تصريحات البشير حول حلايب وشلاتين تؤجج الأزمة مع مصر
تصريحات البشير حول حلايب وشلاتين تؤجج الأزمة مع مصرتصريحات البشير حول حلايب وشلاتين تؤجج الأزمة مع مصر

تصريحات البشير حول حلايب وشلاتين تؤجج الأزمة مع مصر

أدت تصريحات أدلى بها الرئيس السوداني، عمر البشير، حول إمكانية اللجوء إلى الأمم المتحدة لحسم ملف "حلايب وشلاتين" العالق بين القاهرة والخرطوم، إلى تفاقم حدة التوتر في العلاقات بين العاصمتين.

وكان البشير قال في تصريحات صحفية، إن "بلاده ستحاول حل هذه القضية بالحوار والتفاوض مع القاهرة لعودة مثلث هذه المنطقة للسيادة السودانية"، مضيفا "لن تدخل السودان في حرب عسكرية مع مصر، لكن في حال رفضت القاهرة عودة المنطقة لن يكون أمام الخرطوم سوى اللجوء إلى التحكيم الدولي ومناشدة الأمم المتحدة التدخل لوضع الأمور في نصابها الصحيح وتجاوز مشكلة الحدود بين البلدين".

ووسط هذه النقاشات الحادة ردت السلطات المصرية بشكل عملي، حيث عينت اللواء وجيه مأمون رئيساً لمدينة حلايب وشلاتين، كما أسندت مهمة تنمية المدينة لرئيس الوزراء إبراهيم محلب، وتعكس هذه الخطوة اهتمام الحكومة المصرية بالمنطقة التي تُعتبر واحدة من الوجهات السياحية والاستثمارية، كما تدرس الحكومة توقيع اتفاقيات تسمح باستغلال الذهب والمنغنيز في المنطقة، من خلال الجهود المنسقة بين وزارة البترول والقوات المسلحة.

ويقول كمال الدين حسن، سفير السودان لدى مصر: "يجب أن نعترف بأن مثلث حلايب وشلاتين مشكلة تواجه الخرطوم والقاهرة، بسبب وجود تعارض في وجهات النظر بين البلدين حول أحقية كل منهما في المنطقة".

وأضاف "نأمل أن يحل هذا الصراع قريباً، وإعلاء قيم الأخوة بين البلدين، خاصة أن الرئيس عمر البشير عازم على اللجوء إلى التحكيم الدولي ومناشدة الأمم المتحدة لتسوية النزاع الحدودي على المنطقة.

من جانبه، يصف الدكتور هاني رسلان الخبير في الشأن السوداني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حديث الرئيس السوداني عمر البشير عن إمكانية التقدم بشكوى ضد مصر لدى الأمم المتحدة أو اللجوء إلى التحكيم الدولي لاستعادة منطقة حلايب وشلاتين، بأنها "مجرد هراءات".

ويؤكد رسلان أن البشير "يتعرض لضغوط داخلية وخارجية لإرباك مصر"، مشيرا إلى أن "النزاع بشأن السيادة على منطقة حلايب لدى الأمم المتحدة، قائم منذ السبعينات، ولا يوجد أي مبرر لتصريحات البشير سوى أنها للاستهلاك المحلي والدولي".

ومن جهته، يرى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن "خطوة التحكيم الدولي بين الخرطوم والقاهرة على مثلث حلايب وشلاتين ستؤدي إلى تصعيد اللهجة العدائية بين البلدين، كما أن الظروف المحيطة بالحكومتين المصرية والسودانية لا تسمح لأي منهما بفتح أي جبهات دولية لمناقشة قضية الحدود".

ويؤكد فهمي أن "كثيراً من المؤرخين السودانيين يعرفون أن بلدهم ليست على حق في ضم المنطقة إلى السيادة السودانية، فالحدود واضحة والخرائط التي يعتد بها النظام السوداني غير صحيحة".

بدوره، يقول الدكتور جمال شقرة مدير مركز الدراسات السياسية بجامعة عين شمس، إن "قضية الحدود بين مصر والسودان لا تثار إلا عندما تكون هناك أزمات بين البلدين"، متهما الرئيس السوداني بأنه "يريد افتعال أزمة مع القاهرة بعد أن هدد باللجوء إلى الأمم المتحدة والتحكيم الدولي في أزمة حلايب وشلاتين".

ويضيف أن "جهات أجنبية تريد توريط القاهرة مع جارتها الخرطوم من خلال إثارة القلاقل بين الشعبين".

ويقع مثلث حلايب وشلاتين على الجانب الإفريقي للبحر الأحمر، بمساحة 20.580 كم مربع، وبدأ النزاع بين مصر والسودان على المنطقة في 1958، بعد حصول السودان على الاستقلال والانفصال عن مصر، وظهرت الأزمة عام 2010، عندما اعتبرت السودان أن المثلث ضمن المناطق الانتخابية الواقعة تحت سيادتها، وردت السلطات المصرية بإدراج المثلث على مناطقها الانتخابية أيضا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com