في أذنه؟

أنصحه بإقالة الحكومة الحالية فوراً، خوفاً على شعبيته، والآمال والطموحات التي علّقها المصريون على اختياره، وهذا لا يمنع بأن غالبية المصريين لديهم ثقة في الرئيس، ويدعمونه ويقفون خلفه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com