تخوفات من عودة "الحزب الواحد" في مصر
تخوفات من عودة "الحزب الواحد" في مصرتخوفات من عودة "الحزب الواحد" في مصر

تخوفات من عودة "الحزب الواحد" في مصر

أثار اقتراب ائتلاف "دعم مصر"، الذي يمثل الأغلبية في البرلمان المصري، من التحول إلى حزب سياسي في البلاد، تخوفات على الساحة السياسية المصرية من عودة "الحزب الواحد".

ويضم ائتلاف "دعم مصر" 75% من أعضاء مجلس النواب المصري، بعد انضمام 30 عضوًا له مؤخرًا، عقب الإعلان عن عزمه التحول إلى حزب سياسي، ليصل عدد أعضائه إلى 400 عضو، وفقًا لمحمد السويدي رئيس الائتلاف.

وأكد مراقبون وسياسيون مصريون لـ"إرم نيوز" أن ائتلاف "دعم مصر" جادٌ في التحول إلى حزب سياسي، وفقًا لتحركات وإعلانات رئيس الائتلاف، ورئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال.

وكان رئيس البرلمان علي عبد العال، أكد خلال اجتماع عقد في يوم 22 من شهر نيسان/أبريل الجاري، بحضور أعضاء الائتلاف، لدراسة فكرة تحوله لحزب سياسي، مشيرًا إلى أن الحياة السياسية لا يمكن أن تستقيم إلا بوجود حزب سياسي يحوز الأغلبية.

من جانبه، قال رئيس ائتلاف دعم مصر محمد السويدي، إن الائتلاف جادٌ في التحويل لحزب سياسي، مشيرًا إلى أن مصر بحاجة الآن لحزب قوي من شأنه الارتقاء بالمواطن، خاصة في ظل التحديات والأزمات الكبرى، فضلًا عن المشاكل الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية.

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن الحزب الجديد سيمثل حلقة وصل حقيقية بين المواطنين والنظام الحاكم، واستكمال الحلقات المفقودة في التواصل مع المواطنين، خاصة في المحافظات المختلفة، والقرى، والنجوع.

وأكد السويدي أن الائتلاف سينافس على الانتخابات المحلية بقوة، وأنه سيتم الانتهاء من إجراءات تحويله لحزب خلال الفترة المقبلة.

وعن فكرة عودة الحزب الواحد في البلاد كالحزب الوطني، رفض "السويدي" مجرد التشبيه بحزب آخر، مؤكدًا أن "دعم مصر" سيكون مختلفًا تمامًا، وأن 75% من المنضمين له مستقلون، وليسوا ضمن أحزاب أخرى.

وأنشئ "الحزب الوطني" على يد الرئيس الراحل محمد أنور السادات في العام 1978، وهيمن على جميع السلطات في البلاد، وظل الأكبر في تاريخ البلاد لما يزيد على 40 عامًا.

وطالب السويدي بضرورة التوافق والعمل مع باقي الأحزاب الأخرى لإنعاش الحياة السياسية للأحزاب التي أصابها الركود، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أنه سيتم بناء مقرات للتواصل مع المواطنين بكافة الأقاليم المصرية لتلقي أي شكاوى.

عودة صريحة

بدوره قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مختار غباشي، إن تحوّل ائتلاف "دعم مصر" إلى حزب سياسي هو عودة صريحة للحزب الواحد في مصر، والسيطرة على المشهد السياسي في البلاد، وتهميش جاد لباقي الأحزاب.

ورغم عدم الإعلان رسميًا عن تدشين الحزب الوليد، إلا أن غباشي أكد أن التوجه العام يؤكد أن الائتلاف سينتهي قريبًا من جميع الإجراءات القانونية للتحول إلى حزب سياسي، خاصة أنه يمثل الأغلبية البرلمانية، وقادر على جمع التوكيلات من المواطنين واستيفاء الشروط في أقرب وقت.

وأوضح غباشي، لـ"إرم نيوز"، أن تحول "دعم مصر" الداعم الرئيس للنظام الحاكم في مصر، إلى حزب واحد يجعل منه الحزب الحاكم في البلاد، هو استنساخ جديد لـ"الحزب الوطني" الذي أسسه السادات، مشيرًا إلى أن الحزب الجديد يسيطر على المشهد السياسي، وينتزع جميع المقاعد التشريعية والتنفيذية في البلاد دون منافس.

وأضاف أن الحزب ربما يعلن تأسيسه قبل الإعلان عن سباق الانتخابات المحلية في البلاد، التي انتزعت صلاحيات كبيرة من نواب البرلمان وفقًا لقانون الإدارة المحلية الجديد، وتمثل ظهيرًا شعبيًا كبير، ومطمعًا حقيقيًا لجميع الأحزاب في مصر، التي تعجز عن المنافسة الكاملة عليها.

عشوائية حزبية

من جهته، أكد خبير التنمية المحلية أسامة عبد المنعم أنه ضد العشوائية الحزبية التي تمثل عبئًا على الحياة السياسية في مصر، مشيرًا إلى أن تحويل ائتلاف "دعم مصر" لحزب سياسي يمثل نقلة سياسية قوية، ويعتبر فكرة ناجحة في المرحلة الحالية والتي تتسم بانحدار الوجود الكبير للأحزاب على الساحة منذُ أكثر من 4 سنوات دون نقلة حقيقة في المشهد السياسي، أو تمثيل للشارع المصري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com