السيسي وبوتين في تاسع لقاء.. محاولة تحريك ملفات راكدة أبرزها السياحة
السيسي وبوتين في تاسع لقاء.. محاولة تحريك ملفات راكدة أبرزها السياحةالسيسي وبوتين في تاسع لقاء.. محاولة تحريك ملفات راكدة أبرزها السياحة

السيسي وبوتين في تاسع لقاء.. محاولة تحريك ملفات راكدة أبرزها السياحة


تطرُق القاهرة، الاثنين، باب الدب الروسي، في محاولة لنفض الغبار عن ملفات راكدة بين البلدين، أبرزها السياحة، وفق خبراء.


وأعلنت الرئاسة المصرية، في بيان، بدء الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، زيارة إلى موسكو، تستمر 3 أيام، يلتقي خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين؛ لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث الملفات الإقليمية.


وأوضح بيان عن "الكرملين"، الخميس الماضي، أن بوتين والسيسي سيبحثان، الأربعاء، في منتجع "سوتشي" قضايا الساعة في الأجندة الدولية، بجانب توقيع وثائق مشتركة، لم يعلن عنها.


وتتفق مصادر سياسية مصرية وروسية على أهمية توقيت الزيارة وجدولها المتوقع، لاسيما أن مصر بحاجة لعودة السياحة الروسية التي تعثرت لنحو عامين، وكذلك سرعة إنهاء المنطقة الصناعية الروسية لزيادة الاستثمار الأجنبي ومواصلة التعافي الاقتصادي.


وفي فبراير/ شباط 2016، وقعت مصر وروسيا مذكرة تفاهم حول إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بمنطقة قناة السويس على مساحة مليوني متر مربع لتضم مشروعات لإنتاج جرارات زراعية ومنتجات بتروكيميائية.


وتوقع تقرير لوزارة التجارة والصناعة الروسية، منتصف العام الماضي، أن يبلغ حجم الاستثمارات في المنطقة الصناعية الروسية المزمعة نحو 4.6 مليار دولار بحلول عام 2035.


ويشير خبيران مصريان إلى أن الزيارة ستشمل - بخلاف عودة الطيران للمنتجعات السياحية بالبحر الأحمر - الحديث عن 4 نقاط أخرى مهمة منها التعاون العسكري والاقتصادي والأزمات في المنطقة، لاسيما سوريا، التي تتواجد فيها موسكو بقوة.


وبلغ حجم التبادل بين مصر وروسيا 4.1 مليار دولار خلال العام 2016، وسط دعوات من البلدين بالعمل على دفع وتعزيز التعاون الاقتصادي، بحسب إحصاءات رسمية مصرية.


 تقارب بعد تعثر 


وجرت بين بوتين والسيسي، 8 لقاءات سابقة كان الأول خلال عام 2014 حين زار السيسي موسكو بصفته وزيرًا للدفاع آنذاك ثم 3 زيارات رسمية وهو في سدة الحكم، وكان هناك زيارتان لبوتين إلى القاهرة، ولقاءان على هامش قمَّتين سابقتين للبريكس والعشرين.


وتنامت علاقات البلدين مع تولي السيسي السلطة في مصر، خلال يونيو/حزيران 2014، لا سيما على مستوى التعاون العسكري، لكن العلاقات شابها بعض التوتر عقب تحطم طائرة روسية تقل سياحًا بمنطقة سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015.


قبل أن تتحسن قليلًا بعودة حركة الطيران الروسي إلى العاصمة القاهرة رسميًّا في أبريل الماضي بعد توقف أكثر من عامين، لكن حركة الطيران المباشرة لم تعد إلى الوجهات السياحية على البحر الأحمر بشرم الشيخ والغردقة.


كما أعاد البلدان مشاورات "2+2" (بين وزيري الخارجية والدفاع في البلدين والتي تم تدشينها عام 2013)، عبر اجتماعين فى مايو/ أيار 2017، ثم أبريل/نيسان الماضي بالقاهرة حيث كان الاجتماع الأخير لها في موسكو.


وبينما لم تعلن مصر رسميًّا عن تفاصيل القمة المقبلة، نقلت وسائل إعلام روسية عن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، قوله إن الرئيس الروسي سيناقش مع نظيره المصري مسائل التعاون العسكري التقني، واستئناف الرحلات إلى المنتجعات المصرية.


 5 ملفات 


وقال عاطف سعداوي، الخبير في "مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية"، إن زيارة السيسي تشمل عدة ملفات على رأسها عودة الطيران للمنتجعات السياحية في البحر الأحمر.


ويضيف سعداوي، أنه لم يعد هناك مبرر أمام الجانب الروسي لتأخير إنجاز عودة الطيران المباشر إلى شرم الشيخ والغردقة، وستكون هناك مطالبات مصرية بضرورة حسم هذا الملف.


وبخصوص الملف الثاني، يشير إلى أنه يتناول التعاون العسكري سواء شراء أسلحة أو تبادل الخبرات عبر التدريبات العسكرية، إذ إن الزيارة ستجرى بالتزامن مع تدريب بين البلدين حول مكافحة الإرهاب.


كما تتناول الزيارة "مشروع الضبعة النووي"، الذي تستعد القاهرة لإطلاقه بالتعاون مع الجانب الروسي، بالإضافة إلى "التعاون الاقتصادي" الذي يشمل شقين الأول المنطقة الصناعية الروسية في قناة السويس، والثاني اتفاقية التجارة الحرَّة بين مصر والاتحاد الأوراسي.


وفي الـ 19 من نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وقعت مصر وروسيا اتفاقًا مبدئيًّا لإنشاء وتشغيل محطة الطاقة النووية في "الضبعة"، وتمويلها عبر قرض بقيمة 25 مليار دولار قبل أن يتم التوقيع على العقود النهائية خلال زيارة بوتين الأخيرة للقاهرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.


ويلفت إلى أن الملف الخامس يتعلق بالتنسيق في القضايا الإقليمية، وعلى رأسها سوريا، التي تعد موسكو رقمًا صعبًا فيها، وتملك العديد من مفاتيح الحل خاصة في ظل تطابق الرؤى، وكذلك الملف الليبي.


ويقول المحلل المصري، مختار غباشي، نائب رئيس "المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية "، إن موسكو محور رئيس لمصر مثل واشنطن.


ويشير إلى أن مصر لديها تعاون عسكري وثيق ومحاولات لتعزيز ملف السياحة، مؤكدًا أن "القمة تأتي في توقيت مهم وتحمل ملفات مهمة خاصة بعد زيارته للولايات المتحدة".


وزار السيسي نيويورك لحضور أعمال الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ 25 من سبتمبر/ أيلول الماضي حيث التقى العديد من القادة ورؤساء الدول بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


كما يعتبر أن اللقاء لن يخلو من الحديث عن الساحة السورية ومحاولة مصرية لقراءة متأنية للموقف الروسي المتعمق في سوريا.


وعادة ما تؤكد مصر أهمية الحلول السياسية للأزمة المتفاقمة في سوريا منذ عام 2011.



الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com