الروح الثورية تسيطر على عروض المسرح المصري

ظل المسرح المصري يعاني من أزمات عديدة طوال السنوات الماضية، وتفاقمت الأزمات بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، حيث تسبب عدم الإستقرار الأمني في إغلاق المسارح لفترة طويلة، لكن بدأ المسرح المصري يستعيد نشاطه مرة أخرى، بعروض يغلب عليها الطابع الثوري، حتى وإن كان بعضها لا يتعرض للثورة بشكل مباشر.

فعلى خشبة المسرح القومي يجري تقديم عرض "بحلم يا مصر"، تأليف نعمان عاشور وإخراج عصام السيد، وبطولة علي الحجار ومروة ناجي، وتدور المسرحية حول رائد التنوير في مصر الشيخ رفاعة الطهطاوي، وثورته ضد الجهل والتخلف، فيما سيبدأ خلال أيام عرض مسرحية "باب الفتوح" على خشبة مسرح بيرم التونسي بالإسكندرية، وهي من تأليف محمود دياب وإخراج فهمي الخولي، وبطولة يوسف شعبان ومحمد رياض، وتدور أحداثها حول مجموعة من الشباب يعيدون كتابة التاريخ ويتخيلون فارسا معه دستورا يحكم من خلاله بكل ما يحلم به الشعب.

ومن المنتظر أن يتم رفع الستار خلال أيام قليلة عن عرض "غيبوبة" تأليف محمود الطوخي وإخراج شادي سرور، وبطولة أحمد بدير ومحمد الصاوي وياسمين جمال، وتدور أحداثها حول مواطن بسيط يتعرض لطلق ناري يوم 25 يناير 2011 ويدخل في غيبوبة لا يفيق منها إلا قبل ثورة 30 يونيو بأيام قليلة، وتتعرض المسرحية لفترة حكم جماعة الإخوان، كما يستعد المسرح العائم لإستقبال عرض "أنا الرئيس"، تأليف يوسف عوف وإعداد وإخراج محسن رزق، وبطولة سامح حسين وحنان مطاوع، وتكشف أحداثه بشكل كوميدي الفساد الموجود في أحد الهيئات الحكومية.

وتبدو الحالة الثورية التي تسيطر على عروض المسرح المصري لافتة لأنظار المتابعين للحركة المسرحية، لكنهم يعتبرونها إفرازا طبيعيا للوضع السياسي في مصر حاليا.

وأكد المخرج عصام السيد، أن اختيار نص "بشير التقدم" المأخوذ عنه عرض "بحلم يا مصر"، يعود إلى أنه من المهم إعلاء قيم الحب والجمال والعلم والثقافة في مواجهة التخلف والتطرف، موضحا أن رفاعة الطهطاوي كان من أبرز المدافعين عن الهوية المصرية.

وقال السيد: "العرض كما يوحي اسمه يحمل أحلاما لمصر التي ولدت من جديد بعد ثورتين، والحالة الثورية بالتأكيد موجودة في العرض، لأن رفاعة الطهطاوي قاد ثورة مهمة ضد الجهل وكان من الداعمين لحرية الرأي والتفكير".

وأشار المخرج شادي سرور إلى أنه من المهم تقديم عروض تتعرض لما واجهه الشعب المصري خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن عرض "غيبوبة" يتناول بشكل ساخر العديد من المشاكل التي مر بها المجتمع مؤخرا، إضافة إلى التعرض لظاهرة الألتراس الخاصة بمشجعي كرة القدم، والتي ظهرت بوضوح أثناء الثورة.

وأوضح سرور أن ظهور حالة ثورية في العروض المسرحية شيئا طبيعيا، لأن المسرح لا يمكن أن ينفصل عن المجتمع، بل يسعى دائما لتقديم نبض الشارع، مشيرا إلى أن الجمهور في كثير من الأحيان يسعى لمعرفة وجهة نظر الفن في القضايا المطروحة على الساحة.

من جانبه، قال الفنان يوسف شعبان: "ما حدث في مصر خلال السنوات القليلة الماضية جعل جميع طوائف الشعب المصري تتابع الشأن السياسي، وبالتالي فمن المنطقي أن تتضمن العروض المسرحية حالة ثورية مثل التي موجودة في المجتمع، فالفن الذي لا يعبر عن نبض الشارع يعتبر فنا مزيفا".

وأشار شعبان إلى أن وجود أكثر من عرض مسرحي يتعرضون لقضايا تهم الوطن من الأشياء الإيجابية، لأن ذلك يعني أن المسرح المصري بدأ يستعيد قوته من جديد.