خبراء يضعون استراتيجية الرد المصري على مذبحة "داعش"
خبراء يضعون استراتيجية الرد المصري على مذبحة "داعش"خبراء يضعون استراتيجية الرد المصري على مذبحة "داعش"

خبراء يضعون استراتيجية الرد المصري على مذبحة "داعش"

أكد خبراء عسكريون ومتخصصون في الشأن الليبي ضرورة اعتماد الرد المصري على جريمة تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي ذبح 21 مصريّا في ليبيا، مساء الأحد، على إطارين؛ الأول يتمثل في معاقبة التنظيم المسلح وإلحاق أضرارًا بالغة بعناصره على المستوى البشري والعتاد، والثاني أن يتسم الرد بالحكمة لتجنب تعرض الأمن القومي المصري للخطر من قبل تنظيم منتشر بأغلب الدول العربية.

ودعا الخبراء السلطات المصريّة بدراسة خطط عسكرية عربية مشتركة بديلاً عن تحرك مصري وحيد لضمان تحقيق نتائج إيجابية في صالح القضاء على تلك الجماعات المسلحة التي تتخذ أيضًا من شبه جزيرة سيناء مقرًا لها، بعدما أعلنت ما تُسمى "ولاية سيناء" مبايعتها لزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي وتبني عمليات عسكرية ضد القوات المسلحة المصريّة.

من جانبه، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء أحمد عبدالحليم، أن رد القوات المسلحة المصرية على الجريمة التي ارتكبها تنظيم "داعش" في ليبيا سيكون قاسيًا بخلاف الطلعات الجوية صباح الاثنين، لافتًا إلى أن الجيش المصري يمتلك خبرات قتالية تجعله قادرًا على ملاحقة الجماعات التي تعتمد على حروب العصابات التي لا تتخذ إطارًا تنظيميًا.

مهام مقاتلات "رافال"

وأشار عبدالحليم في تصريحات خاصة لشبكة "إرم" الإخبارية، إلى أن القوات المسلحة المصريَّة، كان لديّها بعد نظر عندما بدأت مشاورات التعاقد على شراء صفقة الطائرات المقاتلة الفرنسية "رافال"، حيث سيتم استخدام تلك المقاتلات لتنفيذ ضربات جوية ومهام عسكرية لأهداف بعيدة المدى داخل المناطق الإقليمية التي تهدد الأمن القومي المصري، لاسيما أن الجيش المصري كان بحاجة إلى تلك المقاتلات التي تطير إلى آلاف الكيلو مترات.

وتوقّع الخبير العسكري أن تكون أولى مهام المقاتلات الفرنسية تجاه أهداف لتنظيم "داعش" داخل الأراضي الليبية بالتنسيق مع الجيش الوطني الليبي، لافتًا إلى أن التعاون العسكري بين القوات المسلحة المصرية ونظيرتها الليبية سيكون مهمًا خلال الفترة المقبلة لإمداد سلاح الجو المصري بمعلومات جغرافية تتعلق بمناطق تمركز الجماعات المسلحة في الأراضي الليبية.

وأكد عبدالحليم ضرورة أن يتسم الرد المصري على تنظيم "داعش" بالدقة والحسم الشديدين حتى لا يتعرض الأمن القومي المصري للخطر، لاسيما أن التنظيم الإرهابي يمتلك جماعة له في منطقة سيناء المكتظة بالمسلحين، مشددًا على ضرورة ألا تنشغل القوات المسلحة بمواجهة تلك التنظيمات بالدول العربية عن مواجهة التنظيمات في الداخل، مع الاحتفاظ بقدر من الحيطة لكون تمركز الجماعات المسلحة في الدول العربية كليبيا واليمين يتماس مع الأمن القومي المصري.

"عمليات عسكرية خاطفة"

ومن جانبه، طالب السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري وسفير مصر في ليبيا سابقًا، بضرورة تكوين قوة عربية مشتركة تقودها القوات المسلحة المصرية لتنفيذ "عمليات عسكرية خاطفة" داخل الأراضي الليبية لضرب أهداف لتنظيم "داعش" أو تأمين إجلاء الجاليات العربية، رافضًا في الوقت نفسه تواجد قوات أجنبية أو عربية داخل الأراضي الليبية.

وأشار خلاف في تصريحات خاصة لشبكة "إرم" الإخبارية إلى ضرورة أن تجمع القوة العسكرية العربية المشتركة المعلومات الكافية من الأطراف الليبية الوطنية والجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، قبل شن الهجمات على مواقع المتشددين، لافتًا إلى ضرورة أن يكون للقوات المسلحة أطراف ميدانية لجمع معلومات بشأن المصريين المختطفين، لاسيما بعد الأنباء الواردة عن احتجاز مجموعة من الصيادين المصريين مؤخرًا.

وأضاف السفير المصري السابق بليبيا أن السلطات المصرية لن تستطيع تنفيذ مهامها إلا من خلال التعاون الميداني مع الأطراف الليبية القبلية، نظرًا لخروج معظم المناطق الليبية عن سيطرة الدولة والحكومة الشرعية التي يرأسها عبدالله الثني.

استراتيجية بعيدة المدى

إلى ذلك، طالب اللواء عبدالمنعم كاطو الخبير الاستراتيجي والعسكري بضرورة أن يتغلف الرد المصري بصوت الحكمة حتى لا تتورط السلطات المصرية بفتح جبهات صراع متعددة مع الجماعات المسلحة في الشرق والغرب، لاسيما أن تنظيم "داعش" أصبح متواجدًا في مناطق عديدة من البلدان العربية.

وأشار كاطو إلى أن الرد العربي على انتشار التنظيمات المسلحة بشكل عام وليس "داعش" تحديدًا يحتاج وقتًا واستراتيجية بعيدة المدى، وليس ردًا وقتيًا على مقتل عدد من المصريين، لافتًا إلى أن الرؤية العربية الموحدة ستكون حلاً مثالية للقضاء على التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com