بعد أزمات عباس و"حماس".. آمال غزة منعقدة على مصر وورقة المصالحة في مهب الريح
بعد أزمات عباس و"حماس".. آمال غزة منعقدة على مصر وورقة المصالحة في مهب الريحبعد أزمات عباس و"حماس".. آمال غزة منعقدة على مصر وورقة المصالحة في مهب الريح

بعد أزمات عباس و"حماس".. آمال غزة منعقدة على مصر وورقة المصالحة في مهب الريح

يعوّل الفلسطينيون في قطاع غزة كثيرًا على الجهد المصري واستمراريته، والذي يرون أنه محاولة الإنعاش الأخيرة لإنقاذ المصالحة أو ما تبقى من آمالها، بعد التطورات المتسارعة سلبًا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة "حماس".

وتسببت الأحداث الأخيرة التي أعقبت محاولات استهداف رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدالله في غزة قبل أسبوع، في قلب الموازين، بعد اتهام عباس لحماس بالمسؤولية عن تلك العملية، وتهديده بفرض عقوبات صارمة على قطاع غزة.

وكانت حركة "حماس" قد كشفت أن مصر حالت دون صدور قرارات عقابية جديدة من الرئيس محمود عباس حتى الآن، مشيرة إلى أن هناك ضغوطًا في هذا الاتجاه لإجبار عباس على التراجع.

وأوضح أحمد شاكر القيادي في الحركة، في تصريح لـ "إرم نيوز" أن عباس كان سيزيد معاناة قطاع غزة من خلال سلسلة من العقوبات المالية والإدارية.

وقالت مصادر فلسطينية، إن مسؤولين مصريين تواصلوا مع رئيس السلطة الفلسطينية وبعض قيادات حكومة الوفاق خلال الأيام الماضية لوقف المساعي نحو فرض عقوبات جديدة على قطاع غزة.

وأوضحت المصادر أن عباس أرجأ اتخاذ القرارات العقابية رغم تلويحه بها لإعطاء فرصة حقيقية لمصر للتواصل مع قيادة "حماس" والحديث عن حلول للأزمة، مع إمكان تسليم "حماس" ملف الضرائب والجباية وبعض الملفات الأخرى للحكومة لإجبار الرئاسة على عدم المضي في تلك القرارات.

اتفاقات النقيضين

المحلل السياسي عمر جعارة قال: "نحن نتعلم تاريخيًا أنه لا يمكن الاتحاد بين طرفيْ خلاف يمثلون وجهتيْ نظر مختلفتين تمامًا، فهل شهدنا اتفاق ما بين الشمال الأمريكي والجنوب الأمريكي، هذا ما ينطبق تمامًا على فتح وحماس".

وأضاف في حديثه لـ "إرم نيوز" معقبًا: "المصالحة الحقيقية لا يمكن أن تتم إلا من خلال تسليم السلاح الموجود مع حماس وهذا يستحيل أن يتم".

وتابع: "اتفاق المصالحة إن لم يكن ضمن محددات معينة مثل الانسحاب الكامل من القوات الإسرائيلية من الضفة الغربية وفك الحصار عن غزة وإعادة إعمارها".

وتساءل جعارة :" إذا كانت إسرائيل تعتبر غزة محتلة والضفة محتلة على أي أساس سيتم عقد اتفاق المصالحة، نحن لا نستطيع محاكمة فتح بعيون حماس ولا حماس بعيون فتح، الاتفاق بين نهجين مختلفين لا يمكن أن يتم أبدًا".

وقال المحلل السياسي:" كافة المحاولات السابقة لرعاية المصالحة بدءًا من الدوحة ومن ثم اتفاق مكة ونهاية باجتماعات القاهرة لم تثبت أي منها نجاحها حتى الأن".

دعوات للاستمرار

أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت محمود العجرمي، قال:" واضح من خلال متابعة الوفد المصري أنه يسعى للضغط على طرفي الخلاف من أجل اتمام المصالحة، وهو حتى الآن يدعو حركة حماس والفصائل الفلسطينية للاجتماع في القاهرة مرة أخرى".

وأضاف العجرمي لإرم نيوز :" المصالحة مرتبطة بدور مصر الإقليمي في المنطقة ومرتبطة بالأمن المصري، التعاون ما بين فلسطين ومصر يخدم الشعبين في هذه المرحلة تحديدًا".

واستدرك العجرمي بالقول" ولكن واضح أن رام الله تضع العصا في الدواليب كلما اقتربنا من المصالحة، وكان آخر محاولات الإفشال استهداف موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله وعلى الرغم من تدخلات مصر وحماس وتأكيد الفصائل كافة على موقفها تجاه الحادث إلا أن رام الله لازالت تضع العقبات أمام ملف المصالحة".

فرصة تاريخية

وزعمت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء السبت، أن وجهة الرئيس الفلسطيني محمود عباس تذهب نحو الانفصال عن قطاع غزة، ما يعني أن الانقسام الفلسطيني آخذ بالتعمق، لكنه قد يضع أمام إسرائيل فرصة تاريخية، رغم أن هذا الانقسام بين الفلسطينيين يعتبر عقبة مركزية أمام تحقيق أي ترتيبات سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال البروفيسور عيدان زليكوفيتش، والذي أعد تقريرًا مطولاً عن هذه القضية، إن "قطاع غزة والضفة الغربية منطقتان لا تداران بجهة مركزية واحدة، وحالة العداء تتزايد بين الفصائل، فضلاً عن تزايد فرضية المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحماس، مضيفًا أن "كل ذلك يضع تحديات جوهرية ذات بعد إقليمي، ما يتطلب إيجاد حلول استراتيجية لمشاكل القطاع كشرط أساسي لطرح أي حل سياسي إقليمي".

وأضاف زليكوفيتش، الباحث في معهد "ميتافيم" للدراسات الاستراتيجية أن "حماس من الناحية العسكرية نجحت في ترميم قدراتها الصاروخية، وعادت تقريبا لذات الإمكانيات التي حازتها عشية اندلاع حرب الجرف الصامد في صيف 2014، كما أن قواتها البرية تواصل استعداداتها تأهبًا للمواجهة القادمة، بحيث تعمل على تهيئة ساحة المعركة في ظروف ميدانية أفضل، وزيادة عنايتها بقدراتها البحرية".

وأكمل قائلاً: "في الوقت ذاته، تعاني حماس أزمات اقتصادية وسياسية نابعة من عدم قدرتها على الإيفاء بمتطلبات الحكم، لأنه منذ بداية الحرب الأولى في 2008-2009 ما زال القطاع يعيش آثار الدمار والخراب بدون إعمار، وأثبتت التجارب أن حماس عند وصولها إلى مرحلة صعبة من الأزمات الداخلية فإنها تذهب نحو التصعيد للخارج مع إسرائيل، ما يوفر لها تأييدًا وتضامنًا، داخليًا وخارجيًا"، على حد زعمه.

وتابع قوله : "لكن قيادة حماس الحالية لا تبدو معنية بالدخول في مواجهة مسلحة، بل إنها تسعى للعثور على طرق بديلة للتخفيف عن الفلسطينيين، خاصة من خلال فتح المعابر الجنوبية مع مصر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com