ملح مستورد من مصر يهدد استخراج الملح في لبنان
ملح مستورد من مصر يهدد استخراج الملح في لبنانملح مستورد من مصر يهدد استخراج الملح في لبنان

ملح مستورد من مصر يهدد استخراج الملح في لبنان

أنفه (لبنان)- تشتهر بلدة أنفه في شمال لبنان منذ قرون بإنتاج الملح الذي يعمل فيه أهلها جيلا بعد جيل. لكن استخراج الملح في أنفه صار مهددا بالتوقف وتحول بعض الملاحات الباقية على ساحل البحر المتوسط في المدينة إلى شواطيء للاصطياف بعد بيعها لشركات التطوير العقاري لبناء منتجعات فيها.

وذكر خبير استخراج الملح المقيم في أنفه، جرجي ساسين، في تصريحات صحفية أن شواطئ المدينة الصخرية مواقع نموذجية لهذا الغرض.

ولا يقتصر احتمال التوقف عن إنتاج الملح في لبنان على أنفه وحدها، فقد قالت رئيسة هيئة التراث في أنفه، رشا دعبول، إن الحكومة ألغت الضريبة على الملح المستورد من مصر فأصبح سعره أقل من سعر المنتج المحلي.

وأضافت دعبول"هلق الملح عم بمر بمشاكل كثير كبيرة والمشاكل عمرها طويل وما راح نقدر نحلها بشكل سريع طبعاً. من أهم المشاكل اللي عم يمر فيها الملح هو أنه رفعت الضريبة عن الملح المصري بالتسعينات وها الشي خلاه يكون أرخص من الملح المحلي فصار المستهلك بفضل أنه يشتري الملح المصري أكثر من أنه يشتري الملح المحلي".

وتابعت "نحن عندنا خوف أنه تنقرض والمنتجين اللي بعدهم عم يشتغلوا لحديت (حتى) هلق هؤلاء بس لأنه حريصين على تراث مش لأنه عم تدر لهم جواهر. من زمان كان فيه كثير ناس بأنفه يعتاشوا من الملح. عمل إنجازات كثير كبيرة".

وعمل جون عيسى في استخراج الملح على شواطئ أنفه طول حياته، لكن القلق يساوره على إنتاج الملح في لبنان بعد أن اضطر هو نفسه إلى الاتجاه إلى العمل في طحن الملح المصري المستورد من أجل كسب الرزق.

وقال عيسى: "كل العالم جربت تترك لأنه ما عادت تنتج. الواحد ما عاد فيه يقضي عياله يعني. صرنا نشتغل بالملح المصري. الملح المصري بينطحن. بتيجي من مصر بكبها الكاميون (الشاحنة).. بتركب مطحنة تطحن. فيك تشتغل وفيك تبيع وبتربح. صارت الملاحات تخف وتخف. صرنا ها الوقت يعني. ما بقى فيه ملاحات. قليلة".

وصار العاملون في استخراج الملح في لبنان يخشون من توريث المهنة لأبنائهم بعد أن باتت مهددة بالتوقف تماما.

وأضاف عيسى "والله أنا أتمنى ها الصناعة الوطنية تمشي. بس هلق قلال اللي قادرين يمشوها. نحن كبرنا بالعمر وأولادنا تعلموا ومسافرين. ما بعرف.. أنا هلق عم بشتغل بالملح على طريقة خفيفة.. على قدر ما بأقدر أشتغل.. ما بقى فيني مثل الأول".

ولم يعد باقيا في أنفه من الملاحات إلا القليل وبعض الذكريات وبقايا الأجران التي صارت تصارع عوامل الطبيعة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com