مصر.. "الكلب المذبوح" يحيي قصيدة "كلب الست"
مصر.. "الكلب المذبوح" يحيي قصيدة "كلب الست"مصر.. "الكلب المذبوح" يحيي قصيدة "كلب الست"

مصر.. "الكلب المذبوح" يحيي قصيدة "كلب الست"

القاهرة- قبل 47 عاما كان يمر مصري بسيط أمام فيلا سيدة الغناء العربي أم كلثوم بحي الزمالك وسط القاهرة، فاعتدى عليه كلبها، وتقدم المواطن حينها بشكوى في قسم الشرطة، فتم حبسه.. هذه المفارقة التي سجلها الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم في قصيدة بعنوان " كلب الست"، أحيتها بقوة حادثة حبس 3 شباب مصريين على ذمة " ذبح كلب"، في سابقة هي الأولى من نوعها.

وأمرت نيابة أول شبرا الخيمة شمال القاهرة، الخميس الماضي، بحبس 3 أشخاص، بتهمة مخالفة القوانين المنظمة لعملية ذبح الحيوانات والتخلص منها بقتل حيوان مستأنس (كلب) 4 أيام على ذمة التحقيقات، لتحدث الواقعة حالة من الجدل المجتمعي، استدعيت فيها قصيدة الشاعر الراحل نجم، الملقب بـ "الفاجومي".

ويقول الفاجومي في قصيدته: "هيص (افرح) يا كلب الست هيص .. لك مقامك في البوليس (الشرطة).. بكرة (غدا) تتألف وزارة للكلاب ياخدوك رئيس (يتخذوا منك رئيسا لهذه الوزارة)".

وحكى الفاجومي في القصيدة بأسلوب ساخر تفاصيل الواقعة التي انتهت بحبس المواطن إسماعيل الذي تقدم بشكوى تفيد تعرضه للعض من كلب سيدة الغناء العربي أم كلثوم أثناء مروره بجوار الفيلا الخاصة بها في حي الزمالك بالقاهرة.

وبعد مرور 47 عاما على تلك الواقعة يتعرض مواطنون للعض من قبل كلب في منطقة شبرا الخيمة بالقاهرة، فيقررون على إثر ذلك تقديم شكوى لقسم الشرطة، لم يتم التعامل معها بجدية، فيقررون ذبح الكلب، ليلقون نفس مصير إسماعيل وهو الحبس.

وفي مقاربة بين الحالتين، قال أحمد حمدي (25 عاما) في تغريده على موقع تويتر: " القانون انتصر للكلب في الحالتين، سواء ثأر الإنسان لنفسه بذبح الكلب كما في الحالة الحديثة أو اكتفى بتقديم شكوى، كما في الحالة الثانية ".

والتفت خالد صفوت (30 عاما) إلى الفوارق الطبقية حتى بين الكلاب، وقال: "رغم أن القانون انتصر للكلب في الحالتين، إلا أن الموقفين كشفا أيضا عن الفوارق الطبقية بين كلب وآخر".

وتابع ساخرا : "كلب الست عقر شخصا، وأدخل هذا الشخص السجن، تكريما لصاحبة الكلب، وكلب شبرا الخيمة عقر أشخاصا، وتم ذبحه عقابا له، ثم تم عقاب المتسببين في هذا الحادث".

وأحدثت واقعة الذبح في حد ذاتها تعاطفا مع الكلب، وتفهم أغلب المصريين انتقادات الجمعيات المعنية بالرفق بالحيوان، لكن الاهتمام الكبير من قبل الإعلام وجمعيات الرفق بالحيوان، هو الذي خلق حالة من الجدل، استدعيت على إثرها قصيدة " كلب الست".

ونوهت القصيدة إلى أن الاهتمام بواقعة "كلب الست" عام 1968، جاء في إطار محاولة خلق قضايا تشغل الناس عن القضايا الأهم في حينها مثل تداعيات هزيمة 1967، وهو نفس الأمر الذي يحدث الآن، كما ذهبت بعض التعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي.

وقال أحمد الجندي (30 عاما): "مع رفضي الشديد لواقعة ذبح الكلب، لكن أحب أقول للإعلام، يا ليتكم تهتمون أيضا بحالات الأطفال التي تلقى حتفها بسبب الإهمال الطبي، وهي أرواح - أيضا - تستحق أن نولي اهتماما بها".

ووضع الجندي فيديو لسيدة تقتحم وقفة احتجاجية نظمتها جمعيات الرفق بالحيوان تنديدا بالواقعة، وقالت لهم وهي تحمل طفلها الرضيع: "ساعدوني في علاج ابني .. وهو روح - أيضا - مثل الكلب".

وتعود واقعة ذبح الكلب مع تقديم بلاغ من المتهم الأول المحبوس بقسم شرطة شبرا الخيمة (شمال القاهرة)، بتضرره من قيام شخص بترك كلبه بالطريق العام؛ ما تسبب في إصابة المبلغ وعقره.

وبحسب تصريحات لمصدر أمني، تحرر عن ذلك المحضر رقم 24122 جنح قسم أول شبرا الخيمة، وتم الاتفاق بين المبلغ والمشكو في حقهما على عقد جلسة صلح، على أن يتنازل المبلغ عن المحضر شريطة أن يقوم مالك الكلب بتسليمه لهم وذبحه".

وتابع المصدر الأمنى: "عقب تسلم الكلب قام المبلغ بالاستعانة بصديقيه وقاموا بتنفيذ ما تم عرضه على مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التليفزيون من ذبح الكلب بطريقة وحشية، وهي الواقعة التي شهدت ردود فعل واسعة قبل التحقيق فيها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com