إسرائيل... النساء على طريق السلام
إسرائيل... النساء على طريق السلامإسرائيل... النساء على طريق السلام

إسرائيل... النساء على طريق السلام

امتد الموكب لمئات الأمتار. فعلى جانب الطريق، بين محطة السكك الحديدية والكلية الأكاديمية في سديروت، وهي بلدة صغيرة في جنوب إسرائيل، سارت نحو 750 امرأة على الأقدام بخطى حازمة. وقد زمر لهن سائقو السيارات دعما لمسيرتهن. نساء تجمعن في حركة مدنية وكان من بينهن ناشطات يساريات، جاليا، وأمل، وبابيلون، وماري لين ... للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.



"ولدت الحركة عند لحظة عملية "الجرف الصامد"، وهي العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضدغزة خلال هذا الصيف، تقول ماري لين سمادجة، الباحثة في جامعة تل أبيب.

وحول أهداف هذه الحركة تضيف ماري لين "ولدت هذه الحركة من الحاجة لمنع حرب قادمة، ومن الإرادة التي نملكها نحن النساء جميعا في أن نحيا حياة طبيعية، يملؤها الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي ".


في هذا السياق تشير صحيفة لبيراسيون الفرنسية إلى أن التبادلات بين النساء بدأت أوّلا على شبكة الإنترنت: فمن خلالها بدأت النساء يتبادلن الحديث عن إحباطهن ورغبتهم في التغيير، وهكذا ولدت من هذا التواصل على الشبكات الاجتماعية الواسعة حركة "النساء يعملن من أجل السلام". وبسرعة هائلة انضمت مئات النساء في خلال بضعة أسابيع، إلى هذا التوجه النسوي الجديد. وكثيرات منهن التقين لأول مرة في القطار الذي انطلق يوم الثلاثاء من نهاريا (في الشمال) في اتجاه سديروت التي وصلها القطار في فترة ما بعد الظهر، على حافة صحراء النقب.


تتكون الحركة من أغلبية ناضجة، من النساء اليهوديات ممن يصوتن لليسار، ولكن في الحركة مكونات أخرى "قوتنا تكمن في قدرتنا على استقطاب النساء من جميع الآفاق والانتماءات السياسية، من اليهود، ومن العرب، ومن المتدينين ومن العلمانيين" تقول ماري لين سمادجة. نقطتنا المشتركة أننا نريد السلام، ونطالب بالعودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة".

وتقول الناشطة بابيلون الباز التي تصف نفسها بأنها من "الوسط" أن النساء بإمكانهن أن يحدثن الفرق "لأنهن أقل أنانية. فهن أمهات، ويملكن القدرة على الحوار. أنا نفسي كان لي ابن في غزة هذا الصيف، وكان الأمر صعبا للغاية".

أما جاليا كريمر، وهي من اليساريات فقد تأثرت هي الأخرى بالنزاع الأخير. فهي تسكن في أحد الكيبوتزات، إذ يواجه منزلها الحقول التي تمتد إلى الأفق. وعند نهاية هذه الحقول يقع قطاع غزة. فعندما اندلعت أزمة الأنفاق التي بنتها حماس بين غزة وإسرائيل بدأت جاليا تخشى وصول المهاجمين إلى منزلها واقتنعت بأن الحوار السياسي هو الطريق الوحيد المؤدي إلى السلام، وسارت هي أيضا إلى سديروت.

وتضم الحركة حوالي 10٪ من العرب الإسرائيليات. ومن بينهن أمل ريحان التي تقيم في يافا. ففي رأي أمل أن "هناك قوة كامنة في النساء، وعلينا نحن النساء أن نطالب باتفاق سياسي، وبالسلام".


ويبقى السؤال تقول الصحيفة، أي نوع من الاتفاق تريده هؤلاء النساء. "الحكومة لا تلبي تطلعات الأغلبية، تقول ماري لين سمادجة. إن ما نتفق حوله نحن النساء جميعا أننا نريد دولة ذات حدود واضحة، وأن يكون هناك فصل مع الفلسطينيين، البعض منا يرين أنه ينبغي أن يتم ذلك من خلال اتفاقيات ثنائية، والبعض الآخر يرين أنه يجب البدء في مناقشات إقليمية مع المملكة العربية السعودية وبلدان أخرى في الشرق الأوسط. إن ما هو مؤكد هو أننا لن نتوقف عن حركتنا هذه قبل أن يكون هناك اتفاق سياسي حقيقي ومسؤول".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com