السيسي  وأوباما .. لقاء دون موعد
السيسي وأوباما .. لقاء دون موعدالسيسي وأوباما .. لقاء دون موعد

السيسي وأوباما .. لقاء دون موعد

ما يزال الغموض سيد الموقف فيما يتعلق بلقاء قمة محتمل بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي باراك اوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكانت القاهرة أعلنت قبل أسبوع عن عقد لقاء قمة بين السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي في نفس المناسبة الأممية، غير أنها التزمت الصمت بشأن تساؤلات الصحافة و تكهنات المراقبين حول قمة الرئيسين المصري والأمريكي، فيما لم يصدر البيت الأبيض بيانا ينفي أو يؤكد التقارير الإعلامية التي ترجح عقد اللقاء.

ويحظى اللقاء المحتمل باهتمام إعلامي خاص نتيجة تدهور العلاقات مؤخرا بين القاهرة وواشنطن على خلفية تجميد المساعدات الأمريكية العسكرية لمصر، فضلا عن رفض السيسي دعوة وجهها إليه الرئيس أوباما لحضور القمة الإفريقية ـ الأمريكية في واشنطن مؤخرا و إيفاده رئيس الوزراء إبراهيم محلب بدلا منه.

ومن ناحية تبدو الأجواء بين البلدين أكثر نضجا لعقد القمة بالنظر على سبيل المثال إلى توالي الوفود الرسمية من الكونغرس إلى القاهرة ولقائها السيسي في اجتماعات مطولة تمتد أحيانا عدة ساعات.

واللافت أن خمس زيارات تمت في غضون شهرين فقط من تولي الرئيس المصري الجديد مقاليد الحكم ما يعكس رغبة أمريكية في التعرف عن قرب على توجهات الحكم الجديد في مصر وقطع الطريق على انتهاء التحاف الاستراتيجي بين القاهرة والعم سام، حيث لا ترغب واشنطن في عودة روسيا إلى مناطق النفوذ الأمريكي التقليدي في الشرق الأوسط.

وصدرت عن الإدارة الأمريكية عدة إشارات مؤخرا تتضمن ما يمكن أن يطلق عليه " بدايات تطبيع العلاقات بين القيادة المصرية الجديدة والبيت الأبيض "منها تصريح المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية بأن بلادها ترى أن الرئيس السيسي هو رئيس منتخب يسعى لتحقيق التحول الديمقراطي في مصر. ومنها إعلان البنتاغون عن قرب تسليم مصر عشر طائرات مروحية من طراز أباتشي كان الجيش المصري قد طلبها لأهميتها الشديدة في حربه على المجموعات الإرهابية في سيناء، وعندما تلكأ الجانب الأمريكي في التسليم، قام السيسي بزيارة وصفت بـ "التاريخية" إلى روسيا في ظل تقارير تؤكد أنه عقد صفقة سلاح ضخمة مع موسكو في إطار سياسة جديدة هي التنوع في مصادر تسليح القوات المصرية.

ويعزز من فرص عقد القمة بين السيسي و أوباما حاجة الولايات المتحدة الشديدة للجهود المصرية في الائتلاف الدولي الموسع الذي أنشاته لمواجهة تنظيم داعش، فيما تؤكد القاهرة أنها تدعم أي جهد دولي ضد الإرهاب باعتبارها هي نفسها تخوض حربا شديدة ضده وكانت من أوائل دول العالم التي حذرت مرارا من خطر توافد المقاتلين الأجانب إلى المنطقة.

لكن من ناحية أخرى لا تعني المؤشرات سالفة الذكر أن عقد اللقاء بات مرجحا بشكل نهائي، فمن الصعب حقا على المتابع توقع الخطوة القادمة للسيسي الذي اكسبه عمله السابق مديرا للمخابرات الحربية ثم رئيسا للأركان، فوزيرا للدفاع، قدرا كبيرا من السرية والكتمان والرغبة في الاحتفاظ بأوراقه غامضة حتى اللحظة الأخيرة.

كما أن تسليم مروحيات الأباتشي سوف تكون خطوة حاسمة في عقد اللقاء من عدمه، إذ يصعب تصور أن يلتقي السيسي أوباما دون أن يتم التسليم الفعلي لتلك المروحيات، إلا إذا جرى الاتفاق مسبقا على أن يعلن عن يوم التسليم أثناء لقاء القمة بين الزعيمين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com