بعد زيارة محمد بن سلمان لها في مصر.. تعرّف على كنيسة الأقباط "الكاتدرائية المرقسية"
بعد زيارة محمد بن سلمان لها في مصر.. تعرّف على كنيسة الأقباط "الكاتدرائية المرقسية"بعد زيارة محمد بن سلمان لها في مصر.. تعرّف على كنيسة الأقباط "الكاتدرائية المرقسية"

بعد زيارة محمد بن سلمان لها في مصر.. تعرّف على كنيسة الأقباط "الكاتدرائية المرقسية"

سلطت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للكنيسة الكاتدرائية، ولقائه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الأقباط الأرثوذكس، الضوء على مكانة الكاتدرائية الهامة للأقباط المتجذرين في عمق التاريخ المصري.

وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان لرئيس أكبر كنيسة مصرية، في مقره البابوي في العباسية وسط القاهرة، خطوة كبيرة في تعزيز طريق الانفتاح على الآخر، ودعم اللحمة الوطنية في مصر، حيث تعرض الأقباط لهجمات "إرهابية" يتبرأ المسلمون من منفيذها من الجماعات المتطرفة.

يذكر أن الوجود القبطي في مصر، يعود إلى حقب غابرة من التاريخ فلفظ "قبطي" مأخوذ من اللفظ اليوناني أيجبيبتوس، وهم أهل مصر قبل دخول العرب والرسالات السماوية، إلا أنه وبعد دخول العرب المسلمين لمصر، اكتسبت لفظة "قبطي" صبغة دينية وشاعت بالعصر الحديث لتمييز المسيحيين عن غيرهم.

ويعود أصل الكلمة إلى "حاكبتاح" الهيروغليفية، والتي بحسب خبراء تشير إلى مدينة ممفيس أو إله مدينة منف، فيما يسود اعتقاد آخر وهو أن الكلمة أصلها عربية "قبط" وترجع إلى قبط أو قفط بن مصرايم بن حام بن نوح، ويقضي بأن قبط هو أول من سكن مصر، لكنه ادعاء لم يجد استنادًا علميًا.

لكن المتفق عليه، أن الأقباط هم السكان المصريون الذي سكنوا أرض مصر، على خلاف الذين قدموا لاحقًا إليها و"تمصروا" على أرضها.

ورغم أن القبط دلت على الإنسان المصري بغض النظر عن دينه، إلا أنها شاعت لتصبح حكرًا على المسيحيين، الذين صار لقبهم الأقباط، فيما تشير إحصائية إلى أن عدد الأقباط تجاوز 15 مليون نسمة داخل مصر وحدها، وذلك كرقم ترجيحي كشفه سابقًا الأنبا باخوميوس.

ويشكل الأقباط المسيحيون الثقل المسيحي في المشرق العربي، حيث يعد الأعلى نسبة في المنطقة العربية التي غلب عليها الدين الإسلامي.

وتعد الكنيسة الكاتدرائية في العباسية مقر بابا الإسكندرية، حيث ظلت الكنيسة المرقسية بالإسكندرية مقرًا لبطريرك الكنيسة ألف عام، قبل أن يستقر أخيرًا في أرض الأنبا رويس (أو العباسية) في القاهرة.

ولم يتوقف التأثير الكنسي المصري على حدودها الجغرافية، حيث لعب دورًا هامًا في الحركة المسيحية العالمية، فالكنيسة القبطية من أول الذين أنشأوا مجلس الكنائس العالمي، وظلت عضوًا فيه حتى العام 1984، كما أنها عضو في مجلس كل كنائس أفريقيا ومجلس كنائس الشرق الأوسط.

ونشأت الكاتدرائية المرقسية بداية في الإسكندرية، مع مجيء مرقس الرسول عام 62 ميلادي إلى الإسكندرية، حيث بشر أهلها بالمسيحية، وكان أول المؤمنين به صانع أحذية مصري يدعى إنيانوس، وقد حول بيته ليكون أول كنيسة في أفريقيا، والتي عرفت باسم كنيسة "بوكاليا" ومكانها هو مكان الكاتدرائية المرقسية الحالية، والذي يتوسط الإسكندرية القديمة.

وأرض الأنبا رويس/العباسية، كان يطلق عليها قديمًا اسم "دير الخندق"، وتعود إلى عام 969 في عصر جوهر الصقلي، عندما قرر تأسيس مدينة القاهرة، وبناء أحد القصور، فصادف عند تخطيط القصر ديرًا للأقباط في تلك الجهة يسمى "دير العظام" فأخذ الدير وعوّض الأقباط عنه بـ"دير الخندق" الذي تم بناؤه في القرن العاشر الميلادي (في المنطقة الممتدة من دير الملاك البحري إلى العباسية)، حيث بني عليها الدير الجديد والعديد من الكنائس.

ورغم محاولات استيلاء عديدة، إلا أن الأرض ظلت صامدة طوال قرون، ولاحقًا قرر البابا كيرلس السادس بناء الكاتدرائية، فتبرع الرئيس جمال عبدالناصر إبان حكمه آنذاك بعدة آلاف لبنائها، وحضر افتتاحها ومعه الإمبراطور هيلا سلاسي إمبراطور إثيوبيا في عام 1968، وأعيد لاحقًا تجديدها مرتين كان آخرها في 2015.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com