الانتخابات المصرية تصيب هيكل التنظيمات السياسية بشرخ عميق
الانتخابات المصرية تصيب هيكل التنظيمات السياسية بشرخ عميقالانتخابات المصرية تصيب هيكل التنظيمات السياسية بشرخ عميق

الانتخابات المصرية تصيب هيكل التنظيمات السياسية بشرخ عميق

أصابت الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها أواخر مارس/آذار المقبل، التكتلات السياسية في مصر بحالة من الانقسام بشأن المرشحين المحتملين البارزين على الساحة.

وتجسدت تلك الطعنة في الانقسام الذي أدى إلى خلافات عميقة ظهرت خلال الأيام الماضية على الأطراف التي تعتبر مخالفة بدرجات متفاوتة للنظام الحاكم.

الحركة الوطنية

الحزب الذي أسسه الفريق أحمد شفيق الذي أعلن ترشحه ثم انسحابه في ظروف غامضة، شهد خلافات عدة أدت لاستقالة بعض قياداته قبيل إعلان الفريق ترشحه للرئاسة.

وبعد انسحابه، قرر شفيق في الـ 15 من يناير/كانون الثاني الجاري في خطوة مفاجئة تفويض اللواء رؤوف السيد نائب رئيس الحزب بمهام رئيس الحزب، ليثار بعد ذلك حديث حول دعم الحزب للفريق سامي عنان، وهو الأمر الذي نفاه خالد العوامي، المتحدث الرسمي باسم الحزب.

ولقت إلى أن موقف الحزب النهائي من الانتخابات لم يتحدد بعد وسيكون قرارًا مؤسسيًا يتم إعلانه بعد إغلاق باب الترشح.

حزب النور

حزب "النور"، الذراع السياسية للدعوة السلفية، لم يعلن بشكل رسمي حتى الآن دعمه لأي من المرشحين المحتملين، وفق القيادي بالحزب شعبان عبد العليم.

وقال في تصريح لـ "إرم نيوز"،  إنه سيتم الإعلان عن موقف الحزب عند اتضاح الصورة واستطلاع آراء أعضاء الهيئة العليا للحزب.

لكنّ عددًا من نواب الحزب بمجلس النواب أعلنوا دعم الرئيس السيسي حيث وقع الدكتور أحمد العرجاوي توكيلاً لتأييده في الانتخابات، مؤكدا أن الحزب سيبدأ في عقد مؤتمرات بكل المحافظات لدعم السيسي لولاية رئاسية ثانية.

بعض الأحاديث أثيرت حول دعم الحزب للمرشح مرتضى منصور، وهو ما نفاه الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب، قائلا إن "الحزب لم يحسم قراره بعد بدعم أي من المرشحين، لتترك الانتخابات الحزب منقسمًا على نفسه حول المرشحين المحتملين".

حزب الدستور

لم يسلم الحزب الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي في 2012 هو الآخر، من الخلافات التي دأبت داخله بشأن الحديث حول دعم المرشح خالد علي.

واشتعل فتيل الغضب بين جبهتي "الدستور" بعد إعلان خالد داوود الرئيس الحالي للحزب، تأييد الحزب لحملة المرشح خالد علي بشكل رسمي، وتسخير مقرات الحزب لجمع التوكيلات له.

وأعلن أن الاستطلاع الذي تم إجراؤه داخل الحزب أسفر عن تأييد 608% من الأعضاء للمشاركة وأيد 83.1 % من الموافقين على المشاركة دعم المرشح خالد علي.

لكنّ الدكتور أحمد بيومي المتنازع على رئاسة الحزب عارض بيان داوود، معتبرا أنه لا يمثل الحزب وما أعلنه هو مشهد "هزلي" والحزب منتظر لإغلاق باب الترشح لاتخاذ قراره النهائي.

وأكد أسامة أنور عضو الهيئة العليا أن الحزب لم يقرر بعد تأييد أي من المرشحين، وما أعلنه داوود لا يعبر إلا عن نفسه فقط.

تكتل 25-30

وأثيرت العديد من التساؤلات حول موقف نواب "تكتل 25 - 30"، وهو ائتلاف نواب المعارضة داخل البرلمان، والذي لم يعلن حتى الآن دعمه لأي مرشح؛ ما فتح الباب أمام التكهنات بشأن تحريرهم توكيلات لخالد علي أو للفريق عنان.

وأكد النائب خالد عبدالعزيز شعبان عضو التكتل، أن الفريق عنان لم يطلب حتى الآن من التكتل منحه أي توكيلات، وكذلك باقي المرشحين ولم يعرض أحد منهم برنامجه الانتخابي على الأعضاء، وذلك هو سبب التأخر في إعلان موقف التكتل، لكنّ بعض النواب داخل التكتل حرروا -دون تنسيق- توكيلات للرئيس عبدالفتاح السيسي.

وحسم المرشح خالد علي موقفه من اللجوء للبرلمان للحصول على توكيلات وخاصة من تكتل 25-30 قائلاً: "مع احترامي الشديد للتكتل، وعلى رغم تواصلي معهم لكني أرفض الحصول على تزكيات برلمانية لخوض الانتخابات فقررت خوض تحدي التوكيلات الشعبية، وأنا مستمر فيه حتى النهاية".

واعتبر الدكتور سعيد صادق أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن التكتلات السياسية في مصر تًعاني بالفعل ضعفًا إداريًا وسياسيًا خلال الفترة الماضية؛ ما جعلها تتأثر سلبيًا مع أول قرار يقتضي اتخاذ رأي جماعي.

وأشار صادق في تصريح لـ "إرم نيوز" إلى أنّ التكتلات السياسية لم تعد تؤثر بشكل كبير في الواقع السياسي المصري، على حساب آليات أخرى كوسائل الإعلام والحشد الشعبي والخدمات الجماهيرية، فيما باتت الأيديولوجية السياسية غائبة نهائيًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com