صور.. المسرح القومي المصري "تحفة" تعود للحياة
صور.. المسرح القومي المصري "تحفة" تعود للحياةصور.. المسرح القومي المصري "تحفة" تعود للحياة

صور.. المسرح القومي المصري "تحفة" تعود للحياة

استعاد المسرح القومي المصري بريقه بعد انتهاء عمليات الترميم التي استمرت حوالي 6 سنوات والذي افتتحه السبت، رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، ووزير الثقافة الدكتور جابر عصفور.

يقع المسرح القومي (مسرح وتياترو الأزبكية) بحديقة الأزبكية، ولهذا الموقع تاريخ طويل مرتبط بفن المسرح ورواده، حيث كان مكان حديقة الأزبكية بركة الأزبكية نسبة للأمير أزبك اليوسفي المملوكي، والذي أنشأ قصره على ضفافها وتبعه العديد من الأمراء في بناء قصورهم الفاخرة والزاهرة مستمتعين بالمنظر الجذاب للبحيرة، وما يحيطها من خضرة.



وفي عصر الدولة العثمانية، كثرت أماكن عرض خيال الظل على ضفاف البحيرة وكانت من الأماكن المميزة التي ينشدها المصريون ليلاً، وبعدها أنشأ الفرنسيون عام 1799 إدارتهم خارج القاهرة على ضفاف البركة بعد ثوره القاهرة.



وتبع ذلك إنشاء العديد من المسارح منها مسرح لنابليون أنشأه للترفيه عن الجنود ولكن تم حرقه وتدميره أثناء ثورة القاهرة وأعاد بناء المسرح الجنرال (مينو) وأطلق عليه مسرح (الجمهورية والفن) وكان موقعه بغيط النوبي قرب مركز البركة وتم إزالته وهدمه بعد جلاء الفرنسيين.

الخديوي إسماعيل

في عام 1870 أمر الخديوي إسماعيل بتحويل بركة الأزبكية إلى حديقة على غرار حديقة لوكسمبورج بباريس، حتى أنه استورد نفس أنواع وأعداد الأشجار الموجودة بالحديقة الباريسية. وأسند المهمة إلى مسيو لشفياري مفتش المزارع الخديوية والأميرية، وتم افتتاحها رسميا عام 1872 وكانت على مساحة 18 فدان، وعلى مقربة من حديقة الأزبكية، أنشأ إسماعيل دار الأوبرا الملكية عام 1869 وأعدها لاستقبال ضيوف قناة السويس، كما أنشأ في الحديقة مسرحاً صغيراً، والذي شغله مسرح يعقوب صنوع رائد المسرح المصري.



وكان بمثابة أول مسرح وطني ليقابل ويواجه مسرح الطبقة الأرستقراطية، كما كان هذا المسرح مقصد الفرق الأوروبية التي تزور مصر لتقدم عروضها للأجانب المقيمين بها.

وشيد تياترو حديقة الأزبكية سنة 1920 فى نفس موقع تياترو الأزبكية القديم من حديقة الأزبكية جنوب شرق الحديقة، تم افتتاحه رسميا للجمهور الأول من يناير(كانون الثاني) سنة 1920.

وقام بتصميم المسرح وتنفيذه المهندس فيروتشي الإيطالي الجنسية، والذي كان يشغل منصب مدير عام المباني السلطانية، وصمم المسرح من الداخل وفقا للتصميم المعماري الذي كان سائداً في ذلك العصر، من ناحية الصالة البيضاوية على هيئة حدوة فرس وكان تصغيراً لتصميم مسرح الأوبرا الملكية المصرية، وتم تصميم العديد من المسارح على غرار هذا المسرح.

الطراز العربي

ويرجع فضل اختيار الطراز العربي للتصميم المعماري للمبنى إلى طلعت حرب الذي أنشأ في نفس العام بنك مصر على نفس الطراز والزخرفة المعمارية العربية.

في سنة 1935 أسست وزارة المعارف الفرقة القومية، برئاسة الشاعر خليل مطران وسمي المسرح على اسم الفرقة سنة 1958، وفي بداية تأسيسها اتخذت الفرقة من مسرح دار الأوبرا مكاناً لعروضها، وذلك حتى 1941 حيث تم الاتفاق مع شركة مصر للتمثيل والسينما على أن تقدم الفرقة عروضها على مسرح حديقة الأزبكية، وذلك بعد ضمها لوزارة المعارف والتي كانت تتبعها شركة مصر للتمثيل والسينما في نفس الوقت.

ومنذ بداية عهدها وضعت الفرقة القومية أسس المسرح الجاد الهادف والذي تعاقب على قيادتها العديد من عمالقة فن المسرح في مصر والذين قدموا، ليس فقط مسرحيات عالمية بل ملاحم مصرية، لا تقل عن مثيلتها الأوربية حبكة أو مضمون هادف بناء.

مراحل التطوير

مر على مبنى المسرح القومي عدد من مراحل التطوير، بدأت في عام 1940 عندما قررت الفرقة القومية ان تشغله وفيها تم تعديل خشبة المسرح وتغيير الآثاث بالصالة بالكامل وفرش الأرضية بالسجاد وإصلاح المداخل، وبعدها هناك نقطتان هامتان في مسار حياته المعمارية، الأولى هي التجديدات التي تمت عليه في سنة 1960 والتي تمت بعد إنشاء مسرح القاهرة للعرائس سنة 1959، والثانية سنة 1983، حيث تم تجديد المسرح.

وفى مساء يوم 27 سبتمبر(أيلول) سنة 2008 تعرضت خشبة المسرح وصالة العرض لحريق هائل ألحق أضراراً بالغة بجميع عناصر مبنى المسرح، وبعد رفع مخلفات الحريق قررت وزارة الثقافة إجراء مشروع ترميم وتطوير متكامل للمسرح القومي، ليعود وبقوة لأداء دورة فى الحياة الفنية وبتجهيزات وإمكانات القرن الحادي والعشرين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com