الأزهر يحذف "نصوص التشدد" من مناهجه

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد دعا مؤسسة الأزهر مرارا إلى القيام بما وصفها ب " ثورة تصحيح " ضد الخطاب الديني المتشدد ، منتقدا شيوع نصوص لا تعبر إلا عن اجتهادات فردية في عصور سابقة ومع ذلك يتم تقديسها حاليا .

وشدد الدكتور شومان – في تصريح لشبكة إرم الإخبارية - على أن المقررات الدراسية بمراحل التعليم الأزهري المختلفة، لا تحتوي إلا على الفكر الديني الوسطي الذي يتسم بالاستنارة و التسامح ، غير أن بعض النصوص القليلة قد تسربت إلى تلك المقررات، وتتسم بعدم مناسبتها لروح العصر كما تحتوي على آراء تجاوزها الزمن، لاسيما فيما يتعلق بالعلاقات بين الدول و قواعد معاملة الأسري وأصحاب الديانات الأخرى، مشيرا إلى أن جماعات متطرفة باتت تتخذ من هذه النصوص مبررا لممارسات عنيفة و إقصائية تخالف صحيح الدين، زاعمة أنها تستند إلى مرجعية دينية اقرها الأزهر .

و يحدد متخصصون في الشأن الأزهري كتب "الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع"، و "الاختيار لتعليل المختار" و "الروض المربع في زاد المستقنع"، و "الشرح الصغير" المقررة على طلبة مرحلتي الثانوية و الإعدادية، باعتبارها أكثر الكتب الأزهرية احتواء على أراء وفتاوى تاريخية توصف بالـ" صادمة ".

وأوضح وكيل الأزهر أن جميع النصوص المثيرة للجدل لن يتم تدريسها ضمن المقررات الدراسية هذا العام رغم استمرار وجودها بالكتب في النصف الثاني من العام الدراسي الحالي، بينما سوف تخلو منها كتب العام القادم، مشيرا إلى أن لجان مراجعة المقررات تصل الليل بالنهار، في ساعات العمل المتواصل حتى أن كثيرا من أعضاءها يضطرون إلى المبيت داخل مشيخة الأزهر .

وقال إن فضيلة الإمام الأكبر يتابع عمل اللجان بنفسه و لا يدخر وسعا في محاربة الفكر الديني المتطرف بلا هوادة، مؤكدا على وجود عدة خطط وبرامج عملية لزرع الفكر الوسطي المعتدل، وغرس روح الانتماء داخل نفوس الأجيال الجديدة، مثل تنظيم رحلات مدرسية لطلبة الأزهر إلى مواقع الجيش و الشرطة، وإطلاق قناة تلفزيونية أزهرية و تكثيف القوافل الدعوية بالقرى و المدن النائية ، فضلا عن مشروع دار الإفتاء المتنقلة .