صراع "الصقور" و"الحمائم" يشتعل بين الإخوان
صراع "الصقور" و"الحمائم" يشتعل بين الإخوانصراع "الصقور" و"الحمائم" يشتعل بين الإخوان

صراع "الصقور" و"الحمائم" يشتعل بين الإخوان

تعيش جماعة الإخوان في مصر حالة من الصراع المكتوم الذي بدأت أثاره تطفو علي سطح المشهد السياسي بالبلاد بين تيارين رئيسيين الأول يمثله ما يمكن أن نطلق عليه "الحمائم" أو الاصطلاحيون والثاني هو "الصقور" أو المتشددون.

ومن الواضح أنّ خسارة الرهان على عزلة النظام الحاكم في القاهرة دوليا والاحتفاء الشديد الذي قوبل به الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأمم المتحدة وتقدم أكثر من 40 رئيس دولة بطلب للقائه على هامش اجتماعات الجمعية العامة، عوامل ساهمت في تعزيز تيار الحمائم الذي بات يمثله نخبة من قيادات الصف الثاني بالإخوان أبرزهم د. محمد علي بشر، وزير التنمية الأسبق، الذي ينهج مع الدولة نهجا تصالحيا على عكس متشددي التنظيم ووافق مؤخرا على التعاون مع لجنة تقصي الحقائق المشكلة لبحث جرائم العنف التي وقعت علي هامش ثورة 30 يونيو.

ويعد، بشر، القيادي الإخواني الوحيد بالصف الأول للجماعة الذي لم يحاكم بتهمة جنائية، ولم يسافر خارج مصر، كما أنه معروف بهدوئه ودماثة خلقه ونبذه للعنف.

وفي مواجهة رموز تيار الصقور الذي يرفض المصالحة ويصر على التصعيد والعنف مثل خيرت الشاطر ومحمد بديع ومحمد البلتاجي وعصام العريان ممن يقبعون حاليا وراء الأسوار في محاكمات جنائية، انضم إلى تيار الحمائم ثلاث قيادات إخوانية خرجت مؤخرا من السجن هي علي فتح الباب، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة المنحل، ود. حلمي الجزار، أمين عام الحزب بالجيزة، وعبد المنعم عبد المقصود، محامي الجماعة.



وبحسب مصادر منشقة عن الجماعة، فإن الإفراج عن هذه القيادات التي لم يثبت إدانتها جنائيا يبعث بإشارة من السلطات حول رغبة الدولة في التحاور مع "رموز عاقلة" لم تتلطخ أيديها بالدماء وتنبذ العنف، وهو ما أكده د. محمد علي بشر في لقائه مع نخبة من شباب الإخوان مؤخرا، حيث قال بوضوح "التصعيد لم يعد في مصلحة الجماعة"، على حد تعبير المصادر.

والمعروف أن القيادات المفرج عنها تناصر فكرة التفاوض مع الدولة حفاظا على ما تبقى من "الجسم الاخواني" سليما بعيدا عن الملاحقة الأمنية والسجن والهروب خارج البلاد، كما تؤمن بأهمية النقد الذاتي والاعتراف بأخطاء التنظيم القاتلة في العام الذي تولى فيه الإخوان الحكم، وهو ما يرفضه جملة وتفصيلا تيار الصقور الذي يطلق عليه أيضا "القطبيون" نسبة إلى الأفكار المتشددة لسيد قطب، المنظر الأشهر في تاريخ الجماعة.

ويشتد الصراع – حسب مراقبين – بين تياري الصقور والحمائم على القيادات الميدانية الشبابية المنوط بها لتحريك المسيرات الأسبوعية، والكوادر الطلابية المختصة بإثارة العنف والشغب في الجامعات أو ما بات يسمى في أدبيات الإخوان "ثورة الطلبة" و "تسخين المشهد الجامعي".

وتشير الأحداث حتى الآن إلى استمرار غلبة تيار الصقور من حيث تحكمه في شباب الجماعة وهيمنته على مصادر التمويل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com