تنامي ظاهرة التنمر بالمدارس يثير تخوفات في مصر (فيديو)
تنامي ظاهرة التنمر بالمدارس يثير تخوفات في مصر (فيديو)تنامي ظاهرة التنمر بالمدارس يثير تخوفات في مصر (فيديو)

تنامي ظاهرة التنمر بالمدارس يثير تخوفات في مصر (فيديو)

تسود حالة من الغضب العام قطاعًا كبيرًا من أولياء الأمور القلقين على مستقبل أبنائهم في مصر بعد تنامي ظاهرة التنمر في المدارس بشكل كبير وحصدها الضحية تلو الأخرى.

والتنمر هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة، وقد يأخذ أشكالاً متعددة كنشر الإشاعات، أو التهديد، أو مهاجمة الطفل المُتنمَّر عليه بدنيًّا أو لفظيًّا، أو عزل طفلٍ ما بقصد الإيذاء أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ.

وعلى الرغم من الحملة التي أطلقتها منظمة "يونيسيف" للتوعية ومكافحة ظاهرة "التنمر بين طلاب المدارس"، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمجلس القومي للطفولة والأمومة بداية العام الدراسي الجاري، إلا أنه خلال أسبوع واحد وقعت 4 حوادث بين الانتحار ومحاولة التخلص من الذات.

حالات انتحار

ففي منطقة كرموز بالإسكندرية، أقدمت طالبة تدعى إيمان صالح، على الانتحار بإلقاء نفسها من العقار محل سكنها بالطابق الرابع بسبب سوء المعاملة والتنمر منها من قبل زملائها والمشرفين بالمعهد الفني الصحي التابع لمستشفى جمال عبدالناصر الذي كانت تدرس به الطالبة المنتحرة.

وتركت الطالبة تسجيلًا صوتيًّا عبَّرت فيه عن معاناتها من الإيذاء النفسي الذي تتعرَّض له من قبل مشرفي المعهد، وتقول فيه ضمنًا: "كرهت المعهد والدراسة كلها من ساعة ما دخلت تمريض وأنا تعبانة نفسيا وطول الوقت في اكتئاب وتعبت والله يسخرون من شعري وأسلوبي وكل شيء".

الواقعة الثانية التي أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل هي طفلة تدعى "بسملة" في محافظة دمياط، التي تعرَّضت للتنمر من قِبل مدرس اللغة العربية في فصلها بسبب لون بشرتها، حينما طلب منها مدرس في مدرستها بسبب لونها الأسمر إعراب جملة "بسملة فتاة سوداء".

وبحسب رواية الطفلة، حينما أجهشت بالبكاء بسبب السخرية منها جلست ليفاجئها المدرس "أنا مقولتش اقعدي"، وبدأ في التهكم عليها بسبب بكائها، وعلى إثرها أمرت النيابة العامة بدمياط شمال بحبس المعلم 4 أيام على ذمة التحقيقات.

أما الثالثة فكانت من نصيب طفل 10 سنوات كاد يتخلص من حياته لولا تدخل والدته في اللحظات الأخيرة لإنقاذه بسبب التنمر.

ووثقت والدته عن طريق الصدفة، محاولة انتحار ابنها ذبحًا بالسكين بسبب تعرّضه للتنمر من قبل زملائه في المدرسة ووصوله لحالة نفسية سيئة.

وعرض الإعلامي المصري، معتز الدمرداش، مقطع فيديو، يرصد حوارًا صادمًا بين أم وابنها، وكان الطفل ممسكًا بسكين في يده، ويرغب في قتل نفسه، فجذبته منه وانهمرت بالبكاء.

وقالت الأم سميحة أحمد والدة الطفل يوسف نوفل، في مداخلة هاتفية ببرنامج " آخر النهار" المذاع على قناة " النهار" المصرية، إن نجلها لديه مشكلة في تخزين البول، وحينما طلب من المعلمة دخول الحمام رفضت رغم علم المدرسة بحالته الصحية، وحينما لم يستطع الطفل السيطرة على نفسه قضى حاجته داخل ملابسه في الفصل فسخر منه زملاؤه ودخل في حالة نفسية سيئة.

ودخلت سميحة في حالة من البكاء الشديد على الهواء، وطالبت بالتحقيق مع المعلمة، وأوضحت أنها لم تتخذ أي إجراءات قانونية لأنها تراعي الحالة النفسية لنجلها وترفض تردده على المحاكم وعرضه على الطب الشرعي.

وكذلك تعرض الطالب "إياد. أ. م. ح" بالصف الأول الثانوي بمدرسة الملك الكامل الثانوية، بمدينة المنصورة، للتنمر على يد عدد من زملائه الذين اضطهدوه وتعدوا عليه بالضرب بأجزاء متفرقة من جسده وبأماكن حساسة؛ ما دفع والدته إلى تحرير المحضر رقم 14896 جنح ثان المنصورة، اتهمت خلاله 12 طالبًا بالاعتداء على نجلها والتنمر ضدّه.

خبراء يشرحون

وقالت استشارية تعديل السلوك، شيماء طايل، إن التنمر بدأ يزيد بشكل طبيعي في الفترة الأخيرة، والأطفال نفسيتهم أصبحت غير متقبلة لذلك.

وأضافت طايل في مداخلة مع برنامج "بالقانون" المذاع على قناة "LTC" المصرية الفضائية، أن التنمر شبيه بالاكتئاب ويؤدي إلى الانتحار، ويجعل الطفل ينسحب ويبتعد عن المجتمع.

من جهته أوضخ مستشار الطب النفسي المصري، محمود أبو العزائم، إن ظاهرة التنمّر موجودة منذ فترة طويلة وتنتشر في المدارس نتيجة الاحتكاك بين الطلبة، لكن زادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بسبب إهمال الدور المجتمعي في المدرسة وزيادة المشاكل الأسرية.

وحول الأسباب، أضاف أبو العزائم في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن وسائل التربية الأسرية قديمًا كانت تمنع مثل هذه السلوكيات من الانتشار بين الأبناء، من خلال التربية على القيم والانضباط، لكن حينما فقد هذا الجانب زادت مشاكل الاضطرابات السلوكية بين الطلبة والتلاميذ في المدارس، إضافة إلى أن الفصول المدرسية لم يعد فيها انضباط سلوكي ولا تمارس فيها الرياضة ولا يوجد تقارب أو تفاهم بين الطلبة وانتشرت سلوكيات المكايدة والسخرية والاستهزاء التي تسبب "التنمر" وتصل لمشاكل نفسية قد تدفع للانتحار.

وعن الحل شدد أستاذ الطب النفسي، على تفعيل دور الأخصائي النفسي في المدارس لالتقاط هذه الحالات وتوجيه الأسر والمدرسة وعودتهما إلى دورهما كما في السابق.

استشارية الطب النفسي، شيرين الريس، أشارت إلى أن السبب الرئيس لتزايد ظاهرة التنمر يرجع إلى "تخاذل دور الأسرة في تثقيف الطفل وتوعيته تجاه العادات الموجودة في المدارس".

وأضافت أن الحل لمواجهة تلك الظاهرة هو مصاحبة ولي الأمر للطالب وإزالة الفجوة بينهما للتدخل وحل أي مشكلة تواجهه، لافتًا إلى أن أولياء الأمور يتركون أبناءهم لساعات داخل غرفهم، وهو ما يؤدي إلى إصابتهم بالاكتئاب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com