جدل كبير بشأن دعوة تمثيل اليهود في البرلمان المصري
جدل كبير بشأن دعوة تمثيل اليهود في البرلمان المصريجدل كبير بشأن دعوة تمثيل اليهود في البرلمان المصري

جدل كبير بشأن دعوة تمثيل اليهود في البرلمان المصري

تسببت مطالبة الداعية السلفي المصري "أسامة القوصي"، بشأن تعيين "ماجدة هارون"، رئيسة الطائفة اليهودية في مصر كنائبة بالبرلمان، في ردود فعل واسعة في الأوساط الإعلامية والثقافية المصرية، فضلا عن شبكات التواصل الاجتماعي.

ويرى "القوصي" أن ثمة ضرورة في وجود تمثيل ليهود مصر بالبرلمان، نظرا لكون مصر نسيجا واحدا، تشكل من خيوط متنوعة ومتشابكة، من المسلمين والمسيحيين واليهود"، على حد قوله، فيما يرى معارضوه أن تعيين "هارون" نائبة في البرلمان من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، هي خطوة ستكون بلا جدوى، ولا سيما وأنه لا توجد فعليا طائفة يهودية لتمثلها، فضلا عن فتح المجال لطوائف أخرى غير معترف بها للمطالبة بتمثيلهم في البرلمان.

وفي الوقت ذاته، يعتقد مؤيدو الدعوة التي أطلقها الداعية السلفي أنها تأتي في إطار التأكيد على أن مصر ترفض التعصب، وتؤمن بتنوع الثقافات والتعددية. وعلى سبيل المثال، أكد الشاعر المصري الشهير "أحمد عبد المعطي حجازي" في تصريحات صحفية أن الخطوة تعني أن "اليهود ليسوا مضطرين للسفر إلى إسرائيل كي يتمتعوا بكامل حقوقهم، ويستطيع اليهود في مصر ممارسة نشاطهم داخل البلاد بحرية دون تضييق مع تمثيل لهم في البرلمان"، على حد قوله.

وفي المجمل يستند غالبية من أيدوا دعوة "القوصي" إلى مزاعم بأن وجود تمثيل للطائفة اليهودية في مصر يصب في مصلحة البرلمان المصري وصورته أمام العالم، بينما يستند غالبية المعارضين إلى حقيقة عدم وجود طائفة يهودية في مصر عدا عدد قليل للغاية لا يزيد عن أحد عشر شخصا، فضلا عن استحضارهم الدعوة التي كانت جماعة الإخوان قد وجهتها لليهود للعودة إلى مصر.

وكانت رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، قد أقرت العام الماضي أن عدد اليهود في مصر حاليا لا يتجاوز إحدى عشرة يهودية، وأنه لم يعد في مصر أي يهودي من الذكور، ما يعني أن الدعوة التي أطلقها "القوصي" لا تستند إلى معلومات حقيقية بشأن تلك الطائفة، والتي يعتقد البعض أنه من غير الممكن تعيين نائبة بالبرلمان لتمثيل مجموعة من النسوة، وأنه من الأولى توفير الرعاية لهن عبر الجهات المختصة مثل أي مواطن مصري آخر.

وتأتي دعوة "القوصي" في الوقت الذي تشهد فيه إسرائيل حالة من الزخم الكبير بشأن ما تقول إنها محاولات حصر أملاك اليهود التي تركوها في العالم العربي، مقدرة تلك الأملاك بحسب بعض الدراسات بقرابة 400 مليار دولار بحسابات اليوم.

وشهدت الأيام الأخيرة اتجاه إسرائيلي لتخصيص يوم احتفالي بذكرى ما تقول أنه "اضطهاد اليهود في العالم العربي"، على غرار ما يتعلق بيهود أوروبا، ومن يعرفون بالناجين من الهولوكوست، مدعية أن اليهود تعرضوا للاضطهاد ومصادرة ممتلكاتهم، وأن يهود مصر والعراق على سبيل المثال، عاشوا حتى بدء الحرب العالمية الأولى في ظل ثراء كبير، مقارنة حتى باليهود في أوروبا الشرقية، وأنه منذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948 تعرضوا للاضطهاد والتأميم ومصادرة ممتلكاتهم.

وقررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد الماضي تقديم امتيازات لليهود منذ ذوي الأصول المغربية والجزائرية والعراقية، لينضموا بذلك إلى من يطلق عليهم "الناجين من الهولوكوست"، في محاولة منها لترسيخ مزاعم تعرضهم للاضطهاد والتنكيل والعنصرية في بلدانهم التي هاجروا منها قبل عقود، في خطوة تتزامن مع فاعليات إسرائيلية عديدة شهدتها الفترة الماضية، وسط حديث عن اتجاه لمطالبة تلك الدول بمليارات الدولارات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com