مقابر "الوفاء والأمل".. سر "بقيع الإخوان" المدفون بها محمد مرسي
مقابر "الوفاء والأمل".. سر "بقيع الإخوان" المدفون بها محمد مرسيمقابر "الوفاء والأمل".. سر "بقيع الإخوان" المدفون بها محمد مرسي

مقابر "الوفاء والأمل".. سر "بقيع الإخوان" المدفون بها محمد مرسي

يدعي بعض أنصار جماعة الإخوان المسلمين، أن المقبرة التي دفن بها الرئيس الأسبق محمد مرسي، باتت مزارًا لمؤيدي الجماعة من داخل وخارج مصر منذ زمن.

وقالوا إن للمقبرة كرامات وجثامين من دفنوا فيها من مرشدي الجماعة مازالت كما هي ولم تتحلل حتى الآن، بجانب ادعائهم بأن طاقة من النور تخرج من المقابر في كل مرة يقومون فيها بدفن جثمان أحدهم.

أحد المنشقين عن الجامعة ويدعى طارق البشبيشي قال "تعد مقابر الوفاء والأمل أشهر المقابر التي يدفن فيها الإخوان المسلمون".

وأضاف أن مرسي لم يكن الأول الذي يدفن في المكان ذاته، ولكن يوجد عدد من مرشدي الإخوان دفنوا في هذه المقابر منهم مهدي عاكف، المرشد العام الأسبق لجماعة الإخوان.

مكانة المقابر لدى الجماعة

وأوضح البشبيشي في تصريحه لـ "إرم نيوز" أن مصطفى مشهور، المرشد الخامس للإخوان المسلمين وأحد منظريها ومفكريها، والذي توفي في 29 أكتوبر عام 2002، دفن في مقابر "الوفاء والأمل" أيضًا.

ولفت إلى أن مقابر الوفاء والأمل أو مقابر المرشدين لها مكانة كبيرة لدى الجماعة، لذا دائمًا يزعمون بأنها تحل بها كرامات بداية من خروج "طاقة نور"، وحتى عدم تحلل أجساد الموتى من أعضاء الجماعة.

الباحث في شؤون الحركات الإسلامية عمرو فاروق، لفت إلى أن المقابر التي دفن بها الرئيس الأسبق مرسي، دفن بها جثامين كل من المرشد الثالث للإخوان عمر التلمساني، الذي توفي عام 1986 عن عُمْر ناهز 81 عامًا، والمرشد الرابع للإخوان، محمد حامد أبوالنصر، عقب وفاته عام 1996 عن عمر ناهز 83 عامًا.

حكر على صفوة الإخوان

وقال فاروق  إن مقابر "الوفاء والأمل"، حكر على صفوة الإخوان وقياداتهم، فمنذ تأسيسها لم يُسمح بأن يدفن فيها غير قيادات التنظيم الخاص، ومشايخ الرعيل الأول الذين عاصروا حسن البنا وسيد قطب.

الراويات التي كشف عنها مؤخرًا، على حد قول عمرو فاروق، أشارت إلى أن الدكتور محمود عزت، رفض بشدة تنفيذ وصية، الدكتور سناء أبوزيد، عضو مجلس شورى الجماعة، وأحد إخوان جيل السبعينيات، بأن يدفن بجوار عمر التلمساني، بـ"مقبرة المرشدين"، عقب وفاته عام 2008، لولا استجداء ابنته أسماء وتوسط عدد من قيادات الإخوان، خاصة عائلة الحداد، التي تربطها به علاقة نسب ومصاهرة.

وتابع: "في 8 أغسطس 2005، أصدر مكتب الإرشاد قراره بفتح مقابر الوفاء والأمل، وتجهيزها لدفن زينب الغزالي، الزعيمة الروحية لـ (قسم الأخوات)، منذ عهد حسن البنا"، مضيفًا: "أصدر مكتب الإرشاد قرارًا آخر بفتح المقابر التي دفن بها مرسي، لدفن أمين عام الجماعة الأسبق، وسكرتير مكتب الإرشاد، المهندس إبراهيم شرف، زوج الدكتورة مكارم الديري ومرشحة الإخوان للبرلمان عام 2005 عن دائرة مدينة نصر، بعد أن وافته المنية في لندن، في سبتمبر 2000".

استغلال سياسي وديني

وأكد الباحث، إنه لم يمر حدث متعلق بجماعة الإخوان إلا وتم استغلاله سياسيًا ودينيًا بما يخدم أهداف التنظيم ومشروعه، سعيًا للتأثير في الدوائر المحيطة به، وتوسيع قواعد الاستقطاب.

وأشار إلى أنه جرت العادة الإخوانية على تحويل  مراسم دفن قياداتهم ومرشديهم، إلى سباق لبث قصصهم المنسوجة بحرفية شديدة، لمخاطبة الوجدان والعاطفة الدينية، نظرًا لكون هناك قاعدة كبيرة من المصريين تتأثر بفكرة الكرامات والأولياء.

ونوّه إلى أن هناك الكثير من الشائعات التي يروجها الإخوان، مثل أن مقابر مرشديهم وقياداتهم تشع نورًا، وأن أجسادهم باقية وحية، ولم تتحلل، كأجساد الأنبياء والشهداء، على رأس تلك المشاهد، “مقبرة المرشدين”، التي يوظفها الإخوان سياسيًا وفكريًا، ويطلق عليها داخل التنظيم “مقبرة الخالدين”، ترسيخًا لفكرة استحقاق الشهادة.

الحذر في تناول الكرامات

ويعقب على ذلك مصدر أزهري، بأنه  لا بد أن يُتناول مسألة الكرامات والتجليات الربانية بحذر وفهم صحيح، فإنه قد يقع لبعض أهل الضلال من خوارق العادات ما يظنه الجاهل أنه من الكرامات، وإنما هو من تلبيس الشياطين.

واستكمل الشيخ الأزهري في تصريح لـ "إرم نيوز": "حدود الكرامة وضابطها، بل ووقعها، مما اختلف فيه، من أهل العلم فمنهم من يرى بأن النواميس الكونية والكرامات لا تتحقق إلا للأنبياء وحدهم، منكرين بذلك كرامات الأولياء الخارقة للعادة كبيرة كانت أو صغيرة".

ويواصل: "يرى البعض الآخر بأن الكرامات قد تقع لأهل الصلاح ولكن ليس بتلك الطريقة التي تكون للأنبياء كإحياء الموتى أو الكلام في المهد كسيدنا عيسى ابن مريم، أو خلق طير من الطين، أما عما يدعيه جماعة الإخوان فيقول بأن وزر إدعائهم إن كان زورا عليهم".

يذكر أن هذه المقابر جرى تأسيسها في عهد المرشد الثالث، عمر التلمساني، بناء على فكرة من مصطفى مشهور حينها، الذي قام عام 1985، بشراء مقبرة على مساحة 120 مترًا، على أطراف القاهرة في مقابر"الوفاء والأمل"، في مدينة نصر، وتضم  (3) عيون رجالي، و(3) عيون حريمي.

وملكية مقابر "المرشدين"، تؤول إلى المرشد الخامس، مصطفى مشهور، نظرًا لاستحالة تسجيلها في الأوراق الرسمية باسم جماعة الإخوان، على أن مسؤوليتها في عهدة مكتب الإرشاد، ولا تدخل في ميراث أسرته عقب وفاته.

وتوفي الرئيس الأسبق محمد مرسي، أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، أثناء محاكمته بتهمة التخابر ضد دولته، وبعد وفاته وانتهاء الإجراءات القانونية، قامت السلطات المصرية بدفنه بمقابر "الوفاء والأمل"، بمدينة نصر، وذلك بعد رفضها دفنه بمقابر عائلته بمسقط رأسه بالشرقية؛ لدواع أمنية كما صرح بذلك محامي الرئيس الراحل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com