لماذا يهدد أقباط مصر بالرحيل؟
لماذا يهدد أقباط مصر بالرحيل؟لماذا يهدد أقباط مصر بالرحيل؟

لماذا يهدد أقباط مصر بالرحيل؟

قال مراقبون متخصصون في الشأن القبطي، إن المسيحيين في مصر لم يتصوروا أن تكون الدولة هشة في الحفاظ على حياتهم وممتلكاتهم، ودور العبادة في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مؤكدين أن تراكم الأحداث التي شهدتها محافظات في الصعيد، وعلى رأسها المنيا وبني سويف في الشهر الأخير، أظهرت عدم وجود دولة القانون في المحاسبة.

 وأوضح مراقبون، أن ما يحدث من عدم تطبيق القانون، والوقوف الصامت أمام المعتدين على أملاك ودور العبادة الخاصة بالمسيحيين، وسط تراخ في ردود فعل الدولة، جعل الكثيرين يتحدثون عن الهجرة، مشيرين إلى أن هذه الهجرة متعلقة بالغضب من تصاعد وقائع الترصد بالأقباط في مناطق متفرقة، لاسيما بصعيد مصر.

وأشار هؤلاء، إلى أن تراخي الدولة يصب في القانون عبر بعض المسؤولين عن التشريع، الذين يتلاعبون بالدستور في تشريع وإقرار قانونين، هما دور العبادة الموحد، وقانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين، وهما قانونان سيكون تطبيقهما كفيلا بتطبيق دولة القانون في حرية العيش والحياة للأقباط.

وشهدت الأيام الماضية أحداثا لحقت بالأقباط، تتعلق بتعديات من متشددين، خاصة في محافظة المنيا، التي شهدت مقتل قبطي بسبب مشاجرة بين أطفال مسلمين ومسيحيين، وهي المحافظة التي شهدت منذ أسابيع تعرية مسنة مسيحية من متطرفين، بسبب ما تردد عن وجود علاقة بين فتاة مسلمة وشاب مسيحي، وأيضا شهدت محافظة بني سويف مساء الجمعة، هجوما على منازل للأقباط بمركز الفشن، إثر شائعة قيام قبطي بتحويل منزله إلى كنيسة.

عكس ما يقوله السيسي

وفي هذا السياق، قالت الباحثة المتخصصة في الشأن القبطي، وفاء وصفي، إن الأقباط يضعون ثقة كبيرة في "السيسي" منذ ثورة 30 يونيو، ووجدوا منه في مناسبات عدة أن مصطلح المصريين نسيج واحد، وبالطبع يدركون مساعي البعض للإيقاع بين المسلمين والمسيحيين، ولكن جميع الأقباط كانوا يطمئنون في وطنهم، من خلال تأكيد "السيسي" أن دولة القانون هي السائدة، وأنه لن ينجو مخطئ من الحساب، ولكن الأجهزة التنفيذية مازالت تعمل عكس ما يقوله "السيسي".

 وأشارت في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أن أحداث "الزاوية الحمراء"، التي شهدت أقوى فتنة طائفية في سبعينيات القرن الماضي، خيمت على المشهد الأخير مع خطاب "السيسي"، الذي يتوعد فيه بدولة القانون للمخطئين في الأحداث التي شهدتها المنيا، في حين أن القانون ذاته لم ينل من أحداث عدة آخرها قيام متطرفين بتعرية مسنة منذ أسابيع في المنيا.

 وقالت وصفي، إن دعوات الرحيل والهجرة من مصر، من جانب الأقباط، هي دعاوى مصاحبة للغضب من الأحداث، ولا يوجد أمر ممنهج لذلك، والأقباط يؤمنون بأن مصر وطنهم، وإذا كان هناك اتجاه من جانب البعض للهجرة، فهو أمر متعلق بالظروف الاقتصادية الموجودة أيضا عند مسلمين يبحثون، أحيانا، عن حياة اقتصادية أفضل بالهجرة.

تعطيل القانون

فيما أكد قس مسيحي في محافظة الجيزة، أن القانون غير موجود في اعتداء متطرفين على الأقباط، موضحا أن الدولة تحدثت من خلال الدستور عن حماية المسيحيين، سواء دور العبادة أم ممتلكاتهم وممارستهم الخاصة، في حين يماطل المسؤولون في عدم إقرار القوانين، التي تنهي ممارسات المتطرفين بحق الأقباط، لاسيما من خلال قانون دور العبادة.

وأشار القس -  الذي رفض ذكر اسمه - إلى أن هناك حالة من الإحباط داخل صفوف الأقباط، يزداد يوما بعد يوم، وتابع: "لا نتصور أن جهات تابعة للأمن والتنفيذيين يقومون بغلق كنائس في الصعيد لدواع أمنية منذ سنوات بسبب الظروف التي تحاصر بعض القرى، وسط مخاوف من تجدد صدامات بين مسلمين ومسيحيين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com