"إرم" ترصد بالأرقام مؤشرات استثمارات العرب بمصر

شهدت الاستثمارات العربية المباشرة في السوق المصرية، فترات متأرجحة ما بين ارتفاع كبير لحجم استثمارات دولة وانخفاض سحيق لأخرى، بناء على التغير السياسي الذي شهدته الدولة المصرية إبان رحيل نظام جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي.

شبكة "إرم" رصدت بالأرقام تأثر الاستثمار المباشر بالأحداث السياسية التي تمر بها مصر.

انخفاضات عاصفة لاستثمارات القطريين في مصر

شهدت الشهور الثلاثة الأولى من عام 2014 تراجعا ملحوظا في حجم الاستثمارات القطرية في مصر، على خلفية الإطاحة بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي التابع لجماعة الإخوان المسلمين التي تتلقى دعما مباشرة من الدولة القطرية.

وبلغ الانخفاض في الاستثمارات القطرية خلال الشهور الأولى من العام الجاري 272 مليون دولار، مقارنة بـ295.5 مليون دولار سجلتها خلال الفترة نفسها من العام الماضي 2013 لتسجل انخفاضا بنحو 23.5 مليون دولار، وذلك وفقا لآخر التقارير الصادرة عن البنك المركزي المصري في شهر آب/أغسطس الماضي.

وتوقع عدد من الخبراء الاقتصاديين انخفاضا كبيرا في مجمل الاستثمارات القطرية بمصر عن العام السابق، مرجعين ذلك لتوتر العلاقات السياسية، الذي ألقى بظلاله على الاستثمارات المباشرة والتبادل التجاري المشترك بين البلدين.

وأكد الخبراء أن فترة الرئيس المعزول محمد مرسي شهدت ارتفاعا كبيرا في الاستثمارات القطرية المباشرة في السوق المحلية لتسجل قيمتها الإجمالية 375.6 مليون دولار وهو أعلى مستوى قياسي لها على مدار العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأكدت أحدث التقارير الصادرة عن البنك المركزي المصري أن الاستثمارات القطرية كانت تسير بمعدل متزايد منذ العام المالي 2008/2009 حتى العام المالي 2010/2011 بنحو 53 و70.4 و191.5 مليون دولار على التوالي، إلا أن نشوب ثورة 25 يناير 2011 خفض من حجمها الكلي لتسجل نحو 34.9 مليون دولار في 2011/2012 بعد الثورة، إلا أنها ما لبثت أن ارتفعت لتسجل أعلى معدل لها وهو 375.6 مليون دولار.

استثمارات السعودية

وعلى الجانب الآخر، ارتفع إجمالي الاستثمارات السعودية والإماراتية الوافدة للسوق المحلية خلال الثلاثة شهور الأولى من العام الحالي 2014، اتساقا مع مواقفها الداعمة لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحكومته منذ ثورة 30 يونيو 2013، وسجلت الاستثمارات السعودية ارتفاعا قيمته 85.5 مليون دولار، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق2013 خلال فترة حكم الإخوان.

وأكد الخبراء أن الاستثمارات السعودية شهدت انتعاشة كبيرة منذ رحيل الرئيس محمد مرسي، حيث تجلى ذلك في وصولها لـ51 مليون دولار في الأشهر الثلاثة التي أعقبت ثورة 30 يونيو مقابل 35.3 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، تلاها ارتفاع تلك الاستثمارات في الستة أشهر التالية لها مسجلة 57.3 مليون دولار.

ارتفاع استثمارات الإمارات

إزاء ما سبق، شهدت الاستثمارات الإماراتية ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر التسعة الماضية مقابل الفترة نفسها من العام الماضي 2013، فقد سجلت خلال شهور تموز/يوليو وآب/أغسطس وأيلول/ سبتمبر من 2013 نحو 59.5 مليون دولار بارتفاع قيمته 5 ملايين دولار عن الفترة نفسها من عام حكم الإخوان 2012.

كما شهدت ارتفاعا كبيرا أيضا خلال الشهور التالية لها لتصل إلى 104.9 ملايين دولار ثم 148.6 مليون دولار، إلا أن ذلك يعتبر منخفضا، مقارنة بالقيمة التي سجلتها تلك الاستثمارات خلال آخر ثلاثة شهور من حكم الرئيس المعزول محمد مرسي لتسجل 226.7 مليون دولار.

كما سجلت تلك الاستمارات خلال عام 2012 نحو 480.6 مليون دولار، مقابل 559.8 مليون دولار في العام السابق على حكم مرسي، وسارت على نفس النهج الاستثمارات السعودية التي شهدت انخفاضا قيمته 48 مليون دولار في فترة حكم الإخوان.

الكويت تسجل طفرة غير مسبوقة

وفي نفس السياق، شهدت الاستثمارات الكويتية طفرة غير مسبوقة في حجمها، حيث سجلت في أول ثلاثة شهور من العام الجاري 2014 نحو 21.1 مليون دولار مقابل 13.7 مليون دولار، حيث انخفضت خلال حكم الإخوان عام 2012، لتصل إلى 46.4 مليون دولار مقابل 63.5 خلال العام السابق عليه 2011/2012.

انتعاشة مرتقبة

وعول الدكتور صلاح جودة الخبير الاقتصادي على قيام الحكومة المصرية بتسهيل إجراءات الاستثمار من تسجيل الشركات وبعض التشريعات الجاذبة للاستثمار الأجنبي وإزالة البيروقراطية والفساد وزيادة قواعد الشفافية في العمل، لعودة الاستثمارات الخارجية إلى السوق المصرية بشكل مضاعف خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن البداية التي اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسي، حينما تصالح مع دول الخليج ستفتح الباب لدخول مزيد من الاستثمارات العربية بجانب الانتهاء من مشروع تنمية قناة السويس والاستقرار الأمني والسياسي الذي من شأنه فتح الباب أمام مزيد من الاستثمارات.