3 رسائل في زيارة وزير الخارجية المصري لإسرائيل
3 رسائل في زيارة وزير الخارجية المصري لإسرائيل3 رسائل في زيارة وزير الخارجية المصري لإسرائيل

3 رسائل في زيارة وزير الخارجية المصري لإسرائيل

توجّه وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الأحد، إلى إسرائيل محملاً بعدة ملفات ورسائل سياسية واقتصادية وأمنيّة هامة، تتعلق معظمها بالقارة الأفريقية، يأتي على رأسها ملف سد النهضة الإثيوبي، وملفات الأمن القومي، وجوانب اقتصادية استثمارية في القارة السمراء، التي باتت تمثل ملعبًا ومسرحًا كبيرًا بين دول الشرق الأوسط، خاصة مصر والكيان الإسرائيلي.

زياة سامح شكري تأتي في أعقاب زيارة تاريخية أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط المصرية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى دول أفريقية، اعتبرها مراقبون مصريون بمثابة تهديد للأمن القومي المصري، واتساع نفوذ الدولة العبرية في العمق الأفريقي الذي يمثل أمنًا قوميًا وسوقًا اقتصادية واعدة للدولة المصرية، فضلاً عن أخطر الملفات المثيرة للجدل حاليًا والمتعلقة بأزمة بناء إثيوبيا لسد النهضة.

زيارة متأخرة

الدكتور أحمد حماد، أستاذ الدراسات الإسرائلية بجامعة عين شمس، اعتبر أن زيارة سامح شكري لإسرائيل جاءت متأخرة عن موعدها، إذ كان يُفضّل أن تسبق تلك الزيارة الجولة الأفريقية لنتنياهو، لافتًا إلى أن القارة الأفريقية أضحت ملعبًا رئيس للمبارزة الإسرائيلية المصرية خلال الفترة الحالية.

وكان نتنياهو قد قام بجولته الأسبوع الماضي إلى أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا، والتقى أثناء وجوده في أوغندا بقادة دول أفريقية أخرى، هي جنوب السودان وتنزانيا وزامبيا.

ويعتبر نتنياهو هو القائد الإسرائيلي الثاني الذي يقوم بزيارة تاريخية لأفريقيا بعد تلك التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، للمغرب، للقاء الملك المغربي الراحل الحسن الثاني العام 1993.

 سد النهضة

حماد شدد في اتصال هاتفي مع "إرم نيوز"، على أن مفتاح سد النهضة الإثيوبي أصبح في تل أبيب، وأن حل الأزمة كان يتوجب التوجه إلى تل أبيب كأحد اللاعبين الرئيسيين، وهو ما تأخرت عنه القاهرة، معتبرًا أن زيارة سامح شكري تأتي تحت مسمى وصفه بـ"إنقاذ ما يمكن إنقاذه"، بشأن هذا الملف، وأيضًا محاولة لـ"جس النبض" ومعرفة مدى سيطرة إسرائيل على القارة الأفريقية، وهل يمكن لمصر تحجيم هذا الدور، وهل سيكون للقاهرة دور في مشاركة إسرائيل في تلك الحالة؟.

وبشأن النتائج المتوقعة للزيارة، أشار أستاذ الدراسات الإسرائيلية إلى أنها "قد تؤتي ثمارها"، وهو ما يعتمد في الأساس على استجابة الجانب الإسرائيلي، وهو ما اعتبره متوقعًا في ظل احتياج إسرائيل لمصر من خلال ترعة السلام التي تنقل مياه النيل إلى الجانب الإسرائيلي، وبالتالي لن يكون من مصلحة إسرائيل تأزيم الموقف.

سباق استثماري بأفريقيا

وأضاف، أن الملفات الاقتصادية ستكون أيضًا على رأس زيارة سامح شكري لإسرائيل، لافتًا إلى أن الاقتصاد الأفريقي أصبح من الاقتصادات الواعدة، وأن إسرائيل تراهن على اقتحامه بقوة وهو ما حدث مؤخرًا بالفعل، وبالتالي نحن أمام سباق استثماري، مشددًا على ضرورة أن يكون لمصر تواجد في أفريقية أعلى من التواجد الإسرائيلي.

وتمثل أفريقيا مسرحًا للتسابق الاستثماري، باعتبارها أنجح الاقتصادات نموًا، إذ أن السنوات الماضية، شهدت تضاعف الاستثمارات الداخلية في أفريقيا ثلاث مرات لتصل إلى أكثر 182 مليار دولار، كما يمثل المستثمرون الدوليون الآن نحو نصف إجمالي الاستثمارات الجديدة فى أفريقيا.

عملية سلام مُرجأة

وحول الملف الثالث المتعلق بدفع علمية السلام في الشرق الأوسط، قال "حماد" إن عملية السلام مجمدة حاليًا وأفضل حال لها التجميد في ظل ملفات أخرى أكثر حيوية، متابعًا: "عملية مرجأة حاليًا، والجميع مدرك أن إسرائيل تلعب على منطق أن أفضل الأوضاع هو الوضع الراهن، فهي تحاول محاصرة مصر سياسيًا واقتصاديًا في أفريقيا، إذ صبحت الساحة الأفريقية هي الملعب الرئيس حاليًا".

الدكتور محمد أبو غدير، أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر، اتفق مع سابقه بأن الزيارة تأتي انعكاسًا سريعًا لزيارة نيامين نتنياهو إلى دول حوض النيل، واستدراكًا من القاهرة للدور السياسي والعملية السياسية، التي تعتمد على المصالح المشتركة بغض النظر عن اتهامات التطبيع المتداولة إعلاميًا.

أبو غدير، قال في اتصال هاتفي لـ"إرم نيوز"، إن القاهرة تغافلت خلال السنوات الماضية عن لعب السياسة مع الخصوم، لكنّها استدركت الموقف سريعًا، مستشهدًا بالعلاقات بين روسيا وأمريكا وبعض الدول التي لا تتقاطع في الأهداف المشتركة لكنّها لم تنحي السياسية جانبًا في علاقتهما وفق مبدأ المصالح المشتركة.

أفريقيا وسيناء تقاطع مصالح

وأضاف، أن الحديث سيدور حول تطمينات بشأن المصالح المصرية في أفريقية، مقابل المصالح الإسرائيل وأمنها القومي خاصة في ظل التهديدات القادمة من سيناء، لافتًا إلى أن مصر تنظر إلى إسرائيل من مفهوم أوسع يتعلق بجماعات الضغط المرتبطة بإسرائيل في الغرب وليس فقط تل أبيب.

وشدد على أهمية التعاون المصري الإسرائيلي في منطقة سيناء، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والأمنية لمحاصرة المخاطر التي تهدد البلدين، منوهًا بأن إسرائيل أبلغت مصر في مرات عديد بمعلومات تتعلق بأنفاق تصل بقطاع غزة وتهدد الأمن القومي المصري.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية في وقت سابق اليوم الأحد عن توجه سامح شكري إلى إسرائيل في زيارة وصفتها بـ"الهامة"، تستهدف توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية/الإسرائيلية، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية.

توقيت هام

وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن زيارة شكري إلى إسرائيل تأتي في توقيت هام، بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأهمية التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يحقق حلم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، والسلام والأمن لإسرائيل.

وأكد أن وزير الخارجية المصري، سيجري محادثات مطولة خلال الزيارة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من شأنها تناول العديد من الملفات المرتبطة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com