ما حقيقة تحرك الجيش المصري باتجاه الحدود الليبية؟
تشهد الساحة الليبية حالة من الترقب خلال الساعات القليلة المقبلة، وسط رفض قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا، للمبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي،وتنتهي المهلة المحددة للقبول بها مساء الإثنين.
وتدور التساؤلات حول التطورات التي قد تطرأ في حال عدم قبول حكومة الوفاق بالمبادرة المصرية، خاصة في ظل ما تردد من أنباء عن تحرك قوات مصرية باتجاه الحدود مع ليبيا، خلال الساعات الأخيرة.
ورفض رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، اللواء كمال عامر، تناول أنباء تحرك قوات مصرية على الحدود الليبية، باعتبارها مسألة عسكرية بحتة لا يجوز الحديث عنها إعلاميا، مشددا على أن "مصر بشعبها وبرلمانها تدعم الأمن القومي الليبي لأنه جزء من أمنها القومي".
وقال عامر لـ"إرم نيوز" إن "ما يحدث في ليبيا تغييرات مقصودة هدفها استغلال الثروات هناك، سواء بترولية أو بالبحر المتوسط، ما يؤثر على تماسك الدولة الليبية"، مؤكدا أن "مصر تهدف إلى الوحدة السياسية للشعب والقيادة الليبية".
وأضاف عامر "أن الشعب الليبي يرتبط بنظيره المصري بعلاقات ممتدة، وحدود تصل إلى 1150 كيلو مترا، بالإضافة إلى امتداد الشعبين تجاه الآخر، مثل الامتداد بين قبائل مصر في مطروح بأعماقها إلى ليبيا"، منوها إلى أن "استقرار ليبيا ينعكس على مصر بالإيجاب... والحديث عن قتال مصري في ليبيا يصدر من قبل مجلس الأمن القومي فقط".
تحركات روتينية
لكن عضو مجلس النواب المصري عن محافظة مطروح الحدودية، مهدي العمدة، أكد أن هناك قوات مصرية تتحرك على الحدود بالفعل"، مستدركا أن "هذا يحدث بشكل دوري ولا علاقة له بالوضع في ليبيا".
وقال العمدة، لـ"إرم نيوز" إن "وجود قوات في هذه المنطقة، هو أمر روتيني"، مبينا أن "مناورة عسكرية أو مشروع حرب، يحدث في الجنوب البراني، خلال هذه الفترة كل عام.... الوضع هادئ تماما في مدينة السلوم الحدودية مع ليبيا، وأن الحياة تسير بشكل طبيعي كما هو معتاد".
من ناحيته، شدد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، اللواء يحيى كدواني، على أنه "يؤيد سياسة بلاده تجاه هذه الأزمة الليبية.
وقال كدواني لـ"إرم نيوز"، إن "الوضع في ليبيا يُدار بشكل تآمري للإضرار بالأمن والسلم في المنطقة، وسيكون هناك موقف رادع، مصر لن تتراجع عنه"، موضحا أن "الموقف الرادع يعتبر من أسرار الدولة، لكن سيكون هناك تدخل لحماية الأمن القومي المصري وليس فقط من أجل الخلاف القائم بين أطراف النزاع في ليبيا".
وشدد النائب على أن "مصر عندما تقول تفعل، وأي تدابير عسكرية أو تحرك للقوات له ظروفه، وهو شأن عسكري وله تحفظاته ولا يمكن طرحه قبل إطلاقه، فنحن نحمي الأرض ممن يعيثون فيها فسادا"، داعيا إلى "المحافظة على وحدة الشعب الليبي ووحدة أراضيه ومنع كل ما قد يضر به".
شهود عيان
في السياق، قال شاهد عيان من منطقة السلوم الحدودية: "نشاهد قوات وسيارات تحمل مدرعات، وتمر من المكان خلال تلك الفترة، شايفين حركة غريبة، لكن منعرفش الوضع في إيه بالضبط، والناس في المنطقة مش عارفة إيه اللي بيحصل"، وفق تعبيره.
وقال الشاهد لـ"إرم نيوز"، إن "الوضع تغير بعض الشيء، لكن هذه منطقة حدودية، ووارد يكون في أي شيء أو دوريات لتأمين المكان أو خلاف ذلك الله أعلم".
