"ضنك".. مخطط إخواني لتعكير صفو استقرار مصر
"ضنك".. مخطط إخواني لتعكير صفو استقرار مصر"ضنك".. مخطط إخواني لتعكير صفو استقرار مصر

"ضنك".. مخطط إخواني لتعكير صفو استقرار مصر

على الرغم من أن حركة ضنك لم تعلن صراحة عن انتمائها الفكري لاتجاه سياسي معين، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أنها تخرج من عباءة الإخوان المسلمين، وفي محاولة منها لاستثارة المشاعر واستغلال ظروف المتعبين من ذوي الدخل المحدود، رفعت هذه الحركة شعارات ذات أربعة محركات عاطفية، تتمثل في الجوع والفقر المرض والظلم كمؤشرات دعائية تحريضية، أكثر منها طرح فكري لمشروع متكامل لعمل سياسي ناضج، وقد أطلقت حركة ضنك التي أعقبت ظهور حركتي 6 إبريل وتمرد بشكل مفاجئ، ما يُسمى بثورة الغلابة في ثوب شبابي، وقد دشنت الحركة تفاعلها الميداني بدعوة إلى مظاهرات في التاسع من أيلول/ سبتمبر الجاري، مستغلة أوضاع البعض وظروفهم الاقتصادية، وعلى الرغم من إصرار الحركة على إخفاء انتماءاتها السياسية، إلا أنه لا يكاد يخفى على أحد، أن هناك مَن يقف خلفها، ويحركها من وراء الكواليس ويؤمن لها الدعم المالي.

تقول د.نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هذه الحركة هي حركة معارضة للنظام الحالي، تحاول استغلال الظروف المعيشية الصعبة لإعادة الزخم الثوري إلى الحراك الميداني بعد أن هدأ كثيراً، ويظهر ذلك الادعاء بشكل واضح في الشعارات الأربعة التي ترفعها الحركة المتمثلة في "جوع، فقر، مرض، ظلم"، بالإضافة إلى أنها تأتي كمحاولة لجذب الشباب وتوحيد صفوفهم، وإعادة انصهارهم مرة أخرى في إطار أهداف عامة، يتفق عليها الجميع بعيداً عن الأيديولوجيات والتجاذبات السياسية على غرار ما حدث في ثورة 25 يناير، وتشير إلى أن الهدف من وجود مثل هذه الحركة هو توسيع دائرة المعارضة وضم حركات شبابية لتصب في حراك المعارضة، وهي بذلك تحاول استغلال الوضع الاقتصادي وتدهور مستوى المعيشة وانتشار البطالة والفقر، لافتة إلى أن ضنك تأتي في إطار الحركات الشبابية غير محددة الأيديولوجية، والتي تقوم على تحقيق أهداف معينة ويرتبط وجودها بتحقق تلك الأهداف.

وتضيف الشيخ: "الفترة السابقة شهدت تواجداً قوياً ومؤثراً لتلك الحركات الشبابية، وكانت الفاعل الأول في المشهد السياسي المصري والمحركة للشارع، ونجحت في إسقاط نظامين متتاليين، كحركة 6 إبريل التي كان لها الدور الأبرز في الحشد لثورة 25 يناير، وحركة تمرد التي نجحت في جمع ملايين التوقيعات لعزل الرئيس السابق محمد مرسي"، لافتة إلى أن حركة ضنك محاولة لاستنساخ هذا النموذج، وإثارة الشارع ضد النظام الحالي والرئيس عبد الفتاح السيسي.

فيما يقول د.حسام عبد الغفار القيادي بحزب الدستور، إن جماعة الإخوان هي التي صنعت حركة ضنك وتوفر لها الدعم اللازم والحشد الشعبي، لافتاً إلى أن الجماعة لجأت إلى سياسة جديدة للضغط على الحكومة ولإثارة البلبلة والفوضى في البلاد، أملاً منها في إحداث تغيير على أرض الواقع يسمح لها بالعودة مجدداً إلى المشهد السياسي، بعد أن رفضها الشعب المصري وأسقط رئيسها محمد مرسي في ثورة 30 يونيو.

ويشير إلى دعوة الحركة في بيانها الأول الشعب المصري لاستعادة حكم البلاد من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي "اختطفها"، و"إعادة الشرعية" في إشارة لعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، بالإضافة إلى اهتمام وسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان بالحركة، مؤكداً ارتباط الحركة بجماعة الإخوان حتى وإن أخفت هذا الارتباط.

وتابع: "الحركة حرَّضت في بيانها الباعة الجائلين والمواطنين في المناطق العشوائية للنزول إلى الشارع والثورة ضد النظام الحالي، كمحاولة لاستغلال الأوضاع الاجتماعية السيئة في مخطط إثارة الفوضى وإنهاك القوى الأمنية".

ويشير عبد الغفار إلى أن الحركة لن تستطيع أن تحقق شيئاً أو أن تحدث تغييرا مؤثرا في المشهد السياسي، خاصةً بعد مقاطعة الحركات الثورية لها كحركة 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، إضافة إلى فشلها في حشد لمظاهرات 9 أيلول/سبتمبر التي دعت لها، والذي يُعد الظهور الأول للحركة ميدانياً.

ويختلف مع الرأي السابق د.شادي حامد المحلل السياسي بمعهد بروكنجز، ويقول: "حركة ضنك هي حركة شبابية ويقوم عليها مجموعة من شباب ثورة 25 يناير، وليس لها أي انتماء سياسي أو توجه أيديولوجي".

وتابع: "الحركة تهدف إلى تجميع الصف المعارض مرة أخرى لاستعادة روح ثورة يناير، واستكمال تحقيق أهدافها من عيش وحرية وكرامة وعدالة اجتماعية"، مشيرا إلى أن الحركة رفعت شعارات لا يختلف عليها أحد، وحددت أهدافاً محل اتفاق بين جميع القوى السياسية والثورية، بالإضافة إلى أنها لم تطالب بعودة الرئيس السابق محمد مرسي، ونأت بنفسها بعيداً عن الصراع السياسي الدائر بين جماعة الإخوان والنظام الحالي.

ويرى حامد أن ضنك حركة خرجت من رحم قطاعات الشباب الرافض لتجذُّر الظلم والفقر والجهل، وضياع أحلامه في مستقبل أفضل.

وعن تأثير ظهور الحركة على المشهد السياسي يقول د.عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن ظهور حركة ضنك جاء لتحريك حالة الركود في معسكر المعارضة، وكمحاولة للضغط على النظام الحالي وتشتيت انتباهه وإرباكه، مشيرا إلى أن ظهور مثل هذه الحركات، يعطي مؤشراً على تغير ما في إستراتيجية جماعة الإخوان وحلفائها في مواجهة النظام الحالي، ومحاولة إلقاء الكرة مجدداً في ملعب الشعب.

ويؤكد أن حركة ضنك لن تستطيع إحداث تغيير ملحوظ في المشهد السياسي المصري، وستشهد نفس الفشل الذي يعاني منه التحالف الوطني لدعم الشرعية، خاصة مع رفض الحركات الشبابية والثورية لها، لافتاً إلى أن إنشاء حركة ضنك جاء كمحاولة للتغطية على فشل التحالف الوطني، وانعدام عودة الزخم الثوري إلى الحراك الميداني مرة أخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com