الأزهر يعدل المناهج الدينية لتعزيز قيم التسامح
بدأت نتائج جهود لجنة مراجعة المناهج الدينية بالأزهر الشريف بهدف تنقيتها من الفتاوى المتشددة والأحكام الفقهية التي يساء تفسيرها تظهر على الأرض سواء بالمعاهد و الكليات المختلفة، بالإضافة للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية من التعليم الأزهري.
وقالت مصادر باللجنة إن هناك عمليات تعديل واسعة شملت حذف أبوابا كاملة وتعديل أخرى بهدف تعزيز قيم التسامح والمواطنة وعدم النظر بدونية إلى الأقليات المسيحية في البلاد العربية أو اضطهادهم استنادا إلى مفاهيم إسلامية مغلوطة، مشيرة في تصريحات إلى شبكة "إرم" الإخبارية إلى حذف آراء فقهية - على سبيل المثال – تذهب إلى "وجوب جز رأس المسيحيين حتى لا يتشبَّهوا بالمسلمين، وألا يركبوا الخيل بل يركبوا الحمير دون سرج، فضلا عن وجوب ألا يبدأهم المسلم بالسلام، ولا يهنئهم ولا يعزيهم، وإذا قابلهم في الطريق يضيقه عليهم؛ حتى يدفعهم إلى السير في أضيقه، كما أنه لا يجوز بناء كنيسة لهم في ديار المسلمين".
ولفتت المصادر إلى حذف كذلك أبواب الرق والعبيد وملك اليمين "حيث لم تعد تلك القضايا موجودة أصلا على الساحة حاليا" مع تكثيف الأحاديث والآيات التي توصي بأهل الكتاب خيراً و تدعو إلى التسامح والرحمة مع الأقليات الدينية.
وفيما يتعلق بأبواب الجهاد واعتبار الأقليات المسيحية كافرة، والدعوة إلى قتال الدول غير الإسلامية كما ظهر مؤخرا في مقاطع فيديو لـ"داعش"، أشارت المصادر إلى أن تلك الأبواب لا يمكن حذفها، حيث أن الجهاد في حد ذاته قيمة إسلامية سامية، لكن اللجنة تعمل على إدخال تعديلات كبيرة عليها بحيث ينضبط مفهوم الجهاد ولا يساء تفسيره، مشددة على أن التعديل سيحمل مزيداً من التأكيد على أن الجهاد إنما شرع للدفاع عن الوطن ولدرء المخاطر عن المسلمين وليس لاستباحة دماء غيرهم.
