قيادات إخوانية تتبرأ من الجماعة في مصر.. انشقاقات أم مناورة سياسية؟
قيادات إخوانية تتبرأ من الجماعة في مصر.. انشقاقات أم مناورة سياسية؟قيادات إخوانية تتبرأ من الجماعة في مصر.. انشقاقات أم مناورة سياسية؟

قيادات إخوانية تتبرأ من الجماعة في مصر.. انشقاقات أم مناورة سياسية؟

أعلنت مجموعة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر "تبرؤهم" من التنظيم، الذي تصنفه القاهرة بأنه "منظمة إرهابية"، حيث تقدموا بمحاضر رسمية في أقسام الشرطة، مؤكدين "توبتهم"، وفقًا لمصادر أمنية.

وقال مصدر أمني لـ"إرم نيوز": إنّ "5 قيادات من عناصر تنظيم الإخوان حرروا محاضر رسمية في أقسام الشرطة التابعين لها في محافظة البحيرة شمال مصر، للتبرؤ من الجماعة".

ورأى خبراء ومتخصصون ذلك الموقف بأنه خطوة "تصحيح الأوضاع للقيادات الإخوانية التي انخدعت بفكر التنظيم خلال السنوات الماضية، حتى صدمت بالحقيقة الكاشفة بعد ممارسات الجماعة المتمثلة في العنف والإرهاب والاعتداء على الممتلكات وقتل الأبرياء"، لكنّ آخرين اعتبروها عمليات خداع يتبعها عناصر التنظيم الإخواني، خاصة أن بعضهم أعلن التوبة قبل ذلك ثم عاد ليهاجم الأجهزة الأمنية.

وأشار الخبراء إلى "الانشقاقات التي حصلت من قبل قيادات في التنظيم"، مطالبين جهاز الأمن الوطني بضرورة التأكد من صحة توبة المنشقين ومسعاهم الأساسي، فيما إذا كانوا جادين أو يحاولون الهروب وإبعاد أنظار الأجهزة الأمنية عنهم لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة.

وكشف القيادي الإخواني الدكتور وجيه أبو حليمة، والبالغ من العمر 55 عامًا، ويقيم بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، عن تحريره محضرًا برقم 3827 لسنة 2018، يتبرأ فيه من تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، كما تبرأ أيضًا القيادي الإخواني محمد محمود النمر، والبالغ من العمر 48 سنة، ويعمل مدرسًا، يقيم بمدينة دمنهور أيضًا من الجماعة، وحرر محضرًا رسميًا بذلك تحت رقم 3827 لسنة 2018.

كما أعلن القيادي الإخواني يحيى محمود الخوالقة، والبالغ من العمر 50 عامًا، ويعمل موظفًا بشركة مياه، تبرؤه من جماعة الإخوان الإرهابية، وحرر المحضر رقم 1493 لسنة 2018، وتبرأ الإخواني يوسف عبدالعزيز عطا، البالغ من العمر 48 عامًا، ويعمل مدرسًا، ومقيم بمركز إيتاي البارود، في محضر رقم 5083 لسنة 2018، والإخواني عاشور إبراهيم عكاشة، والبالغ من العمر 47 سنة، مقيم بمركز شبراخيت، وحرر محضر رقم 32 43 لسنة 2018.

خداع

بدوره، حذّر اللواء عمرو الزيات، الرئيس الأسبق لمحكمة القاهرة العسكرية، من عمليات الخداع التي لجأت إليها القيادات الإخوانية خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن عمليات تبرؤ بعض قيادات الجماعة خلال الفترة الأخيرة مشكوك فيها، خاصة أنها لم تأتِ إلا مع قرب تنفيذ الأحكام القضائية ورفض أغلب الطعون ضدهم، بما يجعل مصيرهم محتومًا إما إلى السجن أو إلى حبل الإعدام.

وشدد الزيات في حديث لـ"إرم نيوز" على ضرورة تتبع ومراقبة تلك العناصر العائدة من داخل التنظيم، وخاصة أن فكر الجماعة يصعب التخلص منه؛ لأنها لا تقبل أو تضم إليها أحدًا إلا بعد التأكد من نواياه كاملة وإيمانه العميق بفكر التنظيم، مشيرًا إلى أنه في حالة صدق نواياهم والتأكد من سلامتها سيسمح لهم بممارسة نشاطهم كأشخاص عاديين.

خطوة جيدة

وقال اللواء مجدي البسيوني، الخبير الأمني: إن "تبرؤ بعض قيادات الجماعة الإرهابية من التنظيم خطوة جيدة جدًا، ولكنها تحتاج إلى التأكد من صدقها والغرض من ورائها فيما إذا كانت توبة حقيقية أم عملية خداع وتمويه لتضليل الجهات الأمنية".

وشدد الخبير الأمني لـ"إرم نيوز" على ضرورة "إفساح المجال أمام جهاز الأمن الوطني والأمن العام للتأكد من صدق نوايا العناصر الخارجة من عباءة الجماعة، وفقًا للمحررات الرسمية التي تبرأوا فيها من فكر التنظيم الإخواني"، مشيرًا إلى "سقوط القناع عن وجه الجماعة خلال الفترة الأخيرة بما مثّل صدمة كبيرة لبعض القيادات والتنظيمات في المحافظات وبدأوا بإعادة الحساب، ولكن أيضًا لا يؤمن مكرهم وخداعهم".

ولفت إلى أن "هناك عناصر وقيادات إخوانية بارزة أعلنت توبتها ثم عادت إلى تبني الفكر المتطرف والمعادي للدولة المصرية"، كما أن آخرين أعلنوا توبتهم ثم عادوا ليهاجموا الدولة من قطر وتركيا.

وتبرأت عناصر إخوانية من الجماعة، خلال الفترات الماضية، وحرروا محاضر رسمية، وكان أبرزهم النائب البرلماني السابق محمد أحمد الجزار والذي حرر محضر رقم 406 إداري مركز شرطة إيتاي البارود، ومعتز شاهين، نجل شقيقة القيادي الإخواني محمد جمال حشمت النائب البرلماني السابق الهارب، في المحضر الذي حمل رقم 3065 لسنة 2018 إداري قسم شرطة دمنهور، والذي يعتبر من أبرز القيادات الإخوانية الشابة بالبحيرة.

كما تبرأ عاطف سعد السعدني القيادي الإخواني بمركز إيتاي البارود، الذي حرر محضر رقم 8048 إداري مركز شرطة إيتاي البارود، والقيادي الإخواني سليمان فرج خاطر بمركز دمنهور، والذي حرر محضر رقم 7571 إداري قسم شرطة دمنهور.

ورجحت مصادر أمنية وقتها إقدام قيادات جماعة الإخوان على تلك الخطوة بإرادتهم الحرة اقتناعًا منهم بزيف تلك الأفكار الظلامية التي اعتنقوها طوال السنوات الماضية، خاصة مع هروب الكثير من قيادات التنظيم إلى الخارج واستغلال شباب الجماعة في أعمال العنف ضد مؤسسات الدولة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com