خلافات داخلية أدت لتضارب بشأن زيارة البشير لمصر
خلافات داخلية أدت لتضارب بشأن زيارة البشير لمصرخلافات داخلية أدت لتضارب بشأن زيارة البشير لمصر

خلافات داخلية أدت لتضارب بشأن زيارة البشير لمصر

لم تكن تصريحات الرئيس السوداني عمر حسن البشير قبُيل زيارة مرتقبة إلى القاهرة، عفوية بقدر ما حملت من رسائل ضمنها لتكون مدخلاً لجولة المباحثات التي من المقرر أن يجريها الرئيس السوداني السبت المقبل في مصر.



ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب مصادر مصرية، الدبلوماسية المصرية بإجراء اتصالات بالجانب السوداني لاستنكار تلميحات البشير وتحديد أبعاد تلك التصريحات وتحديد أطر للحوار الذي سيجرى في القاهرة.

وأشارت مصادر دبلوماسية لشبكة إرم الإخبارية إلى أن الاتصالات التي جرت بين البلدين وضعت أسساً عدة تنطلق على أساسها مباحثات القاهرة المرتقبة، وعلى رأسها التعاون في القضايا المشتركة كحل أزمة سد النهضة، والتعاون الاقتصادي والاستثماري، لافتةً إلى أن الجانب السوداني يتفهم تماماً حساسية المرحلة التي تمر بها مصر، وهو ما يجعل الزيارة المرتقبة في موعدها دون تأجيل كما أشيع.

توتر غير مُعلن

وكانت مصادر مصرية رفيعة المستوى تحدث لـ "إرم" عن وجود توتر غير معلن للعلاقات بين البلدين قبيل الزيارة الرسمية للبشير إلى القاهرة لمناقشة عدة قضايا مصيرية مشتركة وعلى رأسها أزمة سد النهضة مع الطرف الثالث إثيوبيا، وآخر التطورات بشأن اللجنة المزمع تشكيلها من قبل البلدان الثلاثة "مصر والسودان وإثيوبيا" التي تضم خبراء دوليين لتقديم دراسات بشأن السد.

وعبر التضارب في التصريحات بشأن تأجيل زيارة البشير للقاهرة عن ما يجرى في الداخل السوداني، حيث ذكرت مصادر لشبكة إرم الإخبارية أن المسئولين السودانيين ما زالوا منقسمين حول الخيارات المطروحة للتعامل مع الملف المصري.

فما بين مؤيد وبشدة لإثارة القضايا الخلافية لحصول الجانب السوداني على حقه، بحسبه، وعلى رأسها قضية حلايب وشلاتين وبين من يرى الأمر غير مطلوب على الأقل خلال الفترة الحالية، ثم الفريق الثالث الذي لا يزال يرتبط وجدانه بدعم الجماعات الإسلامية.

الاختلاف السابق في وجهات النظر ألقى بظلاله على مستقبل زيارة البشير للقاهرة، حيث ذكر إبراهيم غندور، مساعد الرئيس السوداني، أن البشير أجل زيارته لمصر إلى نهاية الشهر الجاري بسبب الإعداد للمؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ، قبل أن يتراجع مرة أخرى ويؤكد أن الزيارة في موعدها السبت المقبل.

مكاسب اقتصادية

ويرى مسئولون سودانيون أن التعاون مع مصر من منظور اقتصادي أفضل بكثير من إثارة القضايا الخلافية بين البلدين، وهو ما دفع وزير الاستثمار السوداني، مصطفى عثمان للقول بأن زيارة البشير ستقطع شوطًا كبيراً بشأن إنشاء منطقة تجارة حرة مشتركة مع الخرطوم، لافتًا إلى أن إقامة تلك المنطقة ستكون على رأس القضايا المطروحة للمباحثات بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني خلال زيارة الأخير للقاهرة.

وأشار إسماعيل إلى أن التعاون الاقتصادي أهم لدى الجانبين من القضايا الخلافية التي تعتبر ظاهرة صحية في كافة المجتمعات، منوهًا بأن سلطات بلاده ترى في الانفتاح على دول الجوار اقتصاديًا أمرًا مطلوبًا خلال المرحلة الحالية.

وأوضح الوزير السوداني، أن بلاده أجرت الاستعداد للزيارة من خلال إعداد حزمة مشروعات لطرحها على المسؤولين والمستثمرين المصريين في مجالات زراعة القمح وأعلاف الحيوان وتوفير اللحوم وإنشاء الطرق والكباري.

فيما أوضح مصدر آخر، أن السطات السودانية فضلت الاقتصاد على التناحر السياسي أو جعل القضايا الخلافية محورا للتباحث، لافتًا إلى أن ثمة فصيل في السلطة السودانية يمتلك رؤية أخرى لمعالجة تلك القضايا، فيما لا يزال فريق يؤيد الجماعات المسلحة في الداخل الليبي.

مصير مشترك

تشارك السودان ومصر في المصير الواحد تجاه الأمن المائي للبلدين والمهدد من قبل إثيوبيا، يفرض على الجارتين العمل معًا لتجاوز الأزمة وعبور المرحلة بضمان الحفاظ على الحصة المائية لكليهما في نهر النيل وإثناء أديس أبابا عن موقفها تجاه سد النهضة.

وتشهد القاهرة، اليوم الأربعاء، جولة جديدة من مباحثات الدول الثلاث "مصر والسودان وإثيوبيا" بشأن سد النهضة، تزامنًا مع استمرار الجانب الإثيوبي في التمسك بموقفه بشأن بناء السد.

وتمثل منطقتا "حلايب وشلاتين" صداعًا في رأس السلطة في البلدين، بسبب نزاع قديم - حديث بشأن السيادة على المنطقتين، وهي أرض تحت السيطرة المصرية منذ عام 1995، بينما يردد السودان أنها جزء لا يتجزأ من أراضيه.

ومن المقرر أن يصل الرئيس السوداني القاهرة يوم 18 أكتوبر الحالي، في زيارة رسمية تستغرق يومين، وهي الأولى منذ تولي السيسي رئاسة البلاد، في يونيو الماضي، إثر فوزه في أول انتخابات رئاسية في أعقاب الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، في يوليو الماضي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com